السودان وإثيوبيا.. تداعيات المواجهة

الخرطوم- هبة علي

 

ليست المرة الاولى التي تتصاعد فيها حدة التوتر الحدودي بين السودان وإثيوبيا بسبب الاعتداء على السودانيين واراضيهم ،إلا ان قتل الاسرى السودانيين وبصورة وحشية اثار حفيظة الجيش السوداني يتوعد بالرد ،وسط سيناريوهات عديدة لدوافع الجانب الاثيوبي وسيناريوهات الرد السوداني.

 

زيارة مهمة

بعد مضي ساعات على بيان الجيش السوادني باعدام جنوده الأسرى وصل رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان اليوم الاثنين، إلى منطقة الفشقة، وقد أعلنت القوات المسلحة السودانية ليلة امس أن الجيش الإثيوبي أعدم سبعة جنود سودانيون ومواطن كانوا أسرى لديهم ، ومن ثم عرضهم على مواطنيهم ووصفت ماتم بالخسة والدناءة، وقال الجيش في بيان مغتضب إن هذا الموقف الغادر لن يمر بلا رد ، وسترد القوات المسلحة على هذا التصرف الجبان بما يناسبه، وأضاف البيان الدم السوداني غال دونه المهج والأرواح، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، ووصفت القوات المسلحة أن ما تم من تصرف من قبل الجيش الإثيوبي يتنافى مع كل قوانين وأعراف الحرب والقانون الدولي الإنساني، وتقدمت القوات المسلحة السودانية بخالص التعازي لأسر الشهداء وقالت في بيانها: نؤكد وبشكل قاطع للشعب السوداني الكريم، بأن هذا الموقف الغادر لن يمر بلا رد ، وسنرد على هذا التصرف الجبان بما يناسبه.

 

توعد بالرد

ومارد بالبيان من توعد بالرد خلق جدلا حول امكانية المواجهة العسكرية بين البلدين ،الا ان الخبير الأمني والعسكري جلال الدين تاور استبعد ذلك من حيث التوقيت وقال هنالك ارتفاع في حدة التوتر بين البلدين لكن الردود العسكرية لا تقال على الهواء، واوضح تاور بحديثه لـ(النورس نيوز) ان زيارة البرهان للفشقة اتت بغرض الوصول إلى مكان الحدث لتقديم الدعم المعنوي للجنود وشعورهم بان قياداتهم تقف معهم اضافة لجلوسه ومعرفة التفاصيل بصورة ميدانية وبعد ذلك يمكن ان تقرر القيادات العسكرية كيفية الرد ويسبق هذا استعداد وحذر، وتابع: لا اعتقد ان إثيوبيا تحاول جر السودان للحرب بسبب مشكلها الداخلية والأمر يقتصر فقط على الأراضي الزراعية والمليشيات والشفتة اي ناشري الفتنة في هذه المنطقة والى ان تستبين الرؤية سيقاس الرد بقدرها.

 

جر السودان إلى الحرب

وبعكس مايراه تاور يذهب المحلل السياسي د. عبد الناصر سالم بحديثه لـ(النورس نيوز) الى التأكيد بأن اثيوبيا تريد توحيد صفها الداخلي بجر السودان الى الحرب اي بحث عن عدو خارجي لاجل وحدة الداخل ،قاطعا انقسامها بعد الحرب في إقليم التغراي، ولفت سالم إلى ان السودان سلم 162 اسير للجانب الاثيوبي والذي يفترض ان يكون بدوره مسؤولا عن أمن الأسرى السودانيين الى ان يعودوا لبلادهم بحسب المواثيق الدولية في التعامل مع الاسرى، وشدد سلم على ضرورة أن يكون الرد السوداني مدروسا بسبب ان الطرف الاخر يبحث عن الحرب وتخيروا الوقت المناسبة حيث ان البلاد تمر بازمات عديدة مقبلة على حراك 30 يونيو إلا أنه وبرغم الخلافات بالبلاد ستكون كل الاجهزة الامنية على قلب رجل واحد مع الشعب، ونوه سلم الى ان هنالك ايدي خارجية تحاول ربط كل مايحدث في منطقة القرن الافريقي مع بعضه البعض.

 

الفشقة قاصمة الظهر

وكانت قد تصاعد التوتر الحدودي بين السودان وإثيوبيا بصورة في العامين الماضيين حول منطقة الفشقة الحدودية المتنازع عليها بين البلدين ، الامر الذي قاد الجيش السوداني للانتشار بالمنطقة الحدودية المحاذية لولاية القضارف التي تقع فيها الفشقة وهي منطقة تشهد توترات منذ عقود طويلة من الزمان جراء نشاط عصابات “الشفتا” الإثيوبية.

Exit mobile version