تحركات الحلفاء.. السياسات والمصالح

الخرطوم- هبة علي

حراك إقليمي ودولي يمضي بخطوات سريعة، لوضع يده على ماستضعه البلادٍ تمر بمخاض عسير، فالتسابق المحموم من دول عدة لأجل الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية داخل البلاد لم يعد سراً،فأمنياً كشفت صحيفة (إسرائيل تو دي)، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيعلن التحالف الدفاعي الإقليمي الذي يضم أمريكا والسودان والإمارات والبحرين والمغرب والسعودية والعراق وإسرائيل، أثناء زيارته للشرق الأوسط.
وبحسب الصحيفة، سيلتقي بايدن خلال الزيارة عدداً كبيراً من قادة المنطقة ودول اتفاقية إبراهام الموقعة مع البحرين والإمارات والسودان والمغرب..

مصالح النظام
السودان الذي وقع في ديسمبر 2020 مع الولايات المتحدة، “اتفاقات أبراهام” التي وافقت بموجبها الخرطوم على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، تغيّرت تحالفاته التي كانت تتذبذب بين المعسكرين الشرقي والغربي، وفقاً لمصالح النظام الحاكم، ويذهب في هذا الإتجاه المحلل السياسي د. الحاج حمد، مؤكداً أن الاستراتيجية الأمنية الأمريكية الإسرائيلية قائمة على اصطفاف دول الخليج ضد إيران، وأن السودان موجود في هذه المنظومة أو التحالف عبر رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

ولفت حمد بحديثه لـ(النورس نيوز) إلى أن هذا التحالف موجود مسبقاً ومايتم الآن عملية توسيع له لتواجه الدول المطبعة مع إسرائيل إيران المهتمة والداعمة للقضية الفلسطينية،لافتاً إلى وجود التحالف منذ  فترة الرئيس المعزول عمر البشير، واصبح له قاعدة في جنوب السودان قبل الانفصال وبعده اتخذت إسرائيل دولة جنوب السودان لزعزعة أمن السودان إلى أن يطبّع معها.
ونوه حمد إلى أن البشير بآخر أيامه اكتشف انه مجرد عميل وقدم الكثير من التنازلات دون فائدة من امريكا لذلك اتجه نحو روسيا التي اكتشفت الآن أنها خرجت من المولد (العربي) بلا حمص، لتتبنى أجهزة مليشاوية لتحافظ على وجودها كما حدث في سوريا.
وقال حمد أن التحالفات كانت تعمل على حرب الحركات الإسلامية في المنطقة العربية والأفريقية، وأيضاً استيلاء على موارد الشعوب بواسطة وكلاءهم في المنطقة.

 

وبجانب آخر ليس بمعزل عن التحالفات، واوضح أسامة داؤود شريك الإمارات في صفقة ميناء بورتسودان الجديد، والتي تممثل أول شراكة أجنبية كبرى – ان إطار الحزمة الاستثمارية تبلغ قيمتها 6 مليارات دولار، ليجد داوود الرفض من مجموعات واجسام مختلفة كنقابة الموانئ التي اعتبرت الميناء الجديد بيع لسواحل السودان وهددت بإغلاق جميع الموانئ في حال انشاء الجديد.
وكان قبلها قد كشف زير المالية جبريل إبراهيم لرويترز يوم الأربعاء الماضي ، إنه تم توقيع مذكرة تفاهم مع الإمارات بشأن ميناء ومشروع زراعي، لكن لم يتم الإعلان عن التفاصيل من قبل ولم ترد وزارة المالية على طلب للتعليق على تفاصيل الصفقة.
وشدد حمد على أن إنشاء ميناء جديد عمل دولة ومؤسسات ولايمكن تسليمه للقطاع الخاص.
وتابع: الامارات بعد أن عجزت عن تمرير أجندتها ومصالحها عبر الجهات الحكومية والانقلاب اتجهت للقطاع الخاص في محاولة لكسر الطوق الثوري عنها، منوهاً إلى أن الجيل الثوري عبر حراكه بالشارع أحدث انقسام في الحركة السياسية السودانية وجعل الحلفاء يتجهون للخاص.

 

أما اللواء مهندس د. أمين إسماعيل المجذوب خبير إدارة الأزمات والتفاوض بمركز الدراسات القومية بالخرطوم، فيذهب باتجاه مغاير ويشير إلى أن الحديث عن التحالفات في هذا التوقيت يفتقد للكثير من الدقة لجهة أن البلاد ليس بها رئيس وزراء ولا لجنة للعلاقات الخارجية ومايقال محض تسريبات.
ونوه المجذوب بحديثه لـ(النورس نيوز) إلى أن البلاد مازالت بعيدة عن كل تلك التحالفات.

Exit mobile version