الخرطوم: هبة علي
خلافات حادة تعتلي الكتل والاجسام الثورية المقاومة للإنقلاب العسكري بسبب منهجية التغيير (الجذري والمرحلي) و التمترس والاصطفاف تحتهما، وبرزت حدة الخلاف برفض بيان لجنة مقاومة الديوم إقامة منصة للحرية والتغيير بمواكب (السودان الوطن والواحد) الذي سيرته اليوم، بجانب الاعتداء على المشاركين في الموكب من مدنيين مجهولين لم تُثبت هوياتهم إلى الآن، يأتي هذا وسط خشية من البعض لأن تؤدي الخلافات إلى حدوث انقسامات رآها مراقبون قريبة فيما قلل آخرون من شأنها..
…….
وفي بيان شديد اللهجة يوم أمس، أعلنت تنسيقية لجان مقاومة الديوم الشرقية مقاطعتها لموكب (السودان الوطن الواحد) الذي دعت له قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي اليوم السادس والعشرين من يوليو نبذاً للقبلية والجهوية والحروب، وقالت الديوم: لا يحق لأي حزب أو تحالف اقامة منصة او يخاطب الجماهير في تقاطع باشدار سوى لجان المقاومة.
…….
بيان الديوم وجد استنكارا واسعاً اسفيرياً من قبل السياسيين كعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي امال الزين في تغريدة لها قائلة: (أى محاولة لاحتكار الشوارع أو منع النشاط السياسي مرفوضة أيا كانت الجهة الصادرة منها، تحيا الديمقراطية كم نفديك يا مستقبلا)، أما الناشطون فعبروا أيضآ عن استيائهم لبيان الديوم، حاثين مقاوميها بإصدار بيان اعتذار يليق بالمقاومة وشعارات الثورة.
……
مواكب السودان الوطن الواحد خرجت اليوم عند ميقاتها واجتمعت نهاراً في باشدار تهتف ضد العنصرية ويتقدمها قياداتها كوزير شؤون مجلس الوزراء السابق خالد يوسف وعضو السيادة السابق محمد سليمان الفكي ومقرر لجنة إزالة التمكين المجمدة وجدي صالح، إلى أن انضمت إليها مواكب أخرى من لجان المقاومة وأخذت تهتف ضد الحرية والتغيير وظهور مسلحين مدنيين بعد ذلك بحسب روايات لشهود عيان، بالأسلحة النارية والبيضاء، كما اعتدوا على المشاركين في الموكب، لينقل المصابون لتلقي العلاج بمستشفى الجودة.
……
متحدث تنسيقية لجان مقاومة امبدة محمد طاهر قال إن العنف مرفوض وغير مبرر من جميع الأطراف، داعياً إلى إشاعة روح الديمقراطية في منح الآخرين حقهم في التعبير.
وشدد طاهر على ان انقسام تنسيقيات لجان المقاومة كما حدث لتجمع المهنيين لن يحدث بسبب ان التنسيقيات يوجد بينها ميثاق تاسيس سلطة الشعب الذي وضع اشتراطات للتحالفات.
واوضح طاهر ان اصطفاف الثوار خلف تياري الجذرية والمرحلية ليس انقسام ،بل خلاف حول دمج المواثيق وتوحيدها ،وان الخلاف تحديدا حول الالية وليس عن ضرورة ايجاد ميثاق موحد ،لافتا الى ان البعض يحاول تكبير الخلاف لكي لاتمضي الوحدة وللحد من شأنها، واضاف: افراد القوى السياسية الموجودين داخل اللجان يحاولون قيادة اللجان للانقسام ،ولن يستطيعوا لانهم لايمثلون عددا كبيرا مقارنة بالبقية افراد اللجان، واشار طاهر الى ان ضمانات وحدة اللجان في انها جسم قاعدي ولا احد يستطيع ان يتخذ قرارات افقية اضافة الى الميثاق والذي لايوجد خلاف حتى الان حوله.
……
مواقف الحرية والتغيير الأخيرة وجلوسها مع العسكريين في طاولة الحوار افقدها الكثير من مناصريها واتسعت الهوة بينها ولجان المقاومة وبقية القوى الثورية، ليمتد الاتساع داخل مكونات الأجسام والأحزاب والكتل بعد إختلاف الرؤية في طريقة التغيير والتحول الديمقراطي.
المحلل السياسي د. عبد الناصر سلم مضى في ذلك الاتجاه بالتأكيد على أن الحرية والتغيير فقدت جزء كبير من الشارع بعد إنقلاب 25 أكتوبر، وقال سلم ل(النورس نيوز) إن المعادلة السياسية إختلفت بعد ظهور تيارين لعملية التغيير، مشدداً على أن الشارع الذي يتبنى الحل الجذري بات الاقوى في المعادلة السياسية، قاطعاً بأن خياراتهم باللاءات الثلاث صفرية ولاتقود لحل، وجزم سلم بأن مايحدث ليس خلافاً بل انقساماً واضحاً بيد انه غير معلن لأن الحرية والتغيير لاتريد شماتة الأعداء، وتابع: هناك ازمة حقيقية للشباب مع القيادات النضالية التي كان تمثل الشارع في العام 2019،مشيراً إلى أن الأزمة ستؤدي إلى إرباك العملية السياسية واستمرار حالة عدم الاستقرار الأمر الذي يعني حالة عدم إخراج البلاد من دوامة الفعل والفعل المضاد، ويجعل الوحدة ضرورية من مخاطبة احلام الشباب في الشارع.