البرهان.. البحث عن مخرج

الخرطوم- نبيل صالح

أثار حديث البرهان في حوار له مع قناة الحرة جملة من التساؤلات خصوصا وصفه لقرارات أكتوبر بالانقلاب بقوله ( نحن من نريد انهاء الانقلاب ) الى جانب تبرئته للشرطة في قتل المحتجين و نفيه لوجود فاغنر وضلوعه في عمليات التنقيب في السودان .

ويعتقد محللون سياسيون حديث البرهان بوضوح عن الانقلاب واقراره بإنهاء الانقلاب محاولة جديدة في البحث عن مخرج من المأزق الذي دخل وادخل فيه السودان بيد ان البرهان يسعى للتبرؤ من عمليات القتل التي تمارسها الاجهزة النظامية وقال المحلل السياسي د.مصعب فضل المرجى ان عبارة البرهان الواضحة بوصف ما قام به من خطوات بالانقلاب وهو الذي كان يردد بأنه تصحيح لمسار ثورة ديسمبر وسيلة مختلفة عن وسائل عديدة سلكها للخروج من المأزق واضاف فضل المرجي ف لـ(النورس نيوز) ان وصف البرهان قرارات أكتوبر بالانقلاب كان مفاجئا لكل المراقبين وبعثر اوراقهم الا ان الشاهد ان البرهان بات يفكر بطريقة مغايرة او خارج الصندوق تخرجه من الحصار الشديد بالداخل والخارج وان كان يبدو عكس ذلك في حديثه لقناة الحرة وتابع ( البرهان ادرك بأن وحده من سيدفع الثمن اذا استطاع الحراك الثوري اسقاطه لهذا يحاول الاعتصام بجبل الاعترافات لتهيئة نفسه لاي مساءلة محتملة من باب العدالة الانتقالية
واضاف ان نفيه لوجود الفاغنر امر طبيعي في ظل اتهام الغرب الخرطوم بمساندة روسيا في حربها ضد اوكرانيا إلا ان مصعب اعرب عن دهشته من استرسال البرهان في حديث طويل عن فاغنر كأنه يريد وضع رسالة في بريد الغرب وتبرئة جانبه من هذا الاتهام.

ونفى رئيس مجلس السيادة ، عبد الفتاح البرهان، الأحد، ضلوع مجموعة “فاغنر” الروسية في عمليات التنقيب عن الذهب في البلاد، وقال البرهان ، في الحوار : بأنه لا وجود لشركة (فاغنر) أو غيرها من المنظمات الخارجة عن القانون في البلاد”.

وفي شأن الأزمة السياسية بالبلاد، قال البرهان، بأن إجراءات 25 أكتوبر “خطوة لم يكن لها مقصد سوى استعادة المسار الديمقراطي، وفك هيمنة فصيل معين على بقية الشعب السوداني”.

وأضاف أن التحذيرات حول خطر اندلاع حرب أهلية بالبلاد “يجب أن يسمعها ويعقلها الرافضون للتفاوض والحوار هناك مجموعات (لم يسمها) تتمنع عن الحوار ولا يهمها مستقبل البلد ولا المواطنين”..

ومنذ 25 أكتوبر الماضي، يشهد السودان احتجاجات رفضا لإجراءات استثنائية اتخذها البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقالي وفي 8 يونيو الماضي، انطلق حوارٌ مباشر بين الأطراف السودانية في الخرطوم، برعاية الآلية الثلاثية لحل الأزمة في البلاد.

ورفض المشاركة في الحوار المباشر قوى “إعلان الحرية والتغيير” و”تجمع المهنيين” و”لجان المقاومة” و”الحزب الشيوعي”.

و نفى البرهان، استخدام القوة ضد المتظاهرين، قائلا: “قوات الأمن لديها تعليمات واضحة “بعدم مهاجمة من يريد التعبير عن رأيه بالتظاهر السلمي”.

وأردف: “كما أنها مأمورة بعدم حمل الأسلحة أو مطاردة المتظاهرين، وأن تبقى في مواقعها وتحافظ على ممتلكات الدولة ومقارها”.

ويقول المحلل السياسي سعد محمد احمد ان حديث البرهان بعدم استخدام الشرطة العنف القاتل لا يسنده الواقع مشيرا الى ان الصور المتداولة عن عناصر الشرطة التي تحمل السلاح الناري يدحض زعم البرهان ويعتقد سعد ان الرجل يريد القفز من جرائمه بوصفه لقراراته بالانقلاب استدرار عاطفة الشارع الثوري وامتصاص حماس الثوار الذين يعدون لمواكب 30 يونيو وتوقع سعد حدوث تحولات كبيرة في مواقف المكون العسكري قريبا خصوصا انه لم يجد في انصاره القوة التي تعصمه من الضغوط الداخلية والخارجية وتخرجه في المأزق.

ووصف البرهان المظاهرات بأنها “لا تعبر عن الصوت الحقيقي للشعب السوداني”، مردفا أن “عودة الجيش للثكنات تتوقف على نوع الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه مع المكون المدني”.

ويتساءل سعد تعليقا على وصف البرهان الشارع الثوري بأنه ليس الشارع الحقيقي ( اذا لم يكن هذا الشارع مكون اساسي من مكونات قوى الثورة وموثر .. لماذا يبحث البرهان عن موافقتهم للحوار؟) ومضى قوله كان الاجدى للبرهان والسودان التفرغ لبناء الدولة ومعالجة مشاكلها الاقتصادية والمعيشية بدلا من اهدار وقتهم في قمع من لا يمثلون الشارع الحقيقي وصرف كل هذه الاموال في شراء ادوات القمع .

ووصف سعد حديث البرهان بالمرتبك وقال (البرهان لا يثق في قدرته في اقناع الشارع بخطوته الانقلابية ولهذا يطلق كلام لا معنى له .

Exit mobile version