الأخبار الرئيسيةتقارير

إغلاق شريان الشمال.. محاذير ومخاوف مصرية

الخرطوم – نبيل صالح

يبدو ان المشهد السوداني موعود بأزمة جديدة بعد تهديد اللجنة العليا لمزارعي الولاية الشمالية بتتريس (اغلاق) شريان شمال مرة اخرى احتجاجا على عدم ايفاء الحكومة بوعدها في معالجة ملف الكهرباء وتداول ناشطون الأيام الماضية دعوات لتتريس شريان الشمال اعتبارا من يوم 30 يونيو 2022م تزامنا مع المليونية ، فيما نفذت اليوم مجموعة من المواطنين اغلاق الطريق القاري بمنطقة مشو بالولاية الشمالية.

وكتب الناشط والصحفي صهيب عثمان “كرمة” في صفحته بالـ “فيس بوك” أن طريق شريان الشمال (دنقلا_ارقين) سيظل مغلقاً في منطقة مشو يسمح فقط بمرور السيارات الخاصه و البصات السفرية كل شاحنات الصادر و الوارد سيتم ايقافها او ارجاعها.
مخاوف مصرية.

 

ولتفادي الخسائر الكبيرة التي تكبدها قطاع النقل المصري في الاغلاق الاول في فبراير الماضي وجهت شعبة النقل الدولي المصري السلطات المصرية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي توقف الشاحنات المصرية بسبب تهديد مزارعي الولاية الشمالية بالسودان من إغلاق طريق الشريان، حيث أعلن تجمع مزارعي الولاية الشمالية بأنهم سيقومون بإغلاق الطريق للولاية الشمالية ومن بينها الطريق الرئيسي لشريان الشمال والاعتصام ومنع مرور الشاحنات من وإلى الخرطوم اعتبارا من 30 يونيو الجاري الموافق لحراك الثورة السودانية.
وقالت الشعبة وفق وسائل الاعلام المصرية على لسان رئيسها المهندس مدحت القاضي، بأن مخاطبات تمت بين الأطراف المعنية وعلي رأسها مساعد وزير الخارجيه مدير إدارة السودان ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة والإدارة المركزية لشئون مكتب وزير النقل تستهدف اتخاذ الإجراءات المناسبة لعدم تعطل الشاحنات المصرية مما يسبب ضررا للصادرات المصرية للسودان والبضائع الواردة أيضا، حيث أن الحراك السوداني للولاية الشمالية يستهدف طلبات سياسية.

محاذير اقتصادية

وفي السياق حذر محللون اقتصاديون من اغلاق الطريق القاري بين السودان ومصر لتأثيره الاقتصادي والمعيشي المباشر لقطاعات واسعة من المستفيدين والمتعاملين مع هذا الطريق ، وقال المحلل الاقتصادي نور الدين حسين لـ”النورس نيوز” ان اغلاق الشارع يؤثر تأثيراً بالغاً على قطاعات واسعة من العاملين سواء من الجانب السوداني أو المصري بيد انه يزيد من المشقة المعيشية خصوصا ان السودان يعتمد على مصر في العديد من السلع الاساسية بينها غذائية مهمة مثل الدقيق ، وبالتالي يشكل ضغطا كبيرا على الحكومة التي لن تجد امامها سواء استعمال القمع ، ويمضي نور الدين بقوله أن حجم التبادل التجاري بين السودان ومصر بلغ في عام 2020 أكثر من 860 مليون دولار، فيما تجاوز العام الماضي المليار دولار ، ما يدل على أهمية هذا الطريق الاستراتيجي اقتصادياً للسودان ومصر ، مؤكدا انه رغم أهمية هذا الطريق الا أنه لم يستغل بصورة كاملة منذ افتتاحه على الرغم أنه من المفترض أن يكون حجم التبادل التجاري من خلاله يتناسب مع طبيعة العلاقات المصرية السودانية، وحث نور الدين السلطات السودانية بضرورة معالجة مشاكل المرازعين في الشمالية وقال أن هناك بطء كبير من قبل الحكومة في معالجة الأوضاع في الشمال والتي أثرت بشكل كبير على الحركة التجارية الخارجية للسودان.
رد فعل طبيعي
فيما يرى فريق آخر ان اغلاق طريق شريان الشمال رد فعل طبيعي من المزارعين الذين تكبدوا خسائر فادحة جراء عدم التزام الحكومة بمعالجة مشكلة الكهرباء وقال المحلل السياسي عبد اللطيف محمد عثمان ان الحكومة دائما ما تلقي بنفسها في مآزق تزيد من حجم الحنق عليها ويمضي عبد اللطيف بقوله لـ “النورس نيوز” ان دعوات الاغلاق الى جانب أنه هدف مطلبي إلا انه يأخذ طابعاً سياسياً ويأتي في سياق جملة الضغوط الشعبية على المكون العسكري لمغادرة المشهد السياسي ، واضاف ان تأثيره أيضاً يمتد على الشقيقة جمهورية مصر العربية خصوصا ان حجم السلع التي يستوردها السودان من مصر كبير جداً فضلا عن تأثر قطاع النقل المصري جراء اغلاق الطريق القاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *