الحرية والتغيير .. مراجعات وجرد حساب

تقرير إخباري- النورس نيوز

يتفق الكثيرون على أن الحرية والتغيير لم تنتهز الفرصة التي جاءت إليها على طبق من ذهب في الحكم بالبلاد إذ فشلت فشل ذريع في تحقيق تطلعات الشعب السوداني الذي خرج في ثورة يشهد لها العالم أجمع من أجل توفير العيش الكريم إلا أن الحرية والتغيير زادت الوضع المعيشي سوء ولم تقف الأزمات المتلاحقة على أبسط تقدير في محلها بل كانت تزيد يوما بعد الآخر ما قاد إلى سخط كبير وسط المواطنين وأدى إلى فض الشراكة مع مركزية الحرية والتغيير وفقا للقرارات التي أصدرها رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر بحل الحكومة.

ارباك مواقف
مراقبون يشيرون إلى أن التقييم الذي تقوم به الحرية والتغيير لتجربتها في الحكم خلال الفترة الماضية هذه الأيام يلفت الإنتباه بشكل كبير إلى فشلها في التجربة ويعتبرون أن ذلك
لم يكن مفاجئا في ظل الصراعات التي شهدها التحالف الذي انقسم إلى العديد من التحالفات وهذا ما انعكس سلبا على أداء المجموعة التي انفردت بالسلطة وقامت باقصاء العديد من قياداتها وهو ما أدى بدوره إلى الارتباك في مواقفها الذي أقرت به في العام 2019 من خلال تقديم اعتذار رسمي بشأن تباين مواقفها وتأثير ذلك على العملية سياسية.

تحمل مسئولية
قيادات الحرية والتغيير نفسها ظلت تقر بفشل التحالف في تجربته في الحكم ويبررون ذلك بفعل الصراعات الداخلية والذي اخرج التحالف من مهامه الأساسية وفي ذلك يقول القيادي بالحرية والتغيير مجموعة التوافق الوطني محمد سيد أحمد الجاكومي أن صراعات الحرية والتغيير بدأت مابعد نجاح الثورة بخمسة أيام باختطاف مجموعة للثورة واقصاء البقية.
واوضح الجاكومي لـ”النورس نيوز” أنه منذ ذلك اليوم قال لهم بأنكم لاتمثلون الثورة وذلك بحضور الراحل الإمام الصادق المهدي والريح السنهوري وعمر الدقير وآخرين
بدوره يقر القيادى بقوى الحرية والتغيير يحيي الحسين المحامي بتحمل جزء من المسئولية لما وصلت اليه البلاد من أوضاع وقال نتحمل جزء من مسئولية ذلك بعد خروج بعض مكونات الحرية والتغيير عن مبادئ التحالف ومحاولة تنفيذ أجندة واقصاء ما لايقل عن 90% من التحالف.
واعتبر الحسين لـ”النورس نيوز” أن اخطاءهم تتمثل في عدم تقديم عناصر تعبر عن البرنامج الحقيقي للحرية والتغيير مبينا أن المجموعة التي شاركت في السلطة استأثرت بها ماأفقد التحالف بريقه بسبب التصرفات الغير مسئولة وقال حدث شرخ كبير داخل الحرية والتغيير وهنالك من حاول استغلال اسم التحالف.

حالة تردي
ويشير الخبير الاقتصادي د. هيثم محمد فتحي إلى أن الإقتصاد السوداني شهد حالة تردي خلال الفترة الماضية في ظل تفاقم الأزمة والهبوط غير المسبوق للعملة المحلية بمواجهة الدولار وقال إن الجنيه السوداني سجل انهيار كبيرا في السوق الموازي (السوق السوداء) بعد تجاوز سعر الدولار 570 جنية سوداني في أدنى مستوى له على الإطلاق، فيما وصلت معدلات التضخم لمعدلات قياسية ما أدى إلى ارتفاع جنوني بأسعار السلع والخدمات في بلد يعيش أكثر من 70% من مواطنيه تحت خط الفقر.
ولفت فتحي في حديث لـ”النورس نيوز” إلى أن
معدلات البطالة وصلت إلى نحو 27% حسب التقديرات الحكومية، فيما ترجح منظمات المجتمع المدني أن نسبة البطالة تفوق 50% وقال إن قيمة الديون الخارجية للسودان تقدر بـ60 مليار دولار. كما بلغ عجز الموازنة مليارَي دولار تقريباً من الناتج المحلى فيما يقدره اخرون بـ4 مليارات دولار مبينا أن إزالة اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب خطوة كبيرة كان لها أن تساعد بتحقيق استقرار الاقتصاد السوداني وإنعاشه.

تجربه مريره
لايختلف اثنان في أن الأخطاء التي ارتكبتها الحرية والتغيير خلال فترة حكمها انعكست على مجمل الأوضاع بالبلاد من اقتصادية وسياسية وأمنية وحالة التفلتات التي شهدها السودان خلال الفترة الماضية ماهي إلا دليل على ذلك كل ذلك أدى إلى أن تشن العديد من القوى التي كانت مناصرة للتحالف في وقت سابق هجوما يوما بعد الآخر على التحالف حتى أنه فقد حلفاءه والشارع ويحاول هذه الأيام لملمة أطرافه لاستعادة توازنه بإجراء نقد ذاتي بعد فوات أوانه إلا أن ذلك مستبعد إلى حد كبير في ظل التجربة المريرة التي قدمتها مركزية الحرية والتغيير في الحكم والتي يرفض الكثيرون إعادتها أو حتى الحديث عنها

Exit mobile version