الأخبار الرئيسيةتقارير

التبادل التجاري بين الخرطوم وجوبا… تحديات أمنية

الخرطوم – نبيل صالح

 

رحب اقتصاديون وأعضاء الغرفة التجارية بخطوة دولتي السودان وجنوب السودان لاستئناف حركة التجارة بين البلدين ، وتفعيل الموانئ البرية والنهرية ، وفي إطار تنشيط هذه الحركة زار مستشار رئيس دولة جنوب السودان توت قلواك واللواء محمد علي أحمد صبيره رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية بالسودان برفقة اللجنة الفنية لتسهيل حركة التجارة والمعابر بين دولتي السودان وجنوب السودان، ولاية النيل الأبيض وميناء كوستي جاف، وطالب خبراء اقتصاد بضرورة فتح المعابر بين السودان وجنوب السودان، في السنوات الماضية ، لتنشيط التجارة بين الدولتين وتفعيل الموارد المشتركة في المنطقة الحدودي ودعا الخبراء تفعيل اتفاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين وشددوا على ضرورة وضع إطار قانوني وتركيز التجارة عبر الحدود على المنتجات المحلية لكلا الجانبين.

 

 

ميزات تفضيلية

 

وظلت الجهات المختصة والمهمومين ينادون بضرورة تفعيل التجارة بين البلدين ، والاستفادة من التقارب الوجداني والجغرافي بين شعبي الدولتين ، وميزة القبول التي تتمتع بها السلع السودانية وسط الشعب الجنوب السوداني ، وقال الخبير الاقتصادي سيف الدين موسى لـ” النورس نيوز” أن السودان لم يستفد طيلة السنوات التي أعقبت الانفصال من الميزات التي تمنحه الافضلية في خلق سوق سوداني في جنوب السودان ، وأضاف سيف الدين أن كل الظروف مواتية لدخول السلع السودانية للسوق الجنوب السوداني والعكس من موانئ ومعابر مهيأة لذلك مثل ميناء كوستي الجاف والمعابر الأخرى ، وتابع ” نصحنا الحكومة الماضية بضرورة الاستفادة من الميزات التفضيلية للسلع السودانية وعدم اتاحة الفرصة للدول الاخرى لغزو سوق جنوب السودان ولكن تأرجح العلاقات بين الخرطوم وجوبا لفترات طويلة كانت حجرة عثرة لذلك ” وأضاف ( الآن الوضع اختلف وهناك علاقات جيدة بين البلدين بل متينة ويمكن الاستفادة من السوق الجنوب السوداني وينبغي ان يتم هذا الأمر بنظام دقيق يسهل من حركة التجارة بين البلدين ” وتابع أن تنشيط الموانئ يفتح فرص عمل للكثير من الشباب والباحثين عن وظائف إلى جانب تنشيط المدن تجارياً وهذا يعتبر أمر مهم جداً.

 

العائق الأمنى

 

 

وتقف الظروف الأمنية حاجزاً لاكتمال عملية التكامل التجاري والاقتصادي بين البلدين ، الا أن اتفاقية السلام التي وقعتها الحكومة الانتقالية مع الحركات المسلحة في أكتوبر 2020م قد تزيل هاجس الأمن الذي ظل يراود قيادات البلدين في اكمال التبادل التجاري بشكل منظم ، وأرجع اللواء يوسف فولو نقور، نائب المنسق العام للحركة الشعبية والجيش الشعبي المعارض بجنوب السودان حسب (الأناضول) عدم فتح المعابر حتى الآن رغم مرور كل هذه السنوات، إلى التحديات الأمنية، و”هناك تحديات أمنية على الحدود، حيث توجد قوات الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة عبدالعزيز الحلو بولاية جنوب كردفان قرب الحدود مع جنوب السودان، وهذه الحركة لم توقع اتفاق سلام مع الحكومة في الخرطوم” وتابع: “وفي مناطق أعالي النيل (بدولة جنوب السودان) مع الحدود المشتركة مع السودان هنالك قوات ريك مشار النائب الأول لرئيس حكومة جنوب السودان، على الرغم من توقيعه اتفاق سلام ولكن قواته لم يتم دمجها وفق الترتيبات الأمنية” ، وأضاف نقور: “القبائل التي تقطن جوار الحدود بين البلدين تعيش وكأنها شعب واحد، ليست هنالك إجراءات رسمية في التنقل أو حركة البضائع، في بعض الأحيان هناك رسوم شكلية غير رسمية”.

