السودان.. أزمة سياسية وحوار ومآرب أخرى

الخرطوم – هبة علي

برغم اقتراب موعد جلسة الالية الثلاثية للحوار المباشر المزمعة غدا الاربعاء الا ان تحالف الحرية والتغيير_المجلس المركزي جدد رفضه للجلوس لاسباب تتعلق بمطالبته بتهئية المناخ للحوار ، وفي ذات الاثناء اكد حزب الامة والاتحادي الاصل على ضرورو ان يكون الحوار عبر آلية وطنية مؤكدين في الوقت ذاته الترحيب بالتعاون مع المجتمع الدولي ، وفي الجانب الاخر اي الطرف الاخر بالحوار (العسكرييين) لوح بالانتخابات المبكرة والعاجلة كمخرج على ان تتم التهئية لها قبل منتصف يونيو الجاري..

تحالف قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، اعلن امس الاثنين، اعتذاره عن المشاركة في الحوار الذي تطلقه الآلية الثلاثية لتيسير الحوار السوداني المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي و”الإيقاد”، الأربعاء، والذي يهدف إلى حل الأزمة السياسية في البلاد.
وقال التحالف في تصريحات صحافية إنه أبلغ رسمياً الآلية الثلاثية باعتذاره في اجتماع معها، وبرر الاعتذار بـعدم الالتزام الكامل والصحيح من جانب المجلس السيادي بإجراءات تهيئة المناخ الديمقراطي التي طالب بها، والمتمثلة في رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين وإنهاء العنف والقمع وحماية المدنيين.
وأضاف التحالف أن الإجراءات لم تشمل وقف القرارات الارتدادية التي ألغت قرارات لجنة التفكيك وأعادت منسوبي نظام المؤتمر الوطني المنحل.
وذكر التحالف أنه “على الرغم من إعلان رفع حالة الطوارئ استمرت وتيرة العنف وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين واقتحام الأحياء السكنية والمرافق الصحية، الأمر الذي كانت نتيجته سقوط ضحية وعدد من الجرحى الجمعة الماضي، لتصل أعداد الضحايا إلى المئات في كل أنحاء السودان.
وأوضح التحالف أن طبيعة الاجتماع الذي دعت له الآلية الثلاثية الأربعاء بحضور أطراف عسكرية ومدنية، لا يخاطب طبيعة الأزمة الحالية المتمثلة في انقلاب 25 أكتوبر والذي يجب أن تؤدي أي عملية سياسية لإنهائه بصورة كاملة وإقامة سلطة مدنية ديمقراطية.
وأشار إلى أن ذلك لا يمكن أن يتم عبر إغراق العملية السياسية بأطراف تعبر عن معسكر الانقلاب أو مرتبطة بالنظام البائد، أو باتباع وصفات تعبر عن الانقلاب وأهدافه.

وموقف التغيير ليس بالجديد رغم شروع العسكريين في بدء تهئية المناخ الا ان تمسك التغيير يمكن ان يحقق نوعا من الرضا بالشارع العام والقبول كما يرى ذلك المحلل السياسي د. محمد نقد الله من خلال حديثه لـ(النورس نيوز)، لافتا الى ان الالية الوطنية يمكن ان تدفع بعمل الالية الثلاثية.
وكان الحزب الاتحادي الديمقراطي و حزب الأمة القومي قد أعلنا تكوين لجنة مشتركة عليا للتواصل بين الحزبين ؛ لتنسيق الرؤى و المواقف في القضايا الوطنية ،وفقا لبيان مشترك صدر بالامس للحزبين.
وقال البيان ان وفدان من الحزبين عقدا لقاءا اتفقا بعده على التمسك بمكتسبات ثورة ديسمبر المجيدة لتحقيق قيم الحرية والسلام والعدالة و التأكيد على مبدأ تحقيق العدالة و أن يكون الحوار سوداني سوداني من خلال آلية وطنية مؤكدين في الوفق ذاته الترحيب بالتعاون مع المجتمع الدولي و الإقليمي كمسهلين في العملية السياسية للوصول لحل للأزمة السودانية.
و ناشد الحزبان جميع القوي السياسية لجمع الصف و الاتفاق حول قضايا الوطن المصيرية لتحقيق الوحدة والسلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل.

نقد الله اشار الى ان حزب الامة القومي والاتحادي الاصل احزاب طائفية عريقة ويحاولون ايجاد آلية من اجل قيادة المرحلة القادمة ، منوها الى ان الجهود الوطنية ستصب في مصلحة الآلية الثلاثية ، وفي الاثناء سياعد ضغط الآلية الثلاثية ايضا من تهيئة المناخ في جهود الآلية الوطنية.

وعلى صعيد الحل العسكري قال مستشار القائد العام للجيش، العميد الطاهر أبو هاجة: لن ننتظر مماطلة المدنيين في الجلوس للحوار.
وأضاف أبو هاجة، في تصريحات نشرتها وسائل الاعلام، سنعلن تهيئة البلاد لأنتخابات مبكرة عاجلة قبل يوم 15 يونيو لقطع الطريق أمام المتربصين بالعباد و البلاد.
وعلى النقيض جزم نقد الله باستحالة قيام الانتخابات بصورة مبكرة او عاجلة لجهة انها تحتاج تعداد سكاني ودوائر جغرافية وجاهزية للاحزاب السياسية ، قاطعا بأن من غير هذه الظروف ستكون الانتخابات غير شرعية.
وبين نقد الله ان الحل للازمة بشكل عام يتمثل في مخاطبة الشارع ولجان المقاومة لانه لاعب اساسي ،لافتا الى محاولة كل القوى الادلاء بدلوها لتخفيف الاحتقان الموجود بالشارع بشكل او باخر ،وعبر حلول القوى التي تمثل اتجاهاتها.

Exit mobile version