التسوية السياسية في السودان… تباين وتباعد المواقف

الخرطوم – نبيل صالح

ألقت تجربة الشراكة بين العسكريين والمدنيين في مؤسسات السلطة الانتقالية قبل اجراءات 25 اكتوبر الموصوفة بالانقلابية ، بظلال كثيفة على الواقع السياسي الراهن، إذ أنها عمقت عدم الثقة بين الشريكين، وعززت من مواقف بعض القوى المدنية التي كانت ترفض مبدأ الشراكة وتعارضها، لكن إجتماع بيت السفير السعودي بين ممثلي المركزي والمكون العسكري برعاية أمريكية ، ازاح الستار عن مسعى غير معلن لعقد اتفاق ثنائي رفضته قوى ثورية ، واتهمت المركزي بالبحث عن عملية تسوية تعيدها الى السلطة ، وفي المقابل رفضت المركزي ما اسمته البعض بالتسوية واكدت ان الاجتماع لم يكن اكثر من ابلاغ العسكر بالخروج من المشهد السياسي .
رفض التسمية
ورفض الناطق الرسمي لقوى الحرية والتغيير شهاب ما جرى من لقاءات بين وفد المكون العسكري والخرية والتغيير اولا في اجتماع بيت السفير السعودي والاخير في اجتماع مغلق بالترتيب لأي شكل من أشكال التسوية سياسية كما يروج له البعض وقال شهاب إبراهيم ” ان التسوية دائما تتم بين طرفين بينما هناك اطراف عدة في العملية السياسية الراهنة”واضاف في حديثه لـ(النورس نيوز) نحن نرفض التسوية مبدئيا بيد اننا لسنا الطرف الوحيد في المارثون السياسي ولهذا لا يمكن تسمية ما نعمل من اجله بالتسوية .
وأردف “ما جرى بين الحرية والتغيير المركزي والعسكر في بيت السفير السعودي أو بعد ذلك لم يكن أكثر من نقل موقف المركزي من الانقلاب ولم يخرج من سياق مبدئها في إنهاء المشهد الانقلابي واسترداد الحكم المدني وهو مطلب الشعب السوداني وقوى الثورة الحية ، واكد شهاب ان ما يقوم به المركزي هو تحديد خارطة طريق للخروج من الازمة بإنهاء الإنقلاب بعملية سياسية تشمل كل القوى السياسية الحريصة على الانتقال الديمقراطي
إيهام الشارع
بينما تعتقد قوى سياسية ان الحرية والتغيير المركزي تمسك العصا من منتصفه- أي تعمل على عقد تسوية مع العسكر للعودة الى السلطة التي فقدها جراء قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر ودعم اللاءات الثلاث للايحاء بانها ترفض اية تسوية مع شركاءه السابقين الا أن القيادي بالخرية والتغيير التوافق الوطني محمد سيد احمد (الجاكومي) يعتقد ان ما جرى في بيت السفير السعودي عبارة عن تسوية ثنائية بين المركزي والمكون العسكري بمباركة أمريكية ، واضاف ان قحت المركزي تريد إيهام الشارع بانها غير راغبة في التسوية في الوقت الذي تجتهد في العودة الى السلطة باتفاق ثنائي بينها وبين العسكر ، واردف ( هؤلاء كانوا يرددون بأنه لا شراكة ولا تفاوض ولا مساومة العسكر ) والشارع تفاجأ بجلوسهم اليهم في بيت السفير السعودي ولا يمكنهم نفي ما جرى لانه كان أمام الجميع وأكد بانهم يرفضون أية تسوية ثنائية بين العسكر والمركزي .

Exit mobile version