السودان.. طرد فولكر.. لماذا؟

تقرير- النورس نيوز

 

مطلع يناير الماضي أطلق فولكر بيرتس رئيس بعثة (يونيتامس) مشاورات بهدف انهاء الازمة السودانية،  وقال: حان الوقت لانهاء العنف والدخول في عملية بناءة تضم العسكريين والمدنيين ولجان المقاومة وجميع اصحاب المصلحة ، ويتم تسييرها من الامم المتحدة ، ورحب نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان حميدتي بمبادرة ودعا للالتفاف حولها ، وفي ذات الاثناء اكد عضو المجلس الهادي ادريس ترحيب مجلس السيادة بالمبادرة .

 

غضب الحكومة:

لكن فيما بعد بدأت الاتهامات تلاحق فولكر بعدم الحياد ، ووقوفة مع الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي ، التي تعتبر ان ماحدث في 25 اكتوبر الماضي انقلاب ، وترفض اي جلوس مع العسكر ، ووضعت شروطا للقبول بمادرته من بينها الاعتراف بان ماحدث في 25 انقلاب عسكري ويجب رفع حالة الطوارئ واطلاق سراح المعتقلين السياسيين .

رغم انه تم تنفيذ كثير من مطالب تلك المجموعة ، الا انها ماتزال متخندقة وترفض الجلوس للحوار ، ويري مراقبون في تصريح ل(النورس نيوز) ان فولكر ضعيف استخدمته قحت لتنفيذ اجندتها وايصال صوتها الى مجلس الامن ، ولم ينل فولكر رضاءها بل حصد غضب الحكومة ، وبعض القوي السياسية التي ترغب في انهاء الازمة السياسية والتي خرجت اليوم تطالب بطرده .

وتوجهات فولكر جعلت حميدتي يدلي بتصريح ثان مختلف وقال ان فولكر مسهل وليس وسيط ، رافضا التدخل في الشؤون الداخلية بالبلاد من قبل البعثة .

 

اغتصاب نساء :

سبب آخر أغضب الحكومة من ورئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان فولكر بيرتس وهو التقرير الذي قدمه في مارس الماضي امام مجلس الامن حول الوضع في السودان بعد انقلاب 25 أكتوبر ، والذي كشف خلاله عن انتهاكات حقوق الإنسان بالسودان ، وكشف عن تعرض 16 امرأة للاعتصاب اثناء الاحتجاجات بالخرطوم ، ابريل الماضي اتهم رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح فولكر بالتدخل السافر في الشأن الداخلي وهدده بأن هذا الامر سيؤدي الي طردة ، وقال انه لم يلتزم الحياد ، ولم يلتزم بالتفويض الممنوح له من قبل مجلس الامن ، لكن فولكر رد سريعا علي البرهان بأن تعيينه من مجلس الأمن وليس من الحكومة السودانية .

 

مؤتمر الخارجية :

الأسبوع الماضي عقد وزير الخارجية المكلف علي الصادق مؤتمر صحفي حول لتقييم عمل البعثة ، وقال انها تدخلت في الشأن السوداني الداخلي ولم تلتزم بتفويض مجلس الامن ، مشيرا الى انها لا انها دعمت السودان بـ(400) مليون دولا منها (200) مليون دولار لبرنامج ثمرات، إلا ان مراقبون أشاروا الى ان عمل فولكر يأتي من صميم عمله وهو دعم الانتقال في السودان ، مشيرين إلى انه يدعم الاستقرار بالبلاد من خلال تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين .

 

أحزاب سياسية

أحزاب سياسية وقوى سياسية اعلن رفضها للمشاورات التي طرحها فولكر ، وتعتبر ان مايقوم به استعمار بثوب جديد ، واغلب تلك الاحزاب هي التي دعمت اعتصام القصر الذي مهد لانقلاب 25 أكتوبر الماضي .

 

اسلاميون وفولكر

اسلاميون خرجوا في مظاهرات مطالبين طرد فولكر من البلاد ، وسبق ان سيروا مظاهرة الي مقر البعثة بالخرطوم ، قيادات اسلامية دعت الحكومة الي طرد فولكر من بينهم د.امين حسن عمر فولكر ، ودعا الحكومة في تغريدات علي صفحته بتويتر الي عدم التجديد له مرة اخري .. والان دعوا الي الخروج مرة ثانية في مظاهرات لذات الطلب .

 

عداء واضح :

محللون سياسيون اشاروا لـ(النورس نيوز) إلى أن الحكومة أظهرت عداء ليس لفولكر فقط بل لبعثة يونتيامس ككل ، بدليل انها رفضت التجديد للمستشارة الاممية روزاليند الاسبوع الماضي بعد انتهاء فترة عملها بالبلاد ، مشيرين إلى ان هذه الخطوة سترجع البلاد إلى مربع العداء مع المجتمع الدولي ككل ، وهذا الامر ليس من مصلحة السودان ، ولم يستبعدوا عودة البلاد الي الفصل السابع ، وان حدث فان اكبر المتضررين هو الشعب السوداني .

 

Exit mobile version