الأخبار الرئيسيةتقارير

أسمرة والخرطوم.. تقارب يثير الجدل

الخرطوم- هبة علي

حراك إريتري لافت بالاسابيع القليلة الماضية لتعزيز وتحسين علاقة اسمرة مع الخرطوم بعد ان كانت أسمرة الأقرب إلى اديس أبابا، الخرطوم من جانبها أكدت رغبة السودان الصادقة في تعزيز علاقاته الثنائية، مع أريتريا، وتوطيد آفاق التعاون المشترك بين البلدين، وقد خلق هذا التقارب المفاجئ بين البلدين جدلاً واسعاً واثار التساؤل عن دوافعه ومآلاته المستقبلية..

 

وتأكيداً على رغبة التقارب بعث رئيس مجلس السيادة  الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان اليوم برقية تهنئة للرئيس الأريتري أسياس أفورقي،بمناسبة العيد الوطني لبلاده، مؤكداً من خلالها رغبة السودان الصادقة في تعزيز علاقاته الثنائية، مع أريتريا، وتوطيد آفاق التعاون المشترك بين البلدين.

 

وفي خطوة لافتة نحو التقارب بابريل المنصرم تقدمت إريتريا بمبادرة لمعالجة الأزمة في السودان وتقريب وجهات النظر بين جميع أطراف الصراع، حمل المبادرة وفداً إريترياً زار الخرطوم، ضم وزير الخارجية عثمان صالح ومستشار الرئيس الإريتري، ، كما سلم السفير الإريتري في الخرطوم عيسى أحمد عيسى، قُبيل أيام ، رئيس مجلس السيادة رسالة خطية من الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي تؤكد اهتمام الأخير البالغ بتطورات الأوضاع في السودان، وضرورة توحيد الجهود والعمل الجاد للوصول إلى رؤية موحدة تضمن الخروج الآمن من الأزمة.

الدبلوماسي الطريفي كرمنو أوضح من خلال حديثه لـ(النورس نيوز) عمق العلاقات الثنائية بين البلدين (السودان واريتريا)، مشددا على ان الأخيرة جارة مباشرة وكانت علاقتها جيدة بالسودان و توترت في الحقب الماضية بسبب اعتقاد إريتريا ان الجبهة الإسلامية بالسودان تقوم بالتحريض ضدها.

وتابع: كانت هنالك حادثة مقتل جماعة المبلغين الشهيرة في الحدود بين البلدين وأدت إلى توتر العلاقات بين البلدين، حيث اتهمت إريتريا الجماعة بالإنتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين. ولفت كرمنو إلى أن إريتريا لديها مشاكل وصراعات مع جارتها إثيوبيا والسودان، و صراعات الثلاثة دول مع بضها مرتبطة بالقوميات و الحدود وسد النهضة فضلاً عن مشكلة الفشقة، الأمر الذي يجعل العلاقات بين الثلاثة غير مستقرة تتسمم أحياناً بالتوتر وأحياناً أخرى تكون جيدة أي أن الأمر برمته صراع مصالح وجغرافيا، وأردف: إريتريا تسعى إلى خلق علاقات مع النظام الحالي، بل وتساعد في إيجاد الحلول للازمة السودانية بسبب ان النظام الحاكم واستقرار البلاد يؤثران عليها بصورة مباشرة.

 

وكان الكاتب السوداني، عمار العركي، أشار في مقال له، إلى أن “الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي ينطلق من مخاوف الخطر والتهديد الذي تمثله له جبهة (تيغراي)، عدوه اللدود والتاريخي، في ظل ما تتمتع به من إمكانات قتالية عالية، ففي حال حدوث تسوية وتصالح بين (تيغراي) والحكومة الإثيوبية برئاسة آبي أحمد فقد يقود ذلك إلى تحالف بينهما، بالتالي سيكون هذا بمثابة بداية النهاية لأفورقي ونظامه”.

 

وواصل، “كذلك يقع أفورقي تحت ضغط تلويح (تيغراي) بتسليم أسرى الحرب لديها إلى الأمم المتحدة التي طردها الأول من بلاده تزامناً مع فرض العقوبات الأميركية، بيد أن (تيغراي) لديهم عدد يفوق الألفين من أسرى الحرب، أغلبهم من الشباب الإريتري المجبرين على القتال تحت بند الخدمة الإلزامية، وهم على استعداد لتقديم شهاداتهم وإثبات الاتهامات الدولية واعترافهم بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات بإيعاز وأوامر مباشرة من الرئيس الإريتري، حال قيام (تيغراي) فعلاً بتسليمهم للأمم المتحدة”.

 

وبيّن العركي أنه “في ضوء هذا المشهد، بدأ أفورقي في الاستعداد وتحصين دفاعاته وتهيئة المسرح وكسب الدعم الإقليمي والدولي، بخاصة السودان الذي خصه بزيارات ورسائل متوالية، وكذلك روسيا التي غازلها بالتصويت لصالحها في مجلس الأمن وعدم الممانعة من إقامة قاعدة عسكرية روسية في إريتريا، لمواجهة السيناريوهات المتوقعة حال وصول الخلافات مع آبي أحمد وجبهة (تيغراي) إلى نقطة المواجهة العسكرية”.

ورأى الكاتب أن “على السودان في ظل هذا المشهد المعقد بين الحلف الثلاثي، التوقف والتأمل وعدم إبداء رد فعل يُحسب عليه ويُوقعه في المحظور، بالنظر إلى تسارع الجانب الإريتري لإحداث تقارب يعيد مجرى العلاقات إلى وضع متميز”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *