تقارير

البرهان بالإيغاد.. أجندة خفية  في القمة الاستثنائية

الخرطوم:هبة علي

أثار انعقاد القمة الاستثنائية الـ39 للايغاد الذي يرأس دورتها الحالية رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، جدلاً واسعاً حولها، حيث التقى البرهان برئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد على هامش القمة، والتقى أيضآ بحسب مصادر صحفية برئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، يتصاعد الجدل حول الأجندة الحقيقية للانعقاد.

لقاء على الهامش..
وعلى هامش القمة المنعقدة في العاصمة الكينية نيروبي، التقى البرهان بأبي أحمد، الثلاثاء الماضية،كما أعلن ذلك مجلس السيادة الانتقالي دون ولوجه في تفاصيل اللقاء، بيد أن أبي أحمد غرد على حسابه في “تويتر”، قائلاً: “على هامش اجتماع “إيغاد”، التقى رئيس الوزراء أبي أحمد، بالفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي بجمهورية السودان، لبحث القضايا الإقليمية والثنائية الراهنة”.
وقال أبي أحمد: “لقد اتفقنا على أن بلدينا لديهما الكثير من العناصر التعاونية للعمل عليها سلمياً، وروابطنا المشتركة تتجاوز أي انقسامات، كلانا التزم بالحوار والحل السلمي للقضايا العالقة”.

مابعد إعدام الجنود..
وكان قد أدى النزاع طويل الأمد حول الفشقة إلى تصاعد التوتر بين البلدين خلال السنوات الماضية، وفي أحدث خلاف بين البلدين، اتهم السودان الشهر الماضي الجيش الإثيوبي بإعدام سبعة جنود سودانيين ومدني كان قد تم أسرهم، من جانبها نفت إثيوبيا مسؤوليتها وحمَّلت مسؤولية قتلهم لإحدى الميليشيات المحلية.
وفي اليوم التالي، قال مسؤول إثيوبي إن القوات المسلحة السودانية أطلقت نيران المدفعية الثقيلة خلال اشتباكات في المنطقة المتنازع عليها، كما أبدت رغبتها في إجراء تحقيق لحادثة الأسرى المعدومين.

الوصول لمنطقة وسطى..
لقاء البرهان وأبي أحمد وظهور الرجلين والارتياح يخالج ملامحمها، كان به إشارة إلى أن الأزمات المتفجرة في طريقها للوصول إلى منطقة وسطى غير المواجهة المباشرة بالدخول في حرب، ويذهب في هذا الاتجاه الدبلوماسي الطريفي كرمنو، مرجحاً حدوث تسوية بين البلدين.
وقال كرمنو ل(النورس نيوز) :”لايوجد حل بالمعنى المفهوم لجهة ان مشكلة سد النهضة مازالت قائمة وابي أحمد لم يوقع اتفاقية مع السودان ومصر ويعمل بمنطق القوة، إضافةً إلى
مشكلة الفشقة وهي مشكلة حقيقية لجهة أن السودان لايعتبرها منطقة نزاع لأنها في الأصل ارض سودانية”.
وأشار كرمنو إلى أن إثيوبيا تعتمد على ارض الفشقة ويصعب عليها التخلي عنها، مضيفاً :”
من غير المعقول أن لا تتمكن السلطات الإثيوبية من ايقاف عصابات الشفتة والمتفلتين الموجودين فقط في الفشقة، مشدداً على أن هذا الامر يدعوا للغرابة”،سيما وأن الفشقة ارض زراعية خصبة، وأصبحت إثيوبيا تصدر السمسم وهو المحصول سوداني.
وتابع: “لابد من الوصول لتسوية او أن تقبل اثيوبية بالوضع الراهن وتمنع الشفتة، كما يجب اعادة ترسيم الحدود”.

يريد عودة حمدوك..
المحلل السياسي د. وائل أبوك يرجح صحة الأنباء التي تتحدث عن لقاء غير معلن جمع البرهان بحمدوك، مؤكداً أن البرهان طلب انعقاد القمة العاجلة للايقاد والاستثنائية.
وأوضح أبوك بحديثه ل(النورس نيوز) أن البرهان يريد عودة حمدوك لأن الايغاد مَن فرضت حمدوك في المعادلة الأولى.

فلاش باك..
وتشهد البلاد أزمات متتالية ومتصاعدة دفعت رئيس الوزراء السابق د. عبد الله حمدوك إلى تقدمهم استقالته ومغادرته البلاد، حيث قوبل تقلده للمنصب بُعيد الإنقلاب العسكري برفض شعبي واسع واعتبره المتظاهرون خيانة.
أما قادة الانقلاب فقد انخرطوا في العمل والتعاون مع جهات دولية للخروج من الأزمة آخرها قرار الجنرال البرهان بخروج المؤسسة العسكرية من السياسة والحوار.
أما إقليمياً فعانت البلاد من التمترس الإثيوبي ازاء ملف سد النهضة وشروع الأخيرة في الملء الثالث دون التوصل لاتفاق قانون ملزم بينها والسودان ومصر،فضلاً عن معاناة البلاد بسبب نزاع البلدين (السودان، إثيوبيا) حول منطقة الفشقة الحدودية الخصبة، مع زيادة التوترات في السنوات الأخيرة بسبب تداعيات الصراع الدائر في إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *