إجتماع العسكر و(قحت).. عواصف الرفض والقبول

الخرطوم – نبيل صالح

 

قبل أنّ يرفع المؤتمر الصحفي للحرية والتغيير، الذي عقد الجمعة بدار حزب الامة القومي، أصدرت عدد من تنسيقيات لجان المقاومة بالخرطوم بياناً يرفض الاجتماع الذي جمع وفد من الحرية والتغيير المجلس المركزي مع المكون العسكري، بترتيب امريكي سعودي، واعلنت التسنيقيات عن استمرار مناهضتها السلمية للسلطة الانقلابية ، فيما رحبت قوى سياسية بالاجتماع بينما لا زال الحزب الشيوعي يتحفظ على أي حوار او الجلوس مع المكون العسكري.

 

الشيوعي يجدد رفضه

وجدد الحزب الشيوعي رفضه لأي طاولة تجمعه بالمكون العسكري ، بيد أنه لا زال متمسكاً بإسقاط ما أسماه بالانقلاب العسكري بالنضال السلمي وقالت آمال الزين الناطق الرسمي بإسم الحزب الشيوعي السوداني لـ”النورس نيوز” أن موقف الحزب واضح ولن يتراجع عن موقفه من تسليم العسكر للسلطة بدون شروط ، وأضافت الزين أن الحرية والتغيير لم يكن لديه رأي منذ البداية في الآلية الثلاثية ، وبالتالي الأمر ليس بمستغرب بأن يجلسوا مع الانقلابيين حسب وصفها ، وقالت أن أي حوار مع العسكر مهما كان نتائجه تترتب عليه نتائج في الشارع وأكدت أن اجتماع الثلاثي ( قحت المركزي والعسكر و المبعوثة الأمريكية) لا يعني شئ للشارع الذي يتمسك باسقاط الانقلابيين وستستمر الحراك.

 

وفيما يتعلق بالحديث الذي أدلى به القيادي بالحرية والتغيير ياسر عرمان عن الحوار لايجاد ممر آمن للعسكريين والشعب قال آمال أن الشارع ليس في حاجة مخرج آمن ، وتابعت ” اذا كان عرمان يقصد عقد تسوية بخروج العساكر من السلطة بدون مساءلة على الجرائم التي ارتكبوها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فهذا القرار ليس بيده ولا يد الحرية والتغيير وإذا كان يقصد بأنه ستكون هناك شراكة جديدة بين العسكر والمدنيين فهذا أمر مرفوض ” وأضافت أن الحل الأوحد هو أن يقوم العسكر بتسليم السلطة لسلطة الشعب .

 

لا عودة للشراكة

وأكد القيادي بالحرية والتغيير طه عثمان، رفضه العودة لوضع ما قبل 25 أكتوبر 2021، معتبراً ألا عودة للشراكة بين المدنيين والعسكريين وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقدته (قحت) “لا بد من عودة القوات المسلحة لمكانها الطبيعي في المؤسسة العسكرية وإقامة سلطة مدنية كاملة” وأشار إلى أن المكون العسكري أكد وجود أزمة سياسية وأنه مستعد لحلها. فيما وصف الواثق البربر، المتحدث باسم قوى الحرية، والأمين العام لحزب الأمة اجتماع منزل السفير السعودي بالشفاف والواضح”، مشيرا إلى أنه تم إبلاغ المكون العسكري بأهدافه، وذلك في إشارة إلى اجتماع ممثلين عن قوى الحرية والتغيير بقيادات من القوات المسلحة في السفارة السعودية، واعتبر القيادي ياسر عرمان أن “هناك فرصة جديدة للقوات النظامية من أجل الخروج بحكمة وشرف من الوضع الحالي”، وشدد عرمان على حاجة البلاد للسعودية والولايات المتحدة من أجل بناء مستقبل جديد، وقال “هذه فرصة لخروج آمن للشعب والجيش نحو الديمقراطية والعدالة وبناء مجتمع جديد”، وكان اجتماعاً عقد مساء الخميس الماضي في منزل السفير السعودي بالخرطوم، بين ممثلي المكون العسكري محمد حمدان دقلو وشمس الدين كباشي وإبراهيم جابر، ومن الحرية والتغيير الواثق البرير وطه عثمان، بالإضافة إلى وجدي صالح، وياسر عرمان.

 

ترحيب

وفي المقابل رحب القيادي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبد الرازق بالاجتماع الثلاثي ووصفه بالخطوة الإيجابية ، وقال عبد الرازق لـ”النورس نيوز” أنه لا بديل للحوار الا الحوار ، وأضاف أنه ليس من المعقول او العقل ان نرفض الحوار الا أنه يرى أنه بالضرورة ان تسبق مثل هذه الاجتماعات او الحوار اتصالات بين القوى السياسية من أجل الاتفاق على الاجندة التي ستطرح فيه ، وقال أبو بكر بأن المؤتمر الشعبي من الأطراف الرافضة لسيطرة العسكر على السلطة ويتفق معه الحزب الشيوعي وحزب الامة القومي ولذلك يعتقد بأنه لابد أن يوحدوا الرؤية ، وتوقع أبو بكر انضمام الحزب الشيوعي والأمة لحوار الثلاثية وقال ” آمل ان يعود الأمة والشيوعي وقحت المركزي اجتماع الآلية الثلاثية، ورفض ابوبكر حديث ياسر عرمان عن اقصاء الاسلاميين من المرحلة القادمة وقال ليس من حق أحد أن يقصي الآخر وتابع “نحن نؤمن بالحرية لنا ولسوانا” واذا سلكنا طريق الاقصاء نشرعن هذا الأدب وهذا ما لا نريده .

 

الأزمة السياسية

ويعيش السودان أزمة سياسية خانقة بين المكونين العسكري والمدني، تفاقمت بعد فرض إجراءات استثنائية في البلاد منها حل الحكومة وتطبيق حالة الطوارئ ما دفع الأمم المتحدة إلى السعي لتقريب وجهات النظر، عبر إطلاق جولة أولى من الحوار السياسي التي جرت بشكل غير مباشر على دفعات سابقا، وعبر حوار مباشر انطلق في الثامن من الشهر الحالي (يونيو 2022) بين الأفرقاء السياسيين.

Exit mobile version