الأخبار الرئيسيةتقارير

الخرطوم و تل أبيب.. تعقيدات وغموض

الخرطوم- هبة علي

 

غموض يكتنف العلاقات الثنائية بين السودان وإسرائيل، زادت حدته بُعيدة إستيلاء قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان على السلطة، لجهة أن إسرائيل تدعم العسكريين الذين تصدروا ملف التطبيع معها ومضوا به قدماً، فيما تدعم حليفتها الولايات المتحدة المدنيين من خلال دعمها للتحول المدني الديمقراطي..

 

 

ضغط أمريكي على إسرائيل

 

فمؤخراً حثت الولايات المتحدة حليفتها اسرائيل على عدم المضي في اقامة علاقات مع السودان، في اطار الضغوط التي تمارسها واشنطن على الانقلابيين العسكريين في البلاد من اجل تسليم السلطة الى حكومة مدنية. ونقل موقع “جويش انسايدر” عن مصدر في وزارة الخارجية الأمريكية دعوته إسرائيل للانضمام إلى واشنطن والمجتمع الدولي في “الضغط على القادة العسكريين السودانيين للتخلي عن السلطة لصالح حكومة انتقالية مدنية”، وأضاف أن “الولايات المتحدة لن تجدد مساعدتها المعلقة للحكومة السودانية حتى عودة السلطة إلى حكومة مدنية”، في اشارة الى مساعدات تعهدت بها واشنطن للحكومة السابقة بقيادة عبد الله حمدوك عقب تحركاتها لإقامة علاقات مع إسرائيل.

 

علاقات لأجل استقرار المنطقة

والخميس الماضي، التقى عضو الكنيست الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي كان أول وزير إسرائيلي (كان وقتها وزيرا للمخابرات) يزور الخرطوم، السفير الأمريكي لدى إسرائيل توم نيدز، وتحدث معه حول الأهمية الاستراتيجية لاستكمال عملية التطبيع بين إسرائيل والسودان، وقال كوهين للسفير الأمريكي إن “الحكومة الإسرائيلية، وكذلك الولايات المتحدة، يجب أن تسعى جاهدة لتوقيع اتفاقية السلام مع السودان في أسرع وقت ممكن، وأن تفعل ذلك مع القيادة السودانية دون التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد”.

وأضاف كوهين وفق تقرير “جويش انسايدر” الذي نقلته صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية: “السودان من أهم وأكبر دول أفريقيا، ويتمتع بموقع استراتيجي على شواطئ البحر الأحمر، والاتفاق معه ضروري لاستقرار منطقة الشرق الأوسط وشرق أفريقيا، وسيساعد على منع دخول العناصر الإسلامية، بما في ذلك إيران إلى المنطقة”.

 

زيارة مخالفة للاعراف

وذكرت صحيفة الانتباهة الصادرة اليوم الأحد، بحسب موقع إنتليجنس أونلاين الفرنسي، أنّ وفدًا من كبار المسؤولين زار إسرائيل هذا الأسبوع من أجلّ تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ووفق التقرير، فإنّ زيارة الوفد تمّت استعارتها وإداراتها من قبل الموساد وليس من قبل وزارة الخارجية خلافًا للأعراف.

 

 

زيارات ومصالح بين البلدين

السفير الرشيد ابو شامة قال لـ(النورس نيوز) ان إسرائيل لن تغير من علاقاتها مع السودان وتسعى بقوة لتعميق علاقاتها بتوقيف المبدأ القديم (اللاءات الثلاثة) خاصة وأن للسودان موقع استراتيجي بين الدول العربية والإفريقية بشمالها وجنوبها، ولفت ابو شامة إلى اتهام السودان بإرسال أسلحة لحماس من إيران، قاطعاً بأن إسرائيل تريد إغلاق هذا الباب وإلى الأبد، مستبعداً  ان تطلب امريكا من إسرائيل وقف التطبيع مع الخرطوم.

وأضاف: أمريكا الآن في حيرة من أمرها لأن القايدين للتطبيع هم العسكريون وتؤيد في ذات الوقت إعادة الحكم المدني الذي هو ضد العسكريين بالضرورة، وأردف: لا أعتقد ان الدبلوماسية الأمريكية ستطالب بوقف التطبيع بهذا الشكل ولايمكن ان نحكم بمحض تسريبات ويجب ان ننتظر لان امريكا تسعى لتلك العلاقات ، سيما وانها مَن كان يستقبل الوفود في البيت الأبيض لتوقيع الاتفاقيات الإبراهيمية مع البحرين والإمارات وغيرهم.

وبالحديث عن ظهور الإسلاميين على المشهد الإعلامي السوداني، قلل ابو شامة من تأثيره بقوله: لن يؤثر ظهورهم للإعلام على التطبيع او علاقات البلدين لجهة ان العسكريين الذين فتحوا الباب لإسرائيل لايتوافقون مئة بالمئة مع الأمين العام للحركة الإسلامية المكلف علي كرتي الذين لن يرحموا إسرائيل وكرتي والقيادات الإسلامية الاخري، وتابع: تلك القيادات انكرت تلقيها مساعدات من البرهان او حميدتي واكدوا ان القانون من وقف معهم، وأردف: كرتي هاجم العسكريين وقال انه لم يسمع بإسمه نهائياً قبل سقوط الإنقاذ وان اللجنة الأمنية كانت المسيطرة على كل شيء،مؤكداً ان إسرائيل تخشى عودة الإسلاميين إلى سدة الحكم لانهم ضدها.

وأوضح ابو شامة ان زيارة الوفد السوداني  لإسرائيل بدعوة من الموساد في هذا التوقيت لاتخرج عن كونها زيارة لتعميق العلاقات بين البلدين، ولحفظ أمنها والجانب الإسرائيلي بدوره زار السودان واستكشف مواقع ومؤسسات أمنية عديدة وربما يكون لديها عناصر بتلك المؤسسات يعملون لحسابها، لافتاً إلى السودانيين الذين كانوا لاجئين بإسرائيل وعادوا إلى السودان تلقوا كورسات وتم تأهيلهم بشكل كامل قبل العودة ليصبحوا عملاء لها. واستدرك قائلاً: لانستطيع ان نجزم ان اسرائيل ستضغط على جنرلات السودان لأجل التوصل لحل سياسي للأزمة الراهنة لان كل ما يهمها مصالحها مع العسكر لأن المدنيين ينتظرون نتائج المجلس التشريعي لأجل البت في التطبيع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *