اعلان دستوري جديد.. جدل الشرعية في السودان

الخرطوم- هبة علي

على نحوٍ غير متوقع، وتوقيت مُعقّد أعلن (مركزي الحرية والتغيير) طرح مشروع إعلان دستوري جديد، كأساس لإقامة السلطة المدنية الديمقراطية، بعد رفض إعلانها (الوثيقة الدستورية) الُمنقلب عليه في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، والتشديد على انتهائه من قِبل لجان المقاومة وجُل القوى الثورية المقاومة للانقلاب، ليواجه الاعلان بناءا على ذلك بموجة من الجدل ،سيما بعد خروج الجيش من السياسة والدعوات المتكررة وعدم الإقصاء..

 

طرح الإعلان الجديد

قال عضو بالمجلس المركزي ”للحرية والتغيير“ إن التحالف شرع في اتصالات مع أحزاب خارج قوى ”الحرية والتغيير“ بعد إعداد إعلان دستوري يؤسس لمرحلة جديدة، وقال العضو ــ الذي اشترط عدم ذكر اسمه ــ ”لدارفور24“ إن الاتصالات شملت حزبي ”المؤتمر الشعبي“ و”الاتحادي الأصل“ بزعامة محمد عثمان الميرغني، مضيفاً أن الإعلان الدستوري سوف يطرح للجميع للمشاركة، وفي بيانٍ للتغيير صدر الثلاثاء الماضية متعلق بدعم التعايش السلمي وتشكيل جبهة واسعة لنبذ القبلية خاصة بمنطقة النيل الأزرق، أشار البيان قرار مشروع إعلان دستوري جديد سيطرح ليشكل أساساً لإقامة السلطة المدنية الديمقراطية. وتابع البيان: سيطرح التحالف هذا المشروع لأوسع تشاور ممكن بغرض إحداث توافق واسع حوله يشكل أساساً مرحلة جديدة في البلاد.

 

ملامح عامة للإعلان

عضو اللجنة القانونية بالحرية والتغيير مامون فاروق قال لـ(النورس نيوز) ان الاعلان الدستوري مازال قيد الدراسة ’لافتا الى ان شكل الدولة سيكون ملامحه العام، وأشار فاروق إلى ان جميع قوى الثورة الحية ستشارك في الإعلان ،منوها الى ان جميع الاحزاب لن تشارك في الفترة الانتقالية وستكون حكومة كفاءات وطنية، وبالحديث عن المستجدات التي طرأت على الساحة من انسحاب للمؤسسة العسكرية من السياسة، اوضح فاروق ان المواد المتعلقة بالشراكة ودمج الدعم السريع لم توضع بعد، بيد ان الرؤية العامة تتمثل في عودة الجيش للثكنات ويتكوين جيش واحد ذو عقيدة قتالية وطنية.

 

 

نتاج تخبط قحت

ويشدد مراقبون على ضرورة تعديل الوثيقة الدستورية بدلا من وضع اعلان دستوري جديد ،الامر الذي ايده المحلل السياسي، د.الحاج حمد، حيث قلل من شأن الإعلان الدستوري الذي سيُطرح، وجزم بعدم نجاحه، مشدداً على أنه سيكون حبراً على ورق؛ بسبب أن الحرية والتغيير لديها وثيقة دستورية، ويجب أن تُكمل سيرها بها لا البحث عن جديدة، وأشار حمد بحديثه لـ(النورس نيوز) الى أن الحرية والتغيير (المجلس المركزي) تريد أن تقول نحن هنا ونتحرك ليس إلا، فالتغيير تحاول أن تتحرك في جميع الاتجاهات بسبب تخبطها، من خلال ندوة مناقشة وتقييم تجربتها، وتسيير موكب بعد الندوة.

 

حديث سابق لاوانه

لجان المقاومة التي ترفض الوثيقة الدستورية والعودة للشراكة رفضاً قاطعاً، تشرع بدورها في وحدة مواثيقها التي أصدرتها مؤخراً لقيادة جبهة واسعة لمقاومة وإسقاط الإنقلاب العسكري، وصولاً لإعلان دستوري يحكم الفترة الانتقالية، متحدث لجان مقاومة مدينة الخرطوم فضيل عمر اعتبر الاعلان حديث سابق لأوانه لجهة ان ميثاق سلطة الشعب موجود عمليا على أرض الواقع وتم انزاله لقواعد اللجان والشارع ، ويجري تطويره  ليستوعب كل الداعين لإسقاط الإنقلاب، وتابع: في حال طرحه وعرضه علينا سنقوم بانزاله الى القواعد لنرى المسافة بينه وبين الميثاق وإمكانية تقريبها بما لا يمس أصحاب المصلحة المباشرة في التغيير وبما يخدم قضية التأسيس.