الأخبار الرئيسيةتقارير

الحوار السوداني.. ارتفاع وتيرة الصراع

الخرطوم- هبة علي

 

تمضي وتيرة الصراع بين الحرية والتغيير المجلس المركزي والميثاق الوطني في تصاعد سيما فيما يتعلق بالحوار مع العسكريين، فبعيدة توارد الأنباء عن تواصل بين المجلس المركزي والعسكريين ومطالبة المركزي بإنهاء حوار الآلية الثلاثية ، برزت تصريحات نارية لقادة الميثاق وأخرى مناوئة لها من المجلس المركزي، فما مسببات هذا الصراع إلى أين يمضي الصراع؟

يوم أمس ومن نيالا أتت تصريحات حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، بذات وتيرة الحدة، حيث قال إن قوى إعلان الحرية والتغيير (عريانة) ومازالت لا تجد من يحميها من الإنقلابات. وأضاف: “ستظل قحت عريانة إلى الأبد ولن تجد من يحميها”. وسخر مناوى من (قحت) ومن الوثيقة الدستورية، وقال إن وثيقة أي خواجي (أجنبي) حضر التوقيع على الوثيقة الدستورية أكبر من الوثيقة ذاتها.

وقد كان الإقصاء احد اهم مبررات الميثاق الوطني للتحالف مع العسكريين ضد ما يطلقون ليه (أحزاب الأربعة طويلة)، وكشف مناوي حيال ذلك عن إبلاغهم رئيس بعثة “يونيتامس” فولكر بريتس أنّ أهل السودان ليس في (3) شوارع بالخرطوم؛ ولكنهم موجودون في كل ولايات السودان ولهم منظمات مجتمع مدني ولجان مقاومة، مشيراً إلى أنّ الولاة أشاروا لفولكر بأن حكومة بدون تمثيل كل أهل السودان ستكون حكومة “عريانة”

 

المحلل السياسي د.الحاج حمد قال ل(النورس نيوز) ان الحرية والتغيير باقسامها الثلاثة فقدت مركزية التنظيم لجهة أن كل قسم له اتجاه بالعمل السياسي. وأوضح حمد أن الميثاق تتخوف من الإقصاء مرة أخرى، وأيضاً سوف تلجأ إلى أمريكا بعد ضغط الأخيرة العسكريين لتسليم السلطة للمدنيين أي الحرية والتغيير المجلس المركزي، قاطعاً بأن اصل الصراع هو استخدام أمريكا للحرية والتغيير بامسمياتها المختلفة ككروت لأجل مصالحها، وأضاف: بعد أن وجدت أمريكا الميثاق بلا سند وقبول من الشعب اتجهت للمجلس المركزي. وأردف: الميثاق وجد نفسه عاجز بعد الإنقلاب ولا يستطيع تشكيل حكومة، وفي حوار الآلية الثلاثية وضح ذلك أيضاً إذ لم يكن لديهم مايقدمونه وبغياب المجلس المركزي لم يعد للحوار أية قيمة بل يمكن أن ينهى تماماً،  وهنا الولايات المتحدة ارسلت رسالة إلى الآلية مفادها أن المجلس المركزي هو اختيارها، وأشار حمد إلى أن الميثاق سيسقط مع سقوط الإنقلاب، والقادمين من سلام جوبا لايزال مصيرهم قيد المناقشة.

 

 

أما مدير مركز فوكس للأبحاث د. عبد الناصر سلم اوضح أن الصراع بين المجلس المركزي والميثاق الوطني مرتبط بالتحرك الدولي لاختراق في الساحة السياسية السودانية وخلق حكومة وحدة وطنية للفترة القادمة،مشيراً إلى أن هذا يقود إلى محاولة كل طرف ليكون له نصيب الأسد مايدور، إضافة إلى أن حوار الآلية الثلاثية وجد دعماً ورعاية كبيرين من منظمة المجتمع الدولي ومن الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية ومن الواضح أنه سيقود إلى شكل من أشكال الاستقرار بالساحة السياسية السودانية وشكل الحكومة الانتقالية التي ستقود الفترة الانتقالية بالمرحلة القادمة وهذا أدى إلى حدوث صراعات كبيرة. ولفت سلم من خلال حديثه لـ(النورس نيوز) إلى أن المجلس المركزي تمارس عليه ضغوط لأجل القبول بتسوية مع العسكريين المضغوطين بدورهم من المجتمع الدولي والذي سيراعي وجود حركات سلام جوبا في أي تسوية كي يضمن عدم الرجوع للمربع الأول.

 

وفي مطلع أكتوبر الماضي تم تدشين إعلان سياسي مواز مكون من نحو 16 حزباً وحركة مسلحة آثرت الانشقاق عن قوى الحرية والتغيير وتكوين كيان اسم قوى الميثاق الوطني، في إرباك واضح للساحة السياسية، ليقود هذا الارباك لتغيير المعادلة السياسية بالبلاد وقلبها رأساً على عقب بعد مناصرتهم للعسكريين ليصبحوا بمقام الحاضنة السياسية بعد 25 اكتوبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *