الأخبار الرئيسيةتقارير

انسحاب الجيش من الحوار.. علامة استفهام أم سوء فهم

الخرطوم- صلاح مختار

يبدو أن أكثر المتشائمين من القوى السياسية لم تضع احتمال انسحاب الجيش من الحوار السياسي بهذه السهولة رغم مطالبتهم المتكررة بتلك الخطوة, بل انها تفاجأت بحديث رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان الذي أعلن فيه انسحاب القوات المسلحة من الحوار السياسي الذي يجري بوساطة دولية بمعنى أنها وضعت الكرة في ملعبهم. كذلك يبدو ان مصدر التشكيك في حديث البرهان هول المفاجأة وسرعة التوقيت الذي التف حول عنق القوى السياسية وقياس جديتهم في الوصول الى اتفاق حول ادارة الفترة الانتقالية بالإضافة الى انعدام الثقة بالكامل في المكون العسكري وهو ما دفع ببعض القوى السياسية بان تقول ان حديث البرهان يؤسس لدور جديد للجيش ,فيما رأت بعض القوى السياسية ان هدف الخطاب إحداث انشقاق وسط القوى السياسية المدنية حتى يتمكن فيما بعد من الانفراد بالسلطة اذا على ماذا تتخوف القوى السياسية هناك علامة استفهام أم سوء فهم عند الأحزاب.

الحياة السياسية
يرى المحلل والخبير العسكري اللواء عبد الرحمن ارباب ان الجيش اقحم في العملية السياسية بعد ثورة ديسمبر في الوقت الذي كانت القيادة العسكرية ترى ان تبتعد عن الحياة السياسية, وترك الأمر برمته للمدنيين ,ولكن أقحمت في ذلك , وقال لـ(النورس نيوز) كان الجيش مجبرا على ان يكون جزءا من الفترة الانتقالية المحددة ,غير أنه رأى ان الموضوع اخذ مناحي كثيرة مختلفة مما انعكس سلبا على القوات المسلحة. ولكن في النهاية القيادة العامة للجيش قررت الرجوع عن كلامها وتبتعد عن السياسة وتترك للمدنيين ان يتدبروا أمرهم, وهي اي الجيش يقوم بدوره في الحفاظ على الأمن الذي من واجبه حسب القانون, خاصة ان الأزمة مازالت وبالامكان حدوث إشكالات وبالتالي لابد من وجود القوات المسلحة للحفاظ على النظام والأمن في كل ربوع السودان.

امر طبيعي
ورأى أرباب ان تشكيك المدنيين في حديث البرهان امر طبيعي, ولكن قال اعتقد لو تركت القوات المسلحة وهي الآن مراقبة من المكونات السياسية الداخلية والإقليمية والدولية, إذا حادت عن الطريق سيكون امرا واضحا للجميع, واوضح كون تشكك بعض القوى السياسية بان حديث البرهان يراد منه خلق الفتنة بين القوى السياسية او عدم قدرتها على الاتفاق هو تهرب من المسؤولية. بالتالي من الضروري أن تأخذ القوات المسلحة القضية مأخذ الجد وكذلك المدنيين والكل يعمل بمسؤولية تجاه البلاد.

مشكلة الجيش
وقال أرباب ان تخوف الاحزاب في محله وهو امر مشروع ولكن لا يكون مدعاة للوقوف دون عمل او التحرك نحو الامام, اما الحديث بان القوى السياسية غير متفقة او لا تستطيع التوافق قال هل هي مشكلة القوات المسلحة ؟ مبينا ان المطلوب من القوى السياسية ان تتوافق لتحقيق أهداف التغيير والاستمرار في العملية السياسية. منوها الى ان الخلل في الوضع الأمني بإمكان القوات المسلحة السيطرة عليه بالقانون وليس لديها حل غير ذلك.

عناصر الثقة
ولكن المحلل السياسي عبدالله ادم خاطر نظر لخطاب البرهان بأنه فقد لكل عناصر الثقة بينه وبين دعاة التغيير في السودان, وانه بما قام به رسخ في أذهان الجميع ما هو إلا جزء من النظام البائد ويسعى بأن يحتال على الجميع للقبول بعناصر استمرارية النظام السابق. وقال خاطر لـ(النورس نيوز) ما قاله البرهان في هذا السياق ولكن الأهم من ذلك أن أي ثورة يجب أن يكون لها قيادتها وممثليها ومفاوضاتها والمدافعين عنها وبالتالي هذه لحظة بروز قادة الثورة بالوصول الى قاعدتها المدنية والتأكيد على الديمقراطية وتوسيع قاعدة العمل السياسي عن طريق اللامركزية الفدرالية، وأضاف “هذه المرحلة أعتقد مسألة أن القوات المسلحة تعمل في إطار مهني محل احترام وتقدير ومن الجميع وليس هناك ما يقدرش بسمعة الجيش.

الرؤية المدنية
وقال خاطر إن الاصل في الموضوع الشروع في تكوين الرؤية المدنية ليس بالضرورة ان تكون البداية هي الحصول على النجاح الكامل وإنما الحرص والسير والمضي قدما في بناء الدولة المدنية هو الأساس وهي سوف تتطور و تترسخ مثلما في كل الدول والشعوب الاخرى. وراى حتى لو كانت هنالك اخطاء او صعوبات فان الطريق سيفتح أمام الدولة المدنية في السودان. بالتالي يجب أن لا يتردد السودانيون في اقتحام المرحلة بقوة المدنية في النظام الديمقراطي الفدرالي، مقياس النجاح، ونوه ان حديث البرهان سيكون له تأثير باعتبار ان الشارع اصبح مقياس النجاح في مسالة الانتقال المدني والتشكيل الديمقراطي, ولذلك الشارع سوف يراقب بوسائله التي تطور بها المليونيات. ولذلك شي طبيعي ان الشارع مراقب جيد لخطوات الانتقال وكل ما تم الانتقال سيبارك يؤكدة عليه ويمضي إلى الأمام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *