الأخبار الرئيسيةتقارير

الانتخابات المبكرة في السودان.. مخاوف وهواجس

الخرطوم – نبيل صالح

ثمة تساؤلات في مجالس المدينة حول ” لماذا لا تقطع الاحزاب الطريق على المكون العسكري وتوافق على إجراء انتخابات مبكرة ..؟” وما مخاوفها من قيام انتخابات مبكرة ..؟ وما حقيقة أن الاحزاب السياسية لا تملك جماهير تراهن عليها في الفوز في الانتخابات.
ما أحدثته سنوات حكم الحركة الاسلامية التي بلغت الـ “30” عاماً من سيطرة مطلقة على مؤسسات الدولة العدلية والقضائية والامنية والاقتصادية والخدمة المدنية تزيد من هواجس القوى السياسية من قيام انتخابات مبكرة ، بيد أن فجوة الثقة بين المكونين المدني والعسكري اتسعت بعد الإجراءات التي اتخذها عبد الفتاح البرهان بفض الشراكة وحل المؤسسات الانتقالية في 25 أكتوبر 2021، ما زادت من تحفظات القوى السياسية انتظاراً لتهيئة بيئة داخلية تعتبرها غير ملائمة لإجراء الانتخابات ، وتبرر القوى السياسية رفضها الانتخابات المبكرة بحجة تفكيك الدولة العميقة أولا ومن ثم بناء مؤسسات مستقلة تمهد من قيام انتخابات حرة ونزيهة .
ليست غاية
ويعتقد القيادي بحزب الامة القومي د.الواثق البرير أن الانتخابات ليست غاية انما وسيلة لبناء الدولة المدنية ، ويقول البرير لـ “النورس نيوز” أن أي حديث عن انتخابات مبكرة ستقود لعملية مخجوجة ولن تحقق أحلام الشعب السوداني في بناء دولة ديمقراطية تؤمن بالانتقال السلمي للسلطة ، وأضاف البرير ” من الضرورة أولاً تفكيك مؤسسات حزب المؤتمر الوطني المحلول وبناء مؤسسات مستقلة لقيام انتخابات حرة “.
وفيما يتعلق عن رفضهم لانتخابات مبكرة تقطع حجة العسكر في البقاء قال البرير ” كيف يمكن ان تقوم انتخابات في دولة تمارس حكومتها القتل لمجرد ان رفض الشارع لوجودها ” وتابع ” نريد حكومة مسؤولة تقدم مصلحة الوطن والمواطن على مصلحتها ومصلحة من يدفعونها لممارسة القمع حتى نرضى بقيام الانتخابات ”

شماعة الرفض

وفي حديث صحفي سابق اعتبر رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي موضوع المخاوف من التزوير وعدم النزاهة مجرد شماعة تستخدمها تلك الأحزاب، إذ إن الصحيح والأصل في الأمور أن تعمل القوى السياسية على تشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات، وتتابع حركة تسجيل الناخبين التي هي روح العملية الانتخابية، كما يمكنها المطالبة بمراقبين دوليين، بخاصة والسودان له إرث انتخابي كبير منذ أعوام (53 و58 و65 و68 وحتى 1986)، وكانت سودانية خالصة، واعترف الجميع بنزاهتها على الرغم من أنها كانت من دون أي مراقبين ، وأوضح أنه بعد ثورة أبريل 1985 كان هناك 60 حزباً في الساحة السياسية، لكن لم يخض معظمها الانتخابات لأنها أحزاب صفوة ليست لديها قاعدة اجتماعية انتخابية، وفازت ستة أحزاب فقط من كل ذلك العدد، هي بحسب ترتيب حجم مقاعدها، الأمة القومي، الاتحادي الديمقراطي، الجبهة الإسلامية القومية، الحزب القومي السوداني، الحزب الشيوعي، ومؤتمر “البجا”.
لن تقود الى نجاح
ومن جانبه رفض الحزب الشيوعي أي حديث عن انتخابات مبكرة دون موافقة الشارع السوداني والقوى الثورية وتساءل القيادي بالشيوعي فتحي فضل في حديثه لـ “النورس نيوز” هل يعتقد من يرى الانتخابات المبكرة بأنها تقود الى النجاح او بناء دولة القانون .؟ لا اعتقد أن قيام الانتخابات في هذه البيئة قد تقود الى خروج السودان من أزماته بل قد تزيدها ويعتقد فتحي ان صاحب القرار في قيام الانتخابات هو من يرفع الآن اللاءات الثلاث .

ظرف غير مواتي

ومن جانبه استبعد المحلل السياسي د.مصعب فضل المرجي قيام الانتخابات في هذا التوقيت حتى اذا اجمعت عليها كل الاحزاب السياسية لاسباب يعتبرها منطقية ومن بينها عدم توفر الاموال اللازمة لاجراء هذا الاستحقاق خصوصاً ان العالم لن يدفع قرشاً الى جانب عدم وجود احصاء سكاني وقال ” الانتخابات ليست في الخرطوم فقط او المدن الكبيرة هناك مواطنين سودانيين لديهم الحق في اختيار من يحكمهم ” وتابع ” هناك الملايين في معسكرات النازحين لا يمكنهم الادلاء برأيهم في الشخص الذي يطرح نفسه لحكم السودان.
ويوافق مصعب ما يتردد عن خوف بعض الاحزاب من قيام الانتخابات لانها لن تتمكن من الفوز فيها وقال ” هناك احزاب عبارة عن لافتات فقط لا قاعدة ولا جماهير لها وهي الان في مقدمة الرافضين لقيام الانتخابات وهذه الاحزاب تدرك جيدا انها لن تحصل الا على أصوات أفراد أسرته لهذا تخشى من الانتخابات “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *