الأخبار الرئيسيةتقارير

خلافات الشعبي بعد الشورى.. هل يعيد التاريخ عجلة المفاصلة؟

الخرطوم – نبيل صالح

دخلت الخلافات داخل حزب المؤتمر الشعبي في منحنى جديد بعد اقامة التيار الرافض استمرار الأمانة الحالية مؤتمراً طارئاً كما يسمونه للشورى في قاعة الصداقة نهار اليوم والذي انتهى بإسقاط عضوية كمال عمر والأمين عبد الرازق وعبد العال مكين من الأمانة العامة للحزب الى جانب تجديد الثقة في الأمين العام للحزب د.علي الحاج أميناً عاماً للحزب .

 

اتهامات بالتزوير

 

وإتهمت قيادات مناوئة لمجموعة السجاد التي عقدت اجتماعا اليوم بتزوير عضوية الشورى ، وضم شخصيات لا علاقة لها بمجلس شورى الشعبي ، وقال الامين العام المكلف د.محمد بدر الدين لـ”النورس نيوز” هناك تلاعب كبير في نصاب الشورى ، وشكك في حدوث تزوير في عملية النصاب ، وأتهم بدر الدين المجموعة المناوئة للأمانات الحالية بأنها مدفوعة ومدعومة من المؤتمر الوطني المحلول وحول تجديد الثقة في د.علي الحاج قال بدر الدين ان الشورى ليس من شأنها إسقاط الأمين العام ، بل يحق للمؤتمر العام فقط ومضى بدر بقوله بأنهم يوم غد سيعقدون مؤتمراً صحفياً بالمركز العام للحزب لتوضيح ما جرى اليوم في قاعة الصداقة ، وأكد بدر الدين ان العضوية التي كانت حاضرة بالقاعة محشودة وأغلبها لا علاقة لها بمجلس شورى المؤتمر الشعبي وقال ” ما حدث من حشد يؤكد نية القائمين على أمر اجتماع قاعة الصداقة بتزوير ارادة شورى الحزب لأن هناك بعض الاشخاص تم ارفاقها في قائمة الشورى وهم لا علاقة لهم بها. وفي المقابل اكد القيادي عمار السجاد نجاح اجتماع الشورى وكتب في صفحته بـ”الفيس بوك” بأن المؤتمر كان ناجحاً رغم الاصطفاف ، وأشار في تدوينته أن النصاب اكتمل بنسبة 60%.

 

بداية الخلافات

 

واشتدت الخلافات داخل حزب المؤتمر الشعبي بين الداعين للمؤتمر العام للحزب والداعين إلى عقد مؤتمر الذي جرى فعالياته أمس بقاعة الصداقة وفي حديث سابق نفى السجاد عن أي اتجاه لتخلي مجموعته عن الحزب، ووصف ما يجري في دهاليز حزبه بالحراك الخشن والعنيف ، ولم يستبعد عمار حدوث انشقاق بالحزب وتكرار سيناريو المفاصلة الشهيرة ، ويعتقد المراقبون ان الخلافات بدأت عقب اعتقال الأمين العام، علي الحاج، وتكليف بشير آدم رحمة بمهام الأمين العام، وقتها ظهر خلاف حول دعم مجموعة الميثاق التي كان يرى الحزب أنه يمكن دعمها دعماً سياسياً، لا أن يكون جزءاً منها، كما ترى مجموعة أخرى ، وادان الشعبي انقلاب 25 أكتوبر الماضي في بيان الا أن بعض عضوية الحزب رأت أن الأمين العام المكلف والأمين السياسي لم يدينا الانقلاب، عدا أمين العلاقات الخارجية وقتها، د.محمد بدرالدين، بأحد وسائل الإعلام أدان الانقلاب ، بعدها أجرى علي الحاج تغييرات، وتم تعيين د.محمد بدر الدين أميناً عاماً مكلفاً بدلاً عن بشير آدم رحمة، وعبر خطابات طالب باعتماد التعيينات الجديدة، وبعد تشكيل الأمانة الجديدة ضم إليها نحو (40) شاباً، وهذه الخطوة لم تجد قبولاً من بعض دعاة الشورى الآن، وتعتبر أنها ليست بقامة الحزب، ولا يمكن أن تنجز المهام الموكلة لها.

 

تصاعد حدة الخلافات

 

وازدادت الخلافات بتعطيل الامانة العامة ورفضه عقد اجتماع هيئة الشورى حسب قيادي في حزب المؤتمر الشعبي الذي قال في تصريحات صحفية أن الأمانة العامة قام بتعطيل ورفض عقد اجتماع هيئة الشورى بعد توقيع أعداد كبيرة من الأعضاء تنادوا لاجتماع طارئ يحدد مصير الأمين العام المنتهية دورته علي الحاج ، الا أن المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي نفي في ذلك الوقت تسلم الأمانة العامة لأي توقيعات تدعو لاجتماع هيئة الشورى.

 

الوطني يدعم

ورشحت تسريبات عن دعم القيادي بالمؤتمر الوطني المحلول علي كرتي لتيار مجموعة السجاد وقال مصدر قريب من دوائر الشعبي ان المجموعة التي يقودها السجاد تلقى دعما ماديا يقدر بـ “7” مليون جنيه من القيادي الإسلامي المقيم بتركيا علي كرتي وزير الخارجية الاسبق في عهد النظام السابق للإطاحة بالأمانة العامة، وقال السجاد في تصريح صحفي بأنهم ظلوا صابرين علي ما يجري محتفظين بعضويتهم والوثائق حتى لا يحدث انشقاق بالحزب، والآن انتهت دورته، وتابع ” آن الأوان أن نحرك مشروع المنظومة الخالفة الذي تشبع به الحزب وينتظره كالمهدي المنتظر” .

 

نتائج طبيعية

 

ويعتقد المحلل السياسي سعد محمد أحمد أن ما يجري في الشعبي أمر طبيعي يتحمله الراحل الدكتور حسن الترابي وقال سعد لـ”النورس نيوز” أن رؤساء الأحزاب لم يسنحوا فرصاً لقادة جدد لقيادتها في المستقبل و احتكروا كل أوراق اللعبة والإدارة ، واستدل سعد ما يجري في حزب الامة الذي يكاد يتشظى بعد وفاة زعيمه الصادق المهدي وتابع ” رؤساء هذه الأحزاب تركوا القيادات الوسيطة نهباً للخلافات لأنهم لم يعلموهم كيفية إدارة الأزمات عبر المؤسسات وهذا ما ينطبق الآن في حزب المؤتمر الشعبي ” وقال سعد بأنه بعد وفاة الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، د.حسن الترابي، ظهرت إلى السطح خلافات عديدة، رغم محاولات اخفاء هذه الخلافات ، وما نراه الان افراز ما كان يمور في دهاليز الشعبي من غضب تيار على الآخر وتطورت الخلافات حتى خرجت عن السيطرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *