30 يونيو.. ثم ماذا بعد؟

الخرطوم- هبة علي

 

شهد أول أمس، الثلاثين من يونيو تظاهرات حاشدة في العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث والولايات (أطلق عليها مليونية 30يونيو) لإسقاط الإنقلاب العسكري والمطالبة بالحكم المدني، وقد أتت المليونية وسط ترقب وحذر بالغين من الأوساط الرسمية والشعبية بسبب التوقعات بتغيير موازين القوة والمعادلة السياسية بالبلاد، وها قد مضت المليونية.. فماذا بعد؟.

 

استنكاراً  العنف ودعوات للحل.

العنف المفرط من الأجهزة الأمنية ضد المتظاهرين بالمليونية والذي راح ضحيةً له ثمانية شهداء بحسب لجنة أطباء السودان، وجد استنكاراً واسعاً محلياً و دولياً، وعلى سبيل المثال لا الحصر دعت السفارة البريطانية بالخرطوم السلطات السودانية إلى إجراء تحقيقات شاملة وشفافة في جميع عمليات قتل المتظاهرين منذ 25 أكتوبر، مشددةً على أن يتوقف الإفلات من العقاب والقتل وكذلك أعربت السفارة الأمريكية عن أسفها لما وقع من عنف ضد المتظاهرين، وجاء الاستنكار الدولي مصحوباً بدعوات للأطراف كافة لاستئناف التفاوض لأجل حل الأزمة والعودة بالبلاد للمسار الديمقراطي.

 

 

التصعيد المفتوح للجان المقاومة.

 

وأثار تعرض المتظاهرين للعنف حفيظة تنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم التي أعلنت فوراً التصعيد المفتوح بكل الطرق السلمية حتى اسقاط ما اسمتها بالسلطة الانقلابية، لتشهد أمسية المليونية كراً وفراً ومواكبة جديدة واعتصامات مستمرة حتى اليوم السبت بيد أن اللجان وفي خطوة تصعيدية متقدمة أعلنت ليلة أمس الجمعة انخراطها في الاضراب العام والعصيان المدني الشامل مع تشديدها على تتريس جميع الشوارع حتى إسقاط السلطة.

 

 

(لن نستسلم.. تكتيكات جديدة).

 

وتعقيباً على ماترتب على يوم  الثلاثين من يونيو قال المتحدث باسم لجان المقاومة بمدينة الخرطوم محمد انور لـ(النورس نيوز) إن المليونية كانت بداية لموجة تصعيد تنتهي بسقوط الإنقلاب والوصول لأهداف الثورة، وأشار إلى استمرار التصعيد حتى الآن من مواكب وتتريس واعتصامات اعتصام مستشفى الجودة بالخرطوم الذي قطع بتوسعة وتوافد الثوار إليه بصورة مستمرة، ونوه أنور إلى أن المليونية أكدت ماهو معروف ان الشعب وفي قلبه لجان المقاومة لم يستسلموا وانهم الأقوى، وأن إبداع شعب السودان  لن ينقطع، جازماً إلى أنه وفي إطار السلمية ستكون هناك تكتيكات وأفكار جديدة، الأمر الذي اعتبره المحلل السياسي د.الحاج حمد بالمؤشرات الجيدة للجان المقاومة، مشيراً أيضآ إلى سعيها لتوحيد المواثيق وتكوين البرلمان الثوري، مؤكداً أن الوحدة مع استمرار المواكب ستكون مثمرة وفاعلة سيما بعد انعقاد البرلمان الثوري وتشكيل لجنة للتسليم والتسلم، وأضاف: في حالة عدم السير بإتجاه الفعل السياسي ستكون المواكب موازية لحالة اللادولة الموجودة الآن بين العسكريين والحركات المسلحة وفجوة اللادولة لاتردم إلا به.

 

 

ذات المواقف لم تتغير

الحرية والتغيير المجلس المركزي كانت قد استبقت المليونية وقالت إن خروجهم بالملايين هو الضمانة لتعديل نوعي لميزان القوى وهزيمة الإنقلاب، إلا أن موافقها لم تُبت وسط تضارب تصريحات قياداتها وتصادمها مع تصريحات رئيس بعثة الأمم المتحدة يونيتامس فولكر بيرتس الذي أكد بلوغ الاتفاق بين التغيير والعسكريين لنسبة 80%، الأمر الذي نفته التغيير، وقطع حمد لـ(النورس نيوز) أن الحرية والتغيير المجلس المركزي ما زالت بعد خروج الملايين إلى الشارع بالثلاثين من يونيو، مازالت تنظر  إلى الخارج وتنظر للحدث بعين الخارج الذي يرى الشراكة حلاً للازمة في الوقت الذي تشهد به مركزية التغيير اختطاف من قبل مجموعة تسيطر على صناعة القرار بالتحالف وتختطف الثورة، ولفت حمد إلى أن موقف المجلس المركزي كمواقف مجموعة الميثاق الوطني وهو السعي باتجاه الشراكة، موضحاً أن العسكريين يعملون مع تحالف أمني دولي لازال يبشر بالشراكة لأن مصالحه مرتبطة بوجود العسكريين.

 

هجوم واتهامات وتجاهل

 

وعلى نحو غير متوقع بُعيد المليونية شنّ الحزب الشيوعي، هجوماً عنيفاً على قيادات الحرية والتغيير، وأعلن إدانته الكاملة للتسوية المدعومة دولياً وإقليمياً. وقال: “فيما تحتل جماهير شعبنا الشوارع وتخطو خطوات راسخة لهزيمة التسوية السياسية عبر مواكبها الهادرة في كل مُدن السودان وقُراه، تستمر قِوى الهبوط الناعم المعادية للثورة في السير في طريق تنفيذ المخطط الامبريالي لإنقاذ شراكة العسكر مع بعض القيادات السياسية داخل وخارج قحت”، وأضافت سكرتارية اللجنة المركزية للشيوعي في بيان لها: “تتبجح قيادات (قحت) عبر تصريحاتها عن الوصول إلى حكومة مدنية ومجلس عسكري للأمن، لقيادة ما تبقى من الفترة الانتقالية، ذلك عكسته تصريحات قيادات حزب الأمة والمؤتمر السوداني، ويسعون لتجيير مواكب 30 يونيو الهادرة لصالح تحسين وتغيير توازن القوى السياسية لمصلحتهم من الصراع الدائر بين أطراف قِوى الهبوط الناعم بالداخل”، ومضت في القول: “إن ما يجري من تفاوض لإعادة الشراكة بثوب جديد والذي يصطدم بإرادة الحراك الجماهيري الحامل اللاءات الثلاثة هو موقف خياني بالدرجة الأولى”، ورد حزب المؤتمر السوداني ببيان على اتهامات الشيوعي بأن لاصوت يعلو فوق صوت المعركة، فيما اعتبر الحاج حمد بيان الشيوعي صبياني.

Exit mobile version