الأخبار الرئيسيةتقارير

الحوار (المدني مدني) السوداني… التوقعات والمصير

الخرطوم- هبة علي

 

غموض يكتنف مصير الحوار المدني مدني الذي اصبح امرا واقعا بعد انسحاب المؤسسة العسكرية من حوار الآلية الثلاثية لإيجاد حل للأزمة السودانية بقرار رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان ليصبح المشهد اكثر ضبابية سيما بعد رفض قوى الحرية والتغيير قرارات البرهان برمتها واستمرارها في التصعيد والمقاومة ضده..

 

انسحاب المؤسسة العسكرية

ففي مطلع يونيو أعلن رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في الحوار الذي تيسره الألية الثلاثية (ايقاد، الاتحاد الأفريقي، البعثة الأممية للسودان)، وأكد  في خطابه للشعب السوداني إلتزام القوات المسلحة بالعمل مع جميع مكونات الشعب السوداني من أجل تحقيق التوافق والتراضي الوطني.

 

الاتحاد الأفريقي.. باقون

الحوار المتعثر منذ أولى جلساته مازال يمر بمنعطفات حرجة أدت الى إعلان الاتحاد الإفريقي، تعليق مشاركته في الآلية الثلاثية، بسبب الإقصاء وعدم، بيد أنّ الممثل الخاص للاتحاد بالسودان، أكّد عدم حضوره لبعض الأنشطة بسبب انعدام الشفافية واحترام كلّ الأطراف والالتزام الدقيق بعدم الإقصاء في العملية السياسية بما يضمن نجاحها، وقال الاتحاد الإفريقي بحسب بيان صدر وقتها ، إنّ ما تمّ من ترويج للانسحاب من الآلية الثلاثية جاء بعد تأويلات غير دقيقة لكلمة الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي بالسودان، وأضاف” نؤكّد أنّ الاتحاد الأفريقي لم ينسحب من الآلية الثلاثية التي شارك مشاركة فاعلة في تأسيسها وأعمالها بصورة جادة.

 

…..

الجيش لم ينسحب

ويرجح مراقبون عودة الحوار وبوجود العسكريين سيما بعد موقف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي الرافض للخطاب، فيما يرى آخرون أن الوساطة السعودية الأمريكية سحبت البساط من تحت قدمي الآلية وأعادت تشكيل المشهد بارجاعه إلى ماكان عليه ولكن بشكل جديد، إلا ان المحلل السياسي د. وائل ابوك  يرى نقيض ذلك ويصف مصير الحوار بالمجهول.

واوضح ابوك بحديثه لـ(النورس نيوز) ان الجيش لم ينسحب من الحياة السياسية بدليل تعيينه لخمس شخصيات عسكرية بوزارة الخارجية قبيل ايام، مشيرا الى ان هذا الامر ليس من صميم عمل الجيش.

وقطع ابوك بعدم قبول الشارع بالقوى التي كانت داعمة للانقلاب بما فيها الحركات المسلحة بان تكون جزء من الفترة الانتقالية.

واذكر: لو تعرض السياسيين لضغوط خارجية للقبول بالحوار فسيظل رفض الشارع اكبر لهذه المناورة ولن يكون هنالك حوار مدني مدني بالشكل الذي يريده العسكريين.

وصف ابوك مستقبل الحوار المدني مدني بالمجهول بعد ظهور مشكلة النيل الازرق ومحاولات التحشيد لقبائل معينة لاجل العبث بالانتخابات القادمة ، منوها الى ان الخطابات العنصرية التي اطلقها حميدتي في دارفور والبرهان في نهر النيل جميعها تحت التحشيد القبلي التي ستحيل معها قيام حوار مدني مدني.

وتابع: العسكريين يريدون الحوار المدني مدني ان يسير بالطريقة التي يريدونها عبر البواقين والمصلحجية من الاحزاب التي شاركت النظام السابق وجعل قوى الحرية والتغيير ضعيفة وسطهم والاستيساد بالراي، الامر الذي فطنت له الحرية والتغيير ورفضت بموجبه الحوار مع الانقلابيين.

واستدرك قائلا: الافضل للحرية والتغيير ان تنضم للجان المقاومة ومنظمات المجتمع المدني وبقية القوى المقاومة للانقلاب بدلا من الحوار.

 

 

تشاور وليس حوار

أما الخبير الاستراتيجي د. أمين المجذوب قال إن خطاب البرهان أحدث فراغاً، قاطعاً بأن الكرة الآن في ملعب القوى المدنية بسبب الاستجابة وتنفيذ لبعض الشروط التي وضعتها القوى السياسية والثورية بإبعاد القوات المسلحة من المشهد السياسي.

وأوضح المجذوب بحديثه لـ(النورس نيوز) أن انسحاب المؤسسة العسكرية من حوار الآلية ليس خروج نهائي ولكن تدريجي باعتبار أن مجلس الأعلى للقوات المسلحة هو مجلس فني تنفيذي يضم القوات النظامية والقوات المدرجة معها في المجلس.

واضاف: الآن فرصة تاريخية للملمة أطرافها وبناء موقف وطني بتشكيل حكومة بسرعة تسمح بحل مجلس السيادة وتكوين المجلس العسكري المقترح ومن ثم تبحث القوى السياسية في كيفية إكمال التحول الديمقراطي وإقامة الحكومة المدنية،مشدداً على عدم وجود مايعرف بالمواقف التكتيكية، وتابع: خطوة البرهان هي محاولة وجهد إنساني لحلحلة الأزمة الموجودة الآن في البلاد.

وأردف: القوى السياسية بما فيها حزب الأمة والحرية والتغيير والحزب الشيوعي ولجان المقاومة مدعوة الآن جميعها لمراجعة مواقفها والشروط التي وضعتها لأن التفاوض بينها الآن أصبح بين فريق واحد وسابقا كان بين القوى السياسية والمكون العسكري، وهو ليس تفاوض بقدر ماهو تشاور وتنسيق حكومة من التكنوقراط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *