رسوم الجامعات.. اكتواء بنيران الغلاء

الخرطوم- هبة علي

 

أوضاع سياسية واقتصادية معقدة بالبلاد انعكست على كل مناحي حياة المواطن واصابته في مقتل سيما بعد فتح الجامعات ابوابها للطلاب الجدد ولاستئناف الدراسة لبقية الطلاب والانصدام بالرسوم الباهظة والتي يمكن وصفها بالمليارية لبعض التخصصات..

مهتمون وتقارير إعلامية أكدوا تسرّب عدد كبير من الطلاب وهجرهم لجامعاتهم بسبب العجز عن دفع الرسوم الدراسية والايفاء ببقية متتطبات الدراسة فضلاً عن التعرفة المرتفعة للمواصلات العامة، فيما اتجه عدد ليس بالقليل إلى الدراسة بالخارج لتدني التكلفة مقارنة بالداخل، وفي خضم هذا قطع د. جادين محمد عميد كلية الإعلام بجامعة المشرق لـ(النورس نيوز) بعدم إستقالة طلاب كليته وتسربهم من الدراسة، مشيراً إلى أن رسوم التسجيل معقولة وتبلغ (150) ألف جنيه لاغلب كليات الجامعة.

الجامعات الحكومية التي كان يلجأ لها عامة الشعب خاصة الطبقة محدودة الدخل بصورة كبيرة طمعاً في رحمة الرسوم الدراسية، أصبحت جحيماً لهم و أسرهم بارتفاع رسومها، الأمر الذي ندد به عدد من المتهمين بقضايا التعليم، بيد ان بعضاً آخر برر لتلك الجامعات وهو استخدام الجامعات لما تجمعه في سدّ عجز موازنتها، إذ لا تتكفل الدولة إلاّ برواتب العاملين في الجامعات، لافتين إلى أن هذا النقص في الموازنة وضع عبئاً على الجامعات بتحمّل مسؤولية التسيير اليومي وتوفير الاحتياجات الدراسية، مع مسؤولية التطوير والتوسع.

وقال مسجل كلية العلاج الطبيعي بجامعة النيلين ناظم الأمين لـ(النورس نيوز) إن الرسوم الدراسية تختلف باختلاف الكليات والقبول الحكومي والخاص في هذا العام مثلاً اقل الرسوم بالكليات النظرية كالاداب والتربية هي (50) ألف إضافة إلى رسوم التسجيل الموحدة بين كل الكليات والبالغة (15) الف جنيه، أما كلية التجارة والاقتصاد باقسامهما فتبلغ (75) الف، الكليات الطبية (150) ألف جنيه عدا الطب (200) الف، والهندسات (100) الف، اما القبول الخاص فيتراوح من مليار ونصف اي 700 الف جنيه بالكليات الطبية.
وأضاف: هنالك عدد كبير من الطلاب تفاجأ بالرسوم وتقدموا باستقالتهم وآخرين لم يأتوا مرة أخرى، وتابع: هجر الجامعة من الاجانب والمحليين كان بسبب عدم انتظام الدراسة ومنذ العام الماضي، إلا أن هذا العام يعتبر الاول للتسرب بسبب الرسوم.

وفي أواخر ابريل الماضي كانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد اعلنت استئناف فتح أبواب الجامعات.
وأكد بروفيسور محمد حسن دهب وزير التعليم العالي والبحث العلمي المكلف ان وزارته تضطلع بمسئولية كبيرة تجاه إستقرار الجامعات في الفترة المقبلة التي بذلت فيها الوزارة جهوداً كبيرة لضمان إستقرار تلك الجامعات والإسراع بفتحها في الوقت المحدد.
وأمن بروفيسور دهب على رؤية الجامعات في المجالات الأكاديمية والإدارية وخطتها لتطوير هذه المؤسسات ورفع كفاءة العاملين بها ، مؤكدا وقوفه مع ادارة الجامعات حتى تتمكن من أداء رسالتها، والمساهمة في تطور ونهضة المجتمع ، مشيراً الي أن مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي قادرة على أن تلعب دوراً بارزاً في مناطقها.
وبلقائه مع عدد من مدراء الجامعات ناقش دهب معهم عدداً من القضايا التي تسهم في تحسين بيئة العمل بالجامعات والتوسع في مجالات البنى التحتية وخلق شراكات ذكية تسهم في المحافظة على الإستقرار الأكاديمي، حيث أكد الوزير ضرورة الاهتمام بالمناشط اللاصفية للطلاب وتحسين البيئة الجامعية، داعيا لتوفير الدعم اللازم للجامعات مع بداية فتحها.
وأكد مديرو الجامعات المعنيين باللقاء إهتمامهم البالغ بكل القضايا التي طرحت من أجل إستقرار الدراسة بكافة الجامعات والدور الذي تضطلع به في خدمة المجتمع ورسالتها التعليمية والتوعوية.

Exit mobile version