تقارير

العصيان المدني .. خيارات اسقاط الإنقلاب بين النجاح والفشل

الخرطوم : النورس نيوز

تتجه قوي الحرية والتغيير لخيارات اخرى لإنها الإنقلاب حيث اعلنت قبيل العيد خطتها لإسقاط الإنقلاب وذلك عقب خطاب البرهان بالعودة للثكنات وترك الساحة السياسية لتوافق القوى المدنية، القوى السياسية قالت انها ستخاطب لجان المقاومة والقوى والمهنية المُناهضة للانقلاب، لطرح رؤيتها في بناء الجبهة المدنية المُوحدة، وتكوين مركز تنسيقي ميداني وإعلامي موحد يتولى مهمة التحضيرات لمواصلة تصعيد العمل الجماهيري والاعداد للعصيان المدني الشامل عقب عيد الاضحي ، مؤكدة مواصلة التصعيد الثوري السلمي بكافة الوسائل السلمية المُستحدثة والمجربة بالتنسيق مع كل قوى الثورة.

رفض العنف

هذه ليست المرة الاولي التي تتم فيها الدعوة لعضيان مدني بالبلاد ، فسبق ان دعا تجمع المهنيين اليها في يناير الماضي عقب مظاهرات 17 يناير والتي اشتشهد فيها 7 اشخاص وجرح عشرات الثوار بعض اصاباتهم خطير حسب تقرير لجنة الاطباء المركزية .
العصيان امتد ليومين ، وتفاوتت نسب نجاحه من منطقة لاخري ، لكن تجمع المهنيين اكد نجاحه بعد الاستجابة الكبيرة من الشارع ، باعتباره وسيلة تعبر عن رفضهم للعنف المفرط تجاه الثوار .
وكان تجمع المهنيين دعا ايضا للتصعيد الثوري وصولا للاضراب العام، وقال ان الترتيبات التي ابتدرها منذ بدايات الحراك الثوري تستكمل من اجل تحديد ساعة الصفر واعلان الاضراب السياسي والعصيان المدني بجداول معينة، منوها الى ان المجلس العسكري ما يزال يضع عربة المجلس السيادي امام حصان الثورة المجيدة ويصر على افراغها من من جوهرها وتبديد اهداف اعلان الحرية والتغيير .

اسقاط الحكومة 
وتؤكد الحرية والتغيير ان العصيان المدني وسيلة يجري الترتيب لها لاسقاط انقلاب 25 اكتوبر وعودة البلاد الي الحكم المدني ، رافضة اي شراكة مع العسكريين بحجة ان واجبهم الطبيعي الدفاع عن حدود البلاد وليس التدخل في العمل التنفيذي .
واوضحت احزاب المجلس المركزي ان العصيان تم تطبيقة في ثورة 1964م والتي اطاحت بنظام الرئيس عبود ، مشيرة الي ان الاعلان عن الفكرة وجدة قبولا كبيرة من الشعب السوداني .

لن ينجح 
الخبير العسكري عبدالرحمن ارباب اشار في تصريح لـ(النورس نيوز) ، ان العصيان المدني يعني توقف الحياة ، وتساءل هل توجد قوي عاملة للاستجابة للعصيان المدني ؟ واجاب بلا ، لافتا الي ان الاضراب هو عمل تقوم به النقابات ولا تدعوا اليه كيانات سياسية او هيئات ، وقال ” لا مجال للحديث عن استجابة العسكريين للعصيان ام لا ، لان اللفكرة لم تجد قبولا كبير .
الشعب منقسم 
لكن النقابي محمد علي خوجلي قلل من نجاح العصيان المدني ، وقال ان هذا القرار يتم بعد قناعة المواطنين بتطبيقة ، ولن ينجح بالدعوة له من قبل نقابات او كيانات ، لافتا الي ان الظروف التي ادت الي النجاح المحدود للعصيان في بداية الحراك الثوري ، ومن بينها ان الشعب مجمع علي وجهة واحدة ، لكن الان الظروف تغيرت والشعب الان منقسم .
موضحا الي ان العصيان لا يختلف عند الاضراب السياسي كأداة لاسقاط النظام ، وقال انه في عام 1985 سلم المشير سوار الذهب الحكومة قبل تنفيذ الاضراب في ، مشيرا الي انه منذ 26 مارس كانت المظاهرات في الميادين والحياء مستمرة ولم تنقطع.

العصيان حل 
المحلل السياسي علي احمد اشار في تصريح لـ(النورس نيوز) ان العصيان يعتبر من الحلول المطروحة الان بجانب الحلول السياسية ، وقال ان التحليلات تُشير الي انه سيتم اللجوء اليه لان اغلب القوي السياسية لم ترفض دعوة الحرية والتغيير ، موضحا ان لجان المقومة وتجمع المهنيين هما الاكثر حماسا ويقع علي عاتقهما ترتيب الامر ، خاصة وان اغلب المنتمين اليهما محسوبين علي الحزب الشيوعي الذي يجيد مثل هذه الاساليب .
مستدركا : صحيح العصيان ياتي برغبة الجماهير ، لكن احيانا يتم وضع المتاريس بالطرق الرئيسية والداخلية بالحي لاعاقة حركة المواطنين ، لافتا الي انه عندما يحاول بعض المواطنين ازالتها يتعرضون لعنف ونهب من اشخاص لا علاقة لهم بالثورة ، فيما يضطر بعض المواطنين للبقاء بمنازلهم بدلا من اضاعة وقت وجهد في الشارع ولا يستطيعون الوصول الي عملهم او المكان الذي يقصدونه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *