الأخبار الرئيسيةتقارير

تحالف الشيوعي الجديد.. هل يصبح الحاضنة السياسية؟

الخرطوم- هبة علي

 

جدل متاعظم اكتنف المشهد السياسي والجماهيري بالبلاد بُعيدة إعلان الحزب الشيوعي تحالفه مع الحركة الشعبية شمال جناح عبد العزيز الحلو وحركة جيش تحرير السودان جناح عبدالواحد محمد نور، اضافة لبعض لجان المقاومة، وتناول كثير من المراقبون تأثير هذا التحالف الجديد بالتثمين والإنقاص مقارنة بتحالف الحرية والتغيير- المجلس المركزي ، وما إذا كان هذا التحالف سيحل محل التغيير في مُقبل الأيام..

 

 

الشرعية والاعتراف

 

ولد التحالف الجديد او كما يُسميه البعض بتحالف الجذريين، في وقتٍ تتعنت به الحرية والتغيير وترفض الانضمام للجبهة الموحدة لمقاومة الانقلاب العسكري والتي تقودها لجان المقاومة، فالتغيير ترى نفسها التحالف الشرعي والطرف الأساسي باتفاق الوثيقة الدستورية والمعترف به محلياً ودولياً، فيما قبِلت حركة عبد الواحد والشيوعي الانصياع للجان المقاومة دون شروط مسبقة بحسب تصريحات القوتين للإعلام، مدير مركز فوكس للأبحاث د. عبد الناصر سلم قطع من خلال حديثه لــ(النورس نيوز) بإمكانية ان يماثل التحالف الجديد تحالف الحرية والتغيير، ويصبح طرف يُتفاوض معه خاصة وأن الحرية والتغيير – المجلس المركزي فقدت الشارع بصورة كاملة وبكل مكوناتها الموجودة والتي انشقت منها، وأكد سلم ان الاتفاق إذا تم بين أطراف التحالف وشُكِّل سيكون له تأثير كبير بسبب ان الشيوعيين لهم وجود في الشارع وعبد الواحد له نفوذ في معسكرات النازحين ويجد القبول والدعم من الإتحاد الأوروبي، إضافةً لعبد العزيز الحلو الذي لن تستطيع اقصائه أي جهة ، مشدداً على أن الاطراف الثلاثة لهم نفوذ وتأثير.

وتابع: تأثير التحالف يتوقف على عقلانيته بالبعد عن القضايا موضع الجدال كفصل الدين عن الدولة، وأوضح سلم ان التحالف يجمع حركتين غير موقعتين على اتفاقية سلام، الأمر الذي يمكن ان يرسل إشارات سالبة، وأضاف: أعتقد هذا ماجعل حكومة جنوب السودان تُرّحل قيادات الحزب الشيوعي للخرطوم، وأردف: أما اذا كان التحالف تكتل سياسي في سبيل الضغط على الحكومة لايحاد حلول او حتى تقديم وجهات نظر لن تكون هناك إشكالية به.

 

 

تقاطعات بالمقاومة

 

وبالنظر للتقاطعات التي حدثت بشأن الحوار غير المباشر للخروج من الازمة الذي تُديره الآلية الثلاثية، بعد التعاطي معه إيجابياً من قِبل التغيير، ورفضه من قِبل لجان المقاومة تمسكاً باللاءات الثلاثة، نجد ان هذه التقاطعات بالإضافة إلى أخرى تتعلق بالميثاق السياسي لسلطة الشعب، أحدثت شرخاً بين عدة لجان، وذهب بعض أعضائها مع التحالف الجديد فيما تُعتبر بعض اللجان جزء منه، الأمر الذي دفع البعض لعقد مقارنة بين التحالفين ودورهما كحاضنة سياسية، ويرى سلم ان اي تحالف موجود او مكوّن في هذه الفترة سيصبح حاضنة سياسية، سيما وان الشباب الثوار يبحثون عن حاضنة تمثلهم وتمثل طموحاتهم وهذا التحالف الجديد يُمكن ان يخاطب مطالبات الشارع.

 

 

مُتطرف واقصائي

 

اما الكاتب الصحفي عثمان ميرغني فيرى أنه من الصعوبة بمكان ان يكون التحالف الجديد قادر على إحداث نفس التغيير الذي أحدثته الحرية والتغيير لأنه سيكون في نظر الكثيرين تحالف مُتطرف واقصائي وبه معالجات صفرية لكثير من قضايا البلاد، وبيّن ميرغني لـ(النورس نيوز) ان الشيوعي خرج من الحرية والتغيير باعتبار انها لاتحقق برنامج ومشروع الدولة السودانية التي يصبو الحزب اليها ويعتقد الحزب بأنه بحاجة إلى قوة ثورية قريبة الشبه من حيث الاعتقاد ببرنامج تغيير شامل يؤدي إلى إزالة مايسمى بالسودان القديم واحلاله بالسودان الجديد، وأضاف: الحركات المسلحة وبالتحديد الحركتين موضع التحالف تحملان رؤى وبرامج قريبة لمايفكر به الشيوعي ولذلك تكون هذا التحالف على فكرة وبرنامج التغيير الجذري، واسترسل قائلاً : لا أعتقد أن التحالف يستطيع إحداث تغيير كبير في الأوضاع في البلاد لان مثل هذا البرنامج قد يجد معارضة داخلية وخارجية لكونه غير واضح المعالم للآخرين وللخشية من الإقصاء الشامل للآخر مهما كان هذا الآخر قريباً او بعيداً.

 

 

فلاش باك

 

يُذكر أنه قبل أيام غادر وفد الحزب الشيوعي إلى مدينة جوبا برئاسة سكرتير الحزب محمد المختار يرافقه أعضاء من اللجنه المركزية منهم صالح محمد محمود وآمال الزين، وبعد يومين من وصول الوفد ترأس رئيس حركة جيش تحرير السودان عبدالواحد محمد نور اجتماعاً مع ممثل الحزب الشيوعي محمد المختار في إطار الترتيبات لإعلان تحالف جديد يضم في معيته الحزب الشيوعي وعبدالواحد والحركة الشعبية جناح الحلو وبعض من لجان المقاومة،وقد تم تحديد فترة اسبوع كحد اقصى لتوقيع الميثاق المذكور.

ومن ضمن النقاط التي اتفقا عليها بعد التوقيع للتحالف ان تكون الفرص متاحة لضم منظمات المجتمع المدني وذلك عبر إنسياب نشاطهم للخط السياسي الجديد واشترطا عليهم ان لايكونوا لهم صلة او علاقة مع المكون العسكري، وناقش الطرفان الآلية التي تحكم السودان وفق الخطوط المتفق عليها بإسقاط الحكومة الانتقالية الحالية من جانب الوفد يرى الحزب الشيوعي ان يتم تشكيل الحكومة من كفاءات حزبية فقط بينما ترى حركة عبدالواحد ان تكون الكفاءات مستقلة غير حزبية ولم يتفق الطرفان حول الية الحكم وابقوا على ذلك إلى أن يتم التشاور مع عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية.

الطرفان اتفقا على رفض مبادرة الالية الثلاثية، وعزموا على عدم الاعتراف بأي حكومة قادمة تتشكل بواسطة المكون العسكري او عن طريق فولكر في الوقت ذاته تم تكوين مجموعة أربعة لجان رئيسية للميثاق الجديد حيث تمثل المشاركين في الميثاق،بجانب تكوين آلية تشغل الخط الدبلوماسي وصولاً للسفارات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *