الأخبار الرئيسيةتقارير

الحرية والتغيير.. التحالف الجديد ومحاولة هزيمة العسكر

الخرطوم – نبيل صالح

تحالف جديد في طور التكوين لبناء خارطة طريق تنهي الانقلاب العسكري حسب القائمين على أمر التحالف ، وبصمت نحو “36” مكوناً من بينها قوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي، وعدد من لجان المقاومة والتنظيمات المدنية والمهنية، على إعلان مشترك، الثلاثاء الماضي ، لتوحيد قوى الثورة، في خطوة مفاجئة في ظل حالة التشظي .
ورحب مراقبون بالخطوة وإن أبدوا نوع من القلق من تكرار أخطاء ميثاق الحرية والتغيير الذي انتهى بخروج أغلب الموقعين منه بسبب خلافات ايديلوجية وسياسية هددت الاستقرار السياسي وادخلت البلاد في نفق يحتاج الخروج منه معجزة إلهية كما يقول البعض .
ويقول المحلل السياسي د. عبد اللطيف محمد عثمان أن هذه الخطوة جاءت في وقت يكاد السودانين يعتقدون انه لم يعد هناك مخرج من هذه الازمة الذي طال امدها واطال أمد حالة اللادولة التي انتجت واقعا مخيفاً وهيأت المسرح لحرب اهلية .
ودعا عثمان القوى السياسية بتلافي كل الأسباب التي أدت الى فشل تحالف قوى الحرية والتغيير والتعامل مع الوضع الحالي بنكران الذات ببناء برنامج وطني يستوعب كل المكونات بعيدا عن الأنانية السياسية وقال عثمان لـ (النورس نيوز ) ان هذه الاحزاب وقوى الشارع عليهم التعامل مع الجماهير بشفافية مطلقة لاعادة الثقة في جدوى ثورة التغيير والتعامل مع الخصوم بعيدا عن التشفي وخلق خصوم جدد .

وقال بيان صادر عن لجان المقاومة أن الخروج من أزمات البلاد المتفاقمة لن يتم إلا عبر إنهاء الحكم العسكري، مضيفا أن ذلك “هو السبيل الوحيد لإنهاء السيولة الأمنية وحالة اللا دولة، وصنع واجهات قبلية تعمل على خلق مشاكل وصراعات لتوفير مسوغات و مبررات لاستمرار الحكم العسكري”، حسب صياغة البيان.وطالب البيان بـ”التحرك العاجل لمنع الاقتتال في البلاد، وتعزيز ثقافة عدم الإفلات من العقاب”.ويأتي التوقيع على الإعلان المشترك في ظل مطالب متزايدة من المجتمع الدولي بتسليم السلطة للمدنيين، وتوازيا مع احتجاجات شعبية متواصلة منذ أشهر ضد إجراءات الجيش في 25 أكتوبر 2021، التي أدت إلى إنهاء الشراكة مع المكون المدني بعد أن كانت قائمة منذ إسقاط نظام البشير في أبريل 2019.وتزايدت المخاوف من انزلاق السودان نحو الفوضى، خصوصا بعد أعمال العنف القبلية التي شهدتها البلاد خلال الأيام الأخيرة وأدت إلى سقوط عشرات القتلى في منطقتي النيل الأزرق المتاخمة للحدود الإثيوبية، وكسلا في شرق السودان.وإضافة إلى قوى الحرية والتغيير وعدد من لجان المقاومة التي تقود الحراك الحالي المطالب بالحكم المدني وعودة العسكر إلى ثكناته، ضمت قائمة الموقعين أجساما مهنية وحقوقية فاعلة مثل “محامو الطوارئ” وتجمع المحامين الديمقراطيين واللجنة التسييرية لنقابة المحامين السودانيين، ونحو 11 تنظيما نسويا.
ويرى المحلل السياسي والكاتب الصحفي سيف الدين عثمان أن هذه الخطوة من شأنها أن تؤسس بداية جديدة وجدية لإنهاء الراهن السياسي والتأسيس لسلطة مدنية كاملة، إذا وجد دعماً من القوى غير المنضوية تحت الحرية والتغيير وهي كثيرة ، وأضاف ” بالنظر لقائمة المتحالفين يمكننا القول أنها تضم عددا من الجهات الفاعلة في الشارع، يفتح نفاجاً أمام إمكانية إنجاح الجهود الرامية لتوحيد قوى الثورة غير أنها في حاجة لمؤثرين آخرين في الشارع السوداني بعيداً عن التعصب للايدلوجيات .وأضاف ” المهم في هذه المرحلة هو أن يكون هناك برنامج واضح يتم الاتفاق عليه، للخروج من الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد”.
واعتبر د.عبد المطلب سليمان الدبلوماسي السابق بناء تحالف بهذا الحجم والهدف أمر كان ضروري يعطي انطباعا للشارع السوداني ان ثمة أمل بعد ان هزمه اليأس جراء استمرار الوضع المزري وقال عبد المطلب لـ (النورس نيوز) ينبغي إلا ننظر الى هذا التحالف من زاوية مكوناته بقدر قراءة هدفه الذي أراه الأنسب للخروج من عنق الزجاجة واضاف ان الشباب السوداني يتمتع بوعي كبير ازاء ما يحدث في بلده وتابع ( هناك مخطط كبير يعمل على تجزئة السودان ولن يجهض هذا المخطط سواء الشباب المعافين من امراض الجهوية والعنصرية ” وقال معالجة مشاكل السودان تحتاج لمفاهيم جديدة غير تلك البالية التي ظلت تهيمن على السلطة السياسية منذ الاستقلال “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *