الأخبار الرئيسيةتقارير

بعد خطاب البرهان.. مستقبل حوار الآلية الثلاثية

الخرطوم- هبة علي

على نحو مفاجئ قرر رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان انسحاب المؤسسة العسكرية من حوار الآلية الثلاثية لإيجاد حل للأزمة السودانية، ليجعل المشهد ضبابي أمام حوار المدنيين مع بعضهم البعض بانسحابه كطرف رئيس، في الأثناء رفضت قوى الحرية والتغيير قرارات البرهان برمتها مؤكده استمرار التصعيد والمقاومة ضده..

ماجاء به البرهان؟
ليلة امس أعلن رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في الحوار الذي تيسره الألية الثلاثية (ايقاد، الاتحاد الأفريقي، البعثة الأممية للسودان (يونيتامس).
وأكد  في خطابه للشعب السوداني إلتزام القوات المسلحة بالعمل مع جميع مكونات الشعب السوداني من أجل تحقيق التوافق والتراضي الوطني.

الاتحاد الأفريقي.. (باقون)
الحوار المتعثر منذ أولى جلساته مازال يمر بمنعطفات حرجة أدت إعلان الاتحاد الإفريقي، تعليق مشاركته في الآلية الثلاثية، بسبب “الإقصاء وعدم، بيد أنّ الممثل الخاص للاتحاد بالسودان، أكّد عدم حضوره لبعض الأنشطة بسبب انعدام الشفافية واحترام كلّ الأطراف والالتزام الدقيق بعدم الإقصاء في العملية السياسية بما يضمن نجاحها، وقال الاتحاد الإفريقي بحسب بيان صدر مؤخراً ، إنّ ما تمّ من ترويج للانسحاب من الآلية الثلاثية جاء بعد تأويلات غير دقيقة لكلمة الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي بالسودان، وأضاف” نؤكّد أنّ الاتحاد الأفريقي لم ينسحب من الآلية الثلاثية التي شارك مشاركة فاعلة في تأسيسها وأعمالها بصورة جادة.

سحب البساط منها
ومن جانبها أيضا لم تعلِّق الآلية الثلاثية على خطاب البرهان وإعلانه الإنسحاب مما حدا ببعض المراقبين إلى ترجيح عودة الحوار وبوجود العسكريين سيما بعد موقف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي الرافض للخطاب، فيما يرى آخرون أن الوساطة السعوديةالامريكية سحبت البساط من تحت قدمي الآلية وأعادت تشكيل المشهد بارجاعه إلى ماكان عليه ولكن بشكل جديد، الأمر الذي اثنى عليه المحلل السياسي د.الحاج حمد من خلال حديثه ل(النورس نيوز) قاطعاً بانتهاء دور الآلية.
ولفت حمد إلى أن رفض الحرية والتغيير خلاف على بعض التفاصيل، منوهاً إلى زيارة وفد من الكونغرس اليوم للسودان لتعزيز الوساطة الأمريكية.

تشاور وليس حوار
أما الخبير الاستراتيجي د. أمين المجذوب قال إن خطاب البرهان أحدث فراغاً، قاطعاً بأن الكرة الآن في ملعب القوى المدنية بسبب الاستجابة وتنفيذ لبعض الشروط التي وضعتها القوى السياسية والثورية بإبعاد القوات المسلحة من المشهد السياسي.
وأوضح المجذوب بحديثه ل(النورس نيوز) أن انسحاب المؤسسة العسكرية من حوار الآلية ليس خروج نهائي ولكن تدريجي باعتبار أن مجلس الأعلى للقوات المسلحة هو مجلس فني تنفيذي يضم القوات النظامية والقوات المدرجة معها في المجلس.
واضاف: الآن فرصة تاريخية للملمة أطرافها وبناء موقف وطني بتشكيل حكومة بسرعة تسمح بحل مجلس السيادة وتكوين المجلس العسكري المقترح ومن ثم تبحث القوى السياسية في كيفية إكمال التحول الديمقراطي وإقامة الحكومة المدنية،مشدداً على عدم وجود مايعرف بالمواقف التكتيكية، وتابع: خطوة البرهان هي محاولة وجهد إنساني لحلحلة الأزمة الموجودة الآن في البلاد.
وأردف: القوى السياسية بما فيها حزب الأمة والحرية والتغيير والحزب الشيوعي ولجان المقاومة مدعوة الآن جميعها لمراجعة مواقفها والشروط التي وضعتها لأن التفاوض بينها الآن أصبح بين فريق واحد وسابقا كان بين القوى السياسية والمكون العسكري، وهو ليس تفاوض بقدر ماهو تشاور وتنسيق حكومة من التكنوقراط.

مشهد معقد 
من ناحيته، رأى القيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير ”المجلس المركزي“، بشرى الصائم، أن خطوة البرهان ستزيد من تعقيد المشهد السوداني بالنسبة لما يحدث من صراع بين القوى السياسية أولا والشارع، الذي يرفض العسكر والمدنيين ثانيا.
واعتبر في حديثه لـ“إرم نيوز“، أن ”ما جاء في حديث البرهان انقلاب مدني بعد أن أبعد المكون العسكري وترك حسم الصراع للآلية الثلاثية“.
ورجح الصائم صعوبة حسم الصراع بين المدنيين، الذين لن يلتقوا على أمر واحد في ظل تعدد المكونات المدنية وقضية المحاصصات، وقال إن ”المدنيين لن يتفقوا ابدا“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *