الأخبار الرئيسيةتقارير

خطاب الكراهية.. محاولات إشعال نيران القبلية

الخرطوم – نبيل صالح

تنامى خطاب الكراهية الاثنية في السنوات الأخيرة بشكل أثار قلق المجتمع السوداني _مستقبل هذا الخطاب – نفسه بيد أن هذا الخطاب بدأ التداول به بشكل كبير في وسائل الإعلام المختلفة، و شبكات التواصل الاجتماعي ، واتهم مراقبون دوائر استخباراتية باستغلال الهشاشة السياسية والأمنية لافتعال فجوات اجتماعية تسهل من نهب موارد البلاد كما في العديد من الدول في المنطقة.

وبعد أحداث ولاية النيل الازرق التي شهدت أكثر النتائج الكارثية للخطاب الاثني والقبلي وسقط ضحيتها مئات الابرياء ، انتبه الشارع السوداني لخطورة المخطط الذي وضح جلياً حسب مراقبين بوجود جهات تغذي النعرة القبلية لاهداف سياسية واستخباراتية ، ما دفع قوى سياسية ومدنية ومجتمعية للتحرك فوراً لاطفاء الحريق الذي بدأ يستشري بصورة كبيرة .
وأعلنت مجموعة سياسية تضم احزاب وقوى مدنية ومجتمعية مبادرة لانهاء الخطاب وكشف د.محمد بدر الدين الامين العام المكلف لحزب المؤتمر الشعبي عن مبادرة تضم حزب الامة القومي والاتحادي الأصل وبعض القوى المدنية والطرق الصوفية تستهدف مناطق النزاعات القبلية لتوعية المجتمعات بخطورة النعرات العنصرية والخطاب العنصري وعقد مصالحات في النيل الازرق وقال بدر الدين لـ “النورس نيوز” أن خطاب الكراهية تنامى بشكل كبير ما يجعلنا نحن القوى السياسية نستشعر بمسؤولياتنا إزاء سلامة النسيج الاجتماعي في كل اقاليم السودان ، وأضاف في حديثه أن الخطاب الذي تسوقه بعض الجهات يستهدف السودان كدولة وليس قبائل كما يبدو من اللغة ، مشيرا الى ضرورة انهاء هذا المشهد الذي بات يتنامى بشكل كبير بكل السبل والوسائل القانونية.
فيما فعلت مجموعات اسفيرية هاشتاق “لا للقبلية ” في الفيس بوك بينما تقود مجموعات ناشطة في حقوق الانسان حملات توعية واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي بخطورة الخطاب السائد في المجتمع السوداني والذي يعمل على إثارة النعرات العنصرية والاستعلاء العرقي ، بيد أن هذا نتائج هذا الخطاب ظهر جلياً في دارفور والنيل الازرق وولاية كسلا والقضارف وقبله في ولاية البحر الاحمر وقال المراقبون أن إنهاء هذا الخطاب يستدعي قوانين صارمة يجرم كل من ينقله في وسائط التواصل الاجتماعي
وأثار انتشار خطاب الكراهية، وتسيده المشهد السياسي في السودان، مخاوف كثيرين، ما دفع أصواتاً عدة رسمية وشعبية، إلى نبذه والعمل على مواجهته، حتى لا يؤدي إلى شيطنة المجتمع، بخاصة أنه وصل مرحلة خطرة يمكن أن تقود إلى تشرذم وتفتت البلاد، بالنظر إلى أن هذا الخطاب بدأ ينال من القيم والتقاليد السودانية المتعارف عليها من تسامح وترابط وتماسك اجتماعي وسياسي.

وقال المحلل السياسي سعد محمد أحمد لـ “النورس نيوز”؛ إن انتشار خطاب الكراهية في مجتمعنا السوداني بهذا المستوى، أمر مؤسف للغاية، مشيرا الى وجود بيئة صالحة للاستشراء بالشكل الذي نراه الآن ، واضاف ” لجأت جهات سياسية لاستغلال القبيلة والجهوية في مخاطبته الناس بالقضايا القومية، من دون مراعاة الآثار التي يمكن أن يعقبها مثل هذا الخطاب، ووصف سعد خطاب الكراهية بالاكثر فتكا للمجتمعات والدول من الاسلحة النووية وقال إعلاء صوت القبلية من أكثر أنواع الأسلحة خطورة لا سيما من ناحية تشرذم المجتمع، فضلاً عن أثرها على الأمن القومي للبلاد”وأرجع سعد أسباب انتشار هذا الخطاب إلى تفشي الأمية الأبجدية والسياسية، وكذلك اتساع دائرة الفقر، وانتشار المخدرات والجهل، مبيناً أن هذا النوع من الخطاب يعد دخيلاً على المجتمع السوداني.
وعن مستقبل السودان في ظل بقاء هذا الخطاب في المجتمع السوداني مع انتشار السلاح في كل مكان، قال: ” أن الكارثة الحقيقية أن بعض السياسيين يستغلون الوضع الاجتماعي الهش، إلى جانب استغلال (الجهل، والفقر، والقبلية، والعنصرية، والجهوية)، بالتالي، إذا أطلقت أي رصاصة في العاصمة الخرطوم يكون خلفه هذا الخطاب، مستشهد بما حدث في سوريا وليبيا وقال ” ما يحدث في هذه الدول يعد نزهة لما سوف يحدث في السودان اذا لم نلتفت لهذا الامر فالوضع الماثل مبهم ، وإذا لم تفرض الدولة هيبتها سيكون مصير البلاد صعباً”.
ويعتقد مراقبون أن خطاب الكراهية ليس وليد الفترة الاخيرة انما كانت هناك جهات تعمل على صياغة هذا الخطاب على نار هادئة قبل ان ينفجر بركانه في النيل الازرق في الاسابيع الماضية واحرق مئات الابرياء ودعا القانوني الاستاذ معاذ زكريا لانهاء ما يسمى بالإدارات الاهلية وتقليص مهامهم في اطار ضيق لا يتعدى المشاكل الاسرية ، وإلغاء الديات في حالة الاقتتال القبلي وفرض هيبة الدولة بالقانون الناجز وقال معاذ لـ “النورس نيوز” أن ما حدث في النيل الازرق ينبغي ان يكون عظة للحكومة والساسة الباحثين عن مكاسب ضيقة لا تتعدى مصلحته الشخصية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *