الأخبار الرئيسيةتقارير

الحوار المباشر للآلية الثلاثية.. احتمال الفشل و النجاح

الخرطوم – نبيل صالح

حددت الآلية الثلاثية ( الاُمم المتحدة- الاتحاد الافريقي- الايقاد) يوم الأربعاء القادم موعداً لانطلاقة الحوار المباشر بين أطراف الصراع لحل الازمة السودانية الا أن كل المعطيات والواقع يشير الى أن هذا الحوار لن يمضي الى النجاح ما لم تحدث تحولات في مواقف القوى الرافضة للآلية نفسها ، وتكهن قيادات سياسية باستحالة انعقاد الحوار أو فشله لرفض قوى المؤثرة على الشارع له وعدم التزام المكون العسكري بالاشتراطات التي حددها بعض القوى للمشاركة في الحوار وهي تنفيذ قرار رفع الطوارئ وعدم استخدام العنف ضد المحتجين واطلاق سراح المعتقلين .

خطوات غير كافية
وربط المتحدث الرسمي للحرية والتغيير المركزي شهاب ابراهيم قبول قوى قحت بالجلوس الى الحوار بإلتزام العسكر بإجراءات عدة للتعاطي الإيجابي مع الآلية الثلاثية، منها رفع حالة الطوارئ وإلغاء صلاحية أجهزة الأمن في الاعتقال ورفع الحصانات عن القوات النظامية التي تستخدم العنف مع المتظاهرين ، واعتبر شهاب طبقاً لـ”العربي” أن رفع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لحالة الطوارئ، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين قبل أيام، لا يكفي لتهيئة المناخ للحوار، خاصة أن قوات الأمن لا تزال تواجه وتقتل المتظاهرين، فضلاً عن أنه لا يزال يمتلك الصلاحيات باعتقال المحتجين دون تهمة، لذلك لا بد من إصدار مرسوم دستوري ينظّم ذلك.
البرهان يؤيد الحوار
وجدد الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة التأكيد على تأييده لإجراء حوار من أجل إعادة إطلاق المسار الديموقراطي الذي توقف إثر انقلابه الذي حرم السودان من مساعدات دولية حيوية.
وكان البرهان قد رفع الأحد حال الطوارئ التي فرضت منذ الخامس والعشرين من اكتوبر 2021م ، في خطوة بدت مؤشر تهدئة مع الشارع، لكن النشطاء رفضوها بحجة استمرار القمع وقتل المحتجين السلميين
اشتراطات القبول
وتشترط بعض القوى السياسية بالتزام المكون العسكر بتنفيذ مرسوم رفع حالة الطوارئ وايقاف العنف لتعلن قرارها بالمشاركة ،وتعتقد هذه القوى أن العسكر يتماطلون في الايفاء باشتراطات الحوار معهم وقال هيثم عبد الله السكرتير العام للاتحادي الموحد لـ” النورس نيوز” أن كل اشكال القمع والقتل مستمر وهذا ليس صالح الحوارالمباشر الذي دعت له الآلية الثلاثية ، واضاف هيثم ” ثمة أمر مهم لم تقم به الآلية الثلاثية وهو أنها لم تحدد الجهات التي ستجلس في هذا الحوار ” موضحاً أن هناك طرفين يتمثلان في القوى المناهضة للانقلاب وهذا طرف مهم وقوى مناصرة للانقلاب في اكتوبر ونحن لا نعرف الى أي طرف سينتمي القوى المناصرة للانقلاب ” مشيراً أن هذه النقطة تعد خللاً ينقص من فعالية هذا الحوار .
ومضى هيثم بقوله ” الأحزاب والقوى السياسية ليست جاهزة للحوار لجهة أنها لا تملك رؤية او برنامج سياسي للفترة الانتقالية ” وتابع ” الاحزاب عليها ان تتفق على نقاط أساسية في الحوار لبناء مؤسسات دولة تمهد لانتخابات حرة نزيهة وتعود الى دورها لترتيب نفسها لهذه الانتخابات وليس المشاكسة والتصارع على المناصب” وقال ” لهذا اعتقد بأن أي اتفاق لا يتضمن مهام الفترة الانتقالية لتهيئة المناخ لانتقال ديمقراطي معافي لن يزيل المشهد الماثل الآن ”
ترحيب
وفي المقابل رحب حزب المؤتمر الشعبى بدعوة الآلية الثلاثية للحوار المباشر ، وحذر الشعبي من مغبة إطالة الأزمة السياسية ، ودعا الى ضرورة الاسراع فى ايجاد حل للازمة السياسية الراهنة، وقال الأمين العام المكلف لحزب المؤتمر الشعبى د.محمد بدر الدين أن أي تأخير لحل الازمة يزيدها تعقيداً واضاف أنه لا طريق آخر للحل إلا فى الآلية التلاتية التى اعلنت عن الحوار المباشر فى الاسبوع القادم مشيرا الى ان حزبه على استعداد للدخول فى هذا الحوار وقال بدر الدىن لـ (النورس نيوز) ان اليسار يراهن على الشارع فى إسقاط الحكومة إلا ان تقديراته قد تكون غير مضمونة

