الخبير المستقل في الخرطوم.. مراجعة أم أداة ضغط؟

الخرطوم – نبيل صالح

من المتوقع أن تحط طائرة خبير الأمم المتحدة المعني بحقوق الانسان أداما ديناق في مطار الخرطوم غداً الأربعاء وتأتي هذه الزيارة في ظل تردي مريع لحالة حقوق الإنسان وفي الوقت الذي تمارس فيه السلطات انتهاكات صارخة في حقوق الانسان والقتل اليومي للمتظاهرين السلميين حسب المراقبين للشأن السوداني ، ويعتقد البعض أن الرجل ربما يحمل في حقيبته أدوات جديدة للضغط على السلطة الموصوفة بالانقلابية ، ينما يظل السؤال الذي ينتظر إجابة صريحة هو هل هذه الزيارة ستمضي مثل مثيلاتها دون جديد في مشهد حقوق الانسان في السودان أم ماذا؟.

 

وذكر مركز إعلام الأمم المتحدة، أن خبير الأمم المتحدة المعنى بحقوق الإنسان أداما ديانق سيبدأ غدًا الأربعاء، زيارة رسمية إلى السودان تستغرق (4) أيام، يلتقى خلالها مع كبار المسؤولين الحكوميين، وممثلى منظمات المجتمع المدنى، والمدافعين عن حقوق الإنسان، ورؤساء كيانات الأمم المتحدة، والدبلوماسيين.
تراجع حالة حقوق الإنسان.

وشهدت الفترة التي اعقبت إجراءات اكتوبر الموصوفة بالانقلابية انتهاكات واضحة من الاجهزة الامنية تجاه المتظاهرين من قمع وإعتقال وتعذيب صنفت من ضمن قائمة الجرائم ضد الإنسانية وتقييد حرية الأفراد في حق التعبير السلمي عن مطالبهم بمدنية الدولة الأمر الذي يدفع للتساؤل عن جدوى زيارة المسؤول الحقوقي الأممي في ايقاف هذه الانتهاكات ، أم أنها مجرد زيارة روتينية تنتهي مع مغادرتهالسودان ، ويعتقد قانونيون ومتابعين للمشهد السوداني ان وضع حقوق الانسانية تراجعت بصورة كبيرة ، صاحبتها إجراءات قمعية ، ويقول القانوني الاستاذ معاذ زكريا أن هذه الزيارة ستشكل ضغطاً على المكون العسكري الذي ساهم بشكل كبير في تراجع أوضاع حقوق الانسان الى ما قبل ثورة ديسمبر ، وأضاف في حديثه لـ “النورس نيوز” ” أن هذه الزيارة تشكل ضغط خارجي على الخرطوم للتراجع عن ممارستها القمعية تجاه المتظاهرين السلميين ، وقادة القوى السياسية .

مراجعة أداء
وذكر المركز الإعلامي أن هذه الزيارة تعد الثانية التي يقوم بها ديانج إلى السودان منذ أن عينته المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، في نوفمبر 2021 كخبير أممي معني بحالة حقوق الإنسان في السودان، وفقًا لقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة S- 32/1 ، ويُكمل ديانج تواصله مع السلطات السودانية ومتابعة الإجراءات التي اتخذتها السلطات لمعالجة التوصيات التي قدمها عقب زيارته الأولى التي أجريت في فبراير من هذا العام، وستسهم نتائج زيارة المتابعة هذه في الحوار التفاعلي المعزز بشأن السودان الذي سيعقد في 15 يونيو 2022 خلال الدورة الخمسين لمجلس حقوق الإنسان .

حدة الانتهاكات
ويمضي معاذ بقوله أنه منذ 25 اكتوبر ارتفعت حصيلة ضحايا العنف ضد المتظاهرين (100) شهيد ومئات الجرحي ونحو أكثر من (1000) تم اعتقالهم بموجب قانون الطوارئ غير أنه أشاد بقرار رفع حالة الطوارئ لجهة أنه يهئ مناخ جيد للحوار والتفاوض واعتبر اعلان البرهان عن رفع حالة الطوارئ استجابة لنداء الامم المتحدة ، بيد أن معاذ يظن أن هذه الاستجابة غير كافية ، وقال أن العودة الى ما قبل إجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر 2012م هو المطلوب من الداخل والمجتمع الدولي. وتوقع معاذ ان تجيب الايام القادمة تساؤلات الشارع السوداني عن فرضية العودة الى ما قبل الخامس والعشرين من اكتوبر.
واعرب القانوني معز حضرة عن شكوكه إزاء قرار رفع حالة الطوارئ وقال أن السلطة الانقلابية ربما ألغت قانون الطوارئ بعد علمها بتوقيت زيارة أداما وقال حضرة لـ ( النورس نيوز) ” هذا نوع من الخداع والغش في تقديري ” واضاف أن الواقع يشكك في نوايا المكون العسكري الذي ما زال يمارس القتل والاعتقالات في الوقت الذي يعلن فيه عن الغاء الطوارئ ويتحدث عن حقوق الانسان وتابع ” المسؤول الحقوقي سيقف على اداء السلطة في التوصيات التي قدمها في الزيارة الأولى ولكنه سيتفاجأ بالتردي للوضع اكثر مما مضى “

Exit mobile version