ومن جانبه قال رجل الأعمال السوداني مرتضى عثمان أحمد أنه قبل اندلاع الحرب الاهلية في العام 1983م كان يرافق والده الى جنوب السودان ما جعله يعرف سر السوق الجنوب السوداني ، واضاف ان المواطن الجنوب سوداني يحبذ السلع السودانية اكثر من سلع ومنتجات الدول الاخرى ما يتيح فرصة جيدة لفتح باب لموارد جديدة بالنقد الاجنبي .

وأضاف في حديثه لـ “النورس نيوز” الآن السلع الاوغندية والكينية تسيطر على السوق الجنوب السوداني رغم جودة المنتج السوداني لعدم اهتمام الدولة بهذا الامر ما منح تلك الدول الفرصة للسيطرة على السوق الجنوب السوداني” وأشاد مرتضى بالشروع في استئناف النقل النهري والميناء الجاف بولاية النيل الابيض وقال أن هذا الأمر يعد فتحاً جديداً للصادر السوداني والاستفادة من منتجات دولة جنوب السودان في انشاء مصانع للصناعة التحويلية حيث تتمتع جنوب السودان بموارد ضخمة في الفواكه والمنتجات البستانية الاخرى الى جانب الأخشاب النادرة .

 

وطبقاً لوكالة سونا للابناء استقبل عمر الخليفة عبدالله والي ولاية النيل الأبيض المكلف وأعضاء لجنة أمن الولاية ، وفد الجنوب السوداني والمرافق له ووقفت اللجنة على الترتيبات الأمنية للمعابر وموانئ النقل النهري والحظيرة الجمركية بميناء كوستي الجاف كما اطمأن الوفد على عمل النافذة الواحدة في الميناء الجاف واستمع لشرح مفصل عن آليات النقل النهري من جرارات وصنادل لمعرفة مدي جاهزيتها لنقل البضائع و السلع والمواد البترولية لدولة جنوب السودان

 

 

خطة مرحلية

 

وقال توت قلواك ان التوجيهات الرئاسية واضحة لاستئناف عمل النقل النهري و الميناء الجاف لنقل متطلبات دولة جنوب السودان ، واعلن عن خطة مرحلية لاعادة تأهيل خط السكة حديد لربط البلدين بالنقل النهري والبري وعبر السكة حديد لمصلحة شعبي البلدين وناشد قلواك الراسمالية الوطنية من الدولتين الشروع في نقل بضائعهم وسلعهم عبر النقل النهري بكوستي ، وامتدح جهود حكومة النيل الأبيض لدعمها المقدر لعمليات إعادة استئناف حركة التجارة مع دولة جنوب السودان

 

 

زيارة مهمة

 

ومن جهته وصف عمر الخليفة عبدالله والي ولاية النيل الأبيض المكلف زيارة اللجنة الفنية لتفعيل التجارة و المعابر بين دولتي السودان وجنوب السودان للولاية بالمميزة و الداعمة لمصلحة شعبي البلدين ، وقال إن الوفد تفقد الميناء الجاف والنقل النهري من اجل انزال التوجيهات الرئاسية لارض الواقع وتسهيل إجراءات حركة التجارة عبر النيل الأبيض، واوضح الخليفة إن الوفد اطمأن ميدانيا على جاهزية وسائل النقل النهري وتفعيل عمل النافذة الواحدة للمعاملات من اجل نقل البضائع و السلع والمواد البترولية بكل سهولة ويسر .

 

 

الظروف السياسية

 

وقال المحلل السياسي د.مصعب فضل المرجي لـ “النورس نيوز” أن الظروف السياسية في البلدين كانت تمثل حجر عثرة في تطور التبادل التجاري بشكل منظم ، واضاف ” هناك حركة تجارية بين البلدين لكن لا ترتقي لمستوى الطموح ” وتابع ” نعذر الدولتين لظروفهما السياسية والامنية التي تشكل عائقاً لهذه الحركة لكن اتفاقية السلام التي مهرت في جوبا قد تزيل العديد من هذه العوائق وان كانت بعض الحركات لازالت خارج عملية السلام ، ودعا مصعب الدولتين لانهاء المشهد الأمني الراهن للاستفادة من التبادل التجاري بينهما والذي يعد أمراً في غاية الاهمية لتنمية البلدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *