تقارير

السودان.. الوقود يضع الموسم الزراعي على المحك

الخرطوم – طارق عثمان

لم يخفِ المزارع السوداني الحاج أحمد، حسرته وهو يقلب يديه مع بداية موسم الزراعة المطرية دون أن يحصل على الوقود، لتجهيز أرضه إيذاناً بانطلاق صافرة الإنتاج، تعثرت خطواته وهو في رحلة البحث بين محطات الخدمة التي أحجمت عن البيع لحين تطبيق زيادة جديدة على السلعة التي بعدها سيخرج آلاف المزارعين في القطاع المطري عن دائرة الإنتاج.

 

يقول المزارع بولاية القضارف شرقي السودان الحاج أحمد لـ«البيان» إن شهر يوليو الجاري يمثل البداية الفعلية لزراعة محاصيلهم، ولكنهم هذا العام، يواجهون أكبر تحدٍ، لعدم تمكنهم من تجهيز الأرض، بسبب الوقود، الذي تحتكره جهات بعينها حد قوله، على الرغم من تحريره بشكل كامل بعد أن رفعت الحكومة يدها عن دعمه وتركته لمعادلات السوق.

 

ويضيف: «الأمطار بدأت في الهطول ومعلوم أن موسم الأمطار محكوم بمواقيت محددة، إذا لم يتمكن المزارع من التجهيز مبكراً يمكن أن يخرج عن دائرة الإنتاج»، ويضيف: «نحن كمزارعين نتحمل كل تكاليف مدخلات الإنتاج الزراعي من وقود وقطع غيار ومبيدات وغيرها، ورغم ذلك الدولة عجزت عن توفير ما يليها، بما يتعلق الوقود والتمويل المصرفي، في الوقت الذي يستنفر فيه العالم إمكانياته لمواجهة موجات الجوع المتوقعة».

 

وتعد ولاية القضارف واحدة من أكبر الولايات الزراعية في البلاد، إذ تنتج أصنافاً من المحاصيل الزراعية ذات العائد النقدي الكبير، وتقدر المساحات الزراعية المستصلحة فيها بحوالي 7 ملايين فدان، تحتل الذرة الرفيعة مساحات شاسعة منها بجانب السمسم والفول السوداني والقطن المطري، وزهرة الشمس، غير أن ارتفاع التكاليف جعل الكثير من المزارعين، يهجرون الزراعة ويتجهون إلى مهن أخرى.

 

بدورها كشفت السلطات الحكومية عن جهود مكثفة تقوم بها من أجل توفير الغازولين لمزارعي القطاع المطري حتى يلحقوا ببداية الموسم الزراعي، ويقول والي القضارف محمد عبد الرحمن، إن الجهات المعنية ستتابع مع المركز تدفقات الوقود لضمان نجاح الموسم الزراعي، بجانب التنسيق مع وكلاء محطات الوقود بالولاية للإسهام في توفير الكمية الكافية لزراعة الموسم.

 

ولضمان الحصول على الوقود المطلوب قال المسؤول السوداني إنهم سيمنحون إذناً للمزارعين بغرض استجلاب الوقود من مصفاة الجيلي الرئيسية لتكرير النفط، بجانب متابعة تدفقات الوقود عبر الوكلاء لتفادي أي إشكالات تسبب شح الغازولين، ووعد بحل المعضلة خلال الأسبوعين المقبلين.

 

وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن حوالي 40% من السكان في السودان مهددون بشبح الجوع، وكشف في آخر تقييم له بشأن الأمن الغذائي عن أن حوالي 15 مليوناً بما يعادل ثلث سكان البلاد يواجهون حالياً انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، ولفت إلى أن النزاع والصدمات المناخية والأزمات الاقتصادية والسياسية، وارتفاع التكاليف، وضعف إنتاجية المحاصيل تدفع بملايين الناس إلى المزيد من الجوع والفقر.

.. البيان الاماراتية..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *