توت قلواك… جنرال سلام السودان

تقرير إخباري- آية إبراهيم

 

لم يرفع الكثيرون حاجب الدهشة قبل أيام وعضو مجلس السيادة الإنتقالي الهادي إدريس رئيس الجبهة الثورية السودانية يمنح الفريق توت قلواك مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشؤون الأمنية، رئيس لجنة الوساطة الجنوبية “درع السلام” لمجهوداته الكبيرة في الحراك الذي يقوده لإنجاح إتفاق جوبا لسلام السودان منذ التوقيع على ذلك فالرجل اعتادت طائرته على مدرجات مطار الخرطوم جيئة وذهابا من أجل سلام السودان.

نهج وأسلوب
مقربون من قلواك يؤكدون أنه وفقا لخبرته وتجاربه في تقارب وجهات النظر لكثير من أطراف النزاع في السودان قادر على أن يوصل إتفاق جوبا لسلام السودان إلى نهايته التي رسمها لقدرته على إدارة الحوار وامتصاص غضب طرفي النزاع إضافة إلى أنه شخص وفي في العمل السياسي وهو ما قاده للنجاح في عمله.
ويشيرون إلى تجربته في حل المشاكل الخفيه السابقة مابين البشير وسلفاكير ونجاحه في ذلك بعد أن استخدم ذات النهج والأسلوب في اتفاقية السلام عندما قام بلم الشمل ولعل ماساعده في ذلك علاقاته الواسعه والممتدة وسط قيادات السودان ما أهله لأن يكون مصدر ثقة لدى الكثير منهم الذين يعتبرونه أحد القيادات التي لعبت دوراً محورياً وفاعلاً في اتفاق السلام بمنبر جوبا.

محل ثقه
ويؤكد المحلل السياسي مصعب محمد علي ان
توت قلواك يلعب دوراً مهماً في إتفاق جوبا لسلام السودان باعتباره وسيط بين الأطراف السودانية؛ ويشير محمد علي لـ(النورس نيوز) إلى أن قلواك إضافة إلى أنه وسيط يلعب أدوارا كبيرة في متابعة تنفيذ الإتفاق وهو ماجعله مقبولاً لدى كل الأطراف ومحل ثقة وأوضح أن التحدي الذي يواجهه في ذلك هو كيفية استمرار إتفاق جوبا وتنفيذ بنوده وتحقيق نتائجه.

ملفات مهمة
وينحدر توت قلواك أو الجنرال كما يحلو لبعض محبيه مناداته من قبيلة النوير  فرع البل ولاية الوحدة قدم إلى الخرطوم قبل الانفصال مع الرئيس المعزول قادماً من منطقة بانتيو بعد الانقلاب في العام 1989 وأصبح أحد قيادات الجنوب بالداخل كحركة شعبية.
وتجمع قلواك علاقة قوية مع رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت حتى نال ثقته وأصبح رجلاً مهماً في حكومة جوبا بتسلمه لملفات مهمه وخاصة وقد تم منحه وساماً فخيماً من الرئيس سلفاكير لنجاحه في المهمات التي أوكلها له.

دور محوري
ولايشكك القيادي بحركة العدل والمساواة حسن ابراهيم في الدور المحوري الذي يلعبه الجنرال توت قلواك في اتفاقية جوبا لسلام السودان إذ يعتبره مهندس الإتفاق؛ وقال إبراهيم لـ(النورس نيوز) أن قلواك يتمتع بسمات مهمة وكاريزما الوسيط الذي استطاع أن ينال ثقة الأطراف بالإضافة إلى أن الرجل يعتبر من صناع القرار في الجنوب وقريب بالفريق سلفاكير وأضاف هذه المكانة جعلته مؤهل لأن يتخذ قرارات أحيانا أقل ما نوصفها إنها جريئة وهذا الذي ساهم في إزالة الحواجز بينه وأطراف التفاوض.

رجل مناسب

وذاع صيت قلواك بفضل معرفته بالترتيبات الأمنية السابقة التي أهلته للتعامل مع القيادات المسلحة في الجبهة الثورية وطرف الحكومة الانتقالية عبر وفدها المفاوض إذ لايختلف اثنان في أنه الرجل المناسب لإدارة ملف السلام لمعرفته ودرايته بأمر الترتيبات وأدق تفاصيل الوقائع بين الطرفين ويشير حسن ابراهيم إلى أن قلواك عاش فترة طويلة في الشمال وفي القصر ومطبخ السلطة وأن كل هذا جعله على دراية بكثير من الخيوط.
وقال إن أقل مايمكن أن يوصف به أنه ذلك المزارع الحريص الذي يزرع ويتابع زرعه حتى الحصاد ودلل على ذلك حضوره ومتابعته المستمرة لعملية تنفيذ الإتفاق رغم العثرات الكبيرة التي اعترت التنفيذ لكنه ظل هو وفريقه متابعا وبشكل لصيق.

Exit mobile version