خطاب أردول بالشرق.. حقيقة تاريخية أم أجندة تخريبية

الخرطوم – نبيل صالح- أشعلت عبارات قالها مبارك أردول مدير عام شركة السودانية للموارد المعدنية  في مخاطبته الجماهيرية بشرق السودان غضب مكونات الشمال (نهر النيل – الشمالية) وهددت الهيئة الشعبية للشمال بمنع الشركة ممارسة نشاطها التعديني في مناطق الشمال اذا استمر أردول في منصبه مديراً عاماً للشركة ، بينما هدد ناشطين بفصل الشمال عن بقية السودان ، ووصف مراقبون ومحللين سياسيين الخطاب بالملغوم ويراد به اجندة تهدد الأمن القومي السوداني .

وإتهم أردول مكونات لم يسمها بقتل سكان الشرق والغرب وسرقة مواردهم واحتكار السلطة منذ الاستقلال ، وقال أردول ” الزول الظلمكم انتو عارفنو وحكمتو البلد 66 سنة وما اديتو الناس حقهم ودايرين اعتذار للجرائم والانتهاكات الارتكبوه في السودان ده عشان نفتح صفحة جديدة ” الا أن من سياق حديثه وضح بأنه يقصد مكونات الشمال حسب المراقبين

أجندة تخريبية

وقال المحلل السياسي سعد محمد أحمد أن أردول دأب طوال الفترة الماضية اقحام عبارات عنصرية في خطاباته الجماهيرية وصفحته الشخصية ، ويحاول اظهار بأنه كان مظلوماً ، وأضاف سعد لـ “النورس نيوز” أن أردول بحديثه يريد الايقاع بسكان الشرق والشمال واثارة الفتنة بين مكوناته بيد أنه لم يقرأ التاريخ ولا يعرف طبيعة العلاقة بينهما منذ فجر التاريخ ، وحذر سعد من مثل هذه الاحاديث التي تهدد امن الوحدة الوطنية ، وقال أن مثل هذه العبارات تمنح فرصاً للاصوات المطالبة بفصل الشمال من الشماليين والوسط وتابع ” دي فرصة من الذهب للباحثين عن تقسيم البلد واعتقد أردول ربما يكون أداة من أدوات تمزيق البلد”.

 

خطاب عنصري

وقال بيان للهيئة الشعبية للشمال أن جميع السودانيين والعالم، تابع الخطاب العنصري الذي تفوه به مبارك عبدالرحمن أردول، مدير عام الشركة السودانية للموارد المعدنية، الأمين العام للتحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، في لقاء جماهيري بشرق السودان، حيث حاول تشخيص الأزمة السودانية من منظور عنصري بحت محملاً الشماليين تحديداً أزمة السودان منذ 66 عاماً حسب تلميحاته وعباراته.

 

وحذر البيان من إقحام القضايا الشخصية والعنصرية في العمل القومي مؤكداً العلاقة الأزلية والتاريخية بين شمال وشرق السودان وقال أن هذه العلاقة ليست مكان مزايدة أو متاجرة سياسية تكتيكية مؤقتة الأهداف والنتائج، وأن شمال وشرق السودان تجمعهما علاقة الدم والرحم والمصاهرة قبل حدود مناجم ومربعات الذهب، التي يحاول البعض العزف عليها لجعلها حاجزاً بين الإقليمين الشرقي والشمالي. كما توضح الهيئة الشعبية للشمال أن علاقة الشمال بجميع قرى ومدن وأقاليم السودان في الجنوب والغرب والشرق والوسط، بكل مكوناتها العرقية والإثنية لا تتحكم فيها قرارات سياسية لمتطرفين أو اصحاب مصالح ومطامع شخصية.

 

مطالب بالتوضيح

وطالب البيان أردول بشرح حديثه حول من يرى أنهم حكموا السودان لنحو 66 عاماً وأنهم لن يسمحوا لهم بحكم البلاد مرة أخرى، وتوضيح من يقصدهم بذلك هل هم منسوبي الشمال أم القوات المسلحة وما علاقة الحرية والتغيير بذلك، كما أنه عليه أن يوضح للجميع “باسم من يتحدث” كما طالب الجهات المختصة في الدولة بإعفاء مبارك أردول من منصب مدير عام الشركة السودانية للموارد المعدنية، خاصة وأن هذه الوظيفة قومية ويجب ألا تُستغل لتصفية الحسابات السياسية والأحقاد الشخصية، كما أن هذا المنصب يجب أن يكون معياره الكفاءة وليس الترضيات السياسية.

 

محاولة خبيثة

وقال الناشط إيهاب محمد عثمان أن خطاب اردول محاولة خبيثة لاثارة الفتنة بين الشرق والشمال ودعا أهل الشرق بعدم الاستماع لمثل هذا الخطاب الذي قد يهدد النسيج السوداني ، وأضاف في حديثه لـ “النورس نيوز” أن بورتسودان التى يسعى اردول وحكومته تدميرها يعيش فيها خليط متعايش من كل السودان بما فيهم من اتهمهم بسرقة موارد الغرب والشرق .

 

تهديد مباشر

وهددت الهيئة بعدم السماح للشركة السودانية للموارد المعدنية والشركات التابعة لها بممارسة أي نشاط في الإقليم الشمالي بولايتيه (الشمالية ونهر النيل) ما لم يتم إعفاء أردول، واكدت أنها قادرة على تنفيذ هذا الإجراء بمختلف الوسائل، خاصة وأن أغلب موارد الشركة تخرج من أرض الإقليم ولا تعود على المواطن إلا بالأمراض وانتشار الجرائم والمخدرات .

 

سقوط

ومن جهته قال المحلل السياسي د.مصعب فضل المرجي أن السودان في الأساس مهدد بالانقسام ومثل هذه الخطابات تساعد أصحاب الاجندة الانفصالية بتنفيذ مشاريعهم ، وأعرب مصعب عن دهشته أن يصدر مثل هذا الخطاب من قيادي سياسي يعول عليه السودانيين في بناء سودان المستقبل وقال ” رغم الخطاب العنصري المتكرر من أردول الا أنه لم يكن يتوقع ان يسقط لهذا المستوى وقال مثل هؤلاء يمثلون المعول الذي يساعد الانفصاليين في تنفيذ مشاريعهم “

Exit mobile version