الخيار الصفرى

وبدوره أعلن الحزب الشيوعي السوداني رفضه المشاركة في الحوار المباشر الذي تعتزمه الآلية الثلاثية، وقال عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي صديق يوسف طبقاً لـ” سودان تربيون” بأنهم لن يجلسوا في أي حوار مباشر مع الآلية الثلاثية إلا بعد سقوط الحكم الانقلابي وتحقيق العدالة، ومن جانبه اشترط المتحدث باسم الحرية والتغيير وجدي صالح مشاركتهم في الحوار المباشر بالاستجابة لمطلوباته التي حددها في رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح كل المعتقلين ووقف العنف والقتل ضد الثوار وإيقاف كل القرارات الارتدادية التي صدرت بعد الانقلاب في مواجهة قرارات لجنة إزالة التفكيك، وقال وجدي أن حل الأزمة في البلاد رهين بإنهاء الانقلاب وتأسيس وضع دستوري جديد لانتقال يتوافق مع تطلعات السودانيين في التحول المدني.
الكرة في ملعب العسكر
ويعتقد المحللون السياسيين أن هناك ثمة قبول غير معلن من القوى السياسية التي كانت جزءاً من السلطة الانتقالية ، بيد أنها لا تريد الاعلان عن ذلك خشية الشارع الرافض لكل اشكال الحوار مع الطقمة الحاكمة وقال المحلل السياسي د.مصعب فضل المرجي أنه لا يخفي على أحد استعداد قوى قحت للجلوس مع العسكر في الحوار المباشر ، واضاف في حديثه لـ” النورس نيوز” كل تصريحات قحت تمضى نحو استعدادهم وهم يطالبون بالتزام الطرف العسكري بالاشتراطات التي طرحوها وهي رفع الطوارئ واطلاق سراح المعتقلين وعدم استخدام العنف ضد المحتجين السلميين ، وتابع ” ليس هناك موقف متطرف او خيار صفري من هذه القوى عدا هذه الاشتراطات بينما يقرأ مصعب موقف الحزب الشيوعي والمهنيين بأنه موقف تكتيكي أكثر من مبدئي وقال ” الشيوعي كان سنداً للقوى الرافضة لحمدوك وساهم عبر خطابه ومسيراته في زعزعة ثقة الشارع في حمدوك وينبغي الا يبكى على ضياع الفرصة لبناء دولة ، بينما تجمع المهنيين جسم شيوعي في الأساس لهذا مواقفهما متشابهة ومتوافقة .
ويعتقد مصعب ان الكرة الآن في ملعب المكون العسكري اذا قدم تنازلات كما يرددون في رفع الطوارئ وايقاف القمع واطلاق سراج المعتقلين ، واضاف ” اذا التزم المكون العسكري بهذه الاشتراطات ستخرج بقية القوى الرافضة او اصحاب الخيار الصفري من المشهد “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *