الأخبار الرئيسيةتقارير

مواقف الأمة القومي.. نيران صديقة

الخرطوم- هبة علي

 

بصورة أكثر وضوحاً برزت على السطح التناقضات والخلافات داخل حزب الامة القومي بُعيدة انقلاب الـ(25) من أكتوبر، وانعكس ذلك في اضطرابات مواقف الحزب، وقد برر محللون ومراقبون ذلك لتعقيدات تركيبة الحزب، فيما ذهب البعض إلى مقولة الزعيم الراحل جون قرنق (حزب الأمة بشد حلتين، حلة مع الحكومة وحلة مع المعارضة، البتطلع فيهم أول بياكل منها) في إشارة إلى أن الحزب يدعم العساكر والمدنيين في ذات الوقت من أجل مكاسبه السياسية.

 

مؤخراً اجتمع الحزب بالآلية الثلاثية منفرداً بعد لقائه بها ضمن وفد مركزية قوي الحرية والتغيير من اجل إيجاد حل لأزمة البلاد بالحوار غير المباشر، وأثار الاجتماع المنفرد حفيظة الكثيرين، معتبرين أن للحزب أشياء أخرى تتعلق بالحوار، يستطيع أن يقدمها أكثر عن رؤيته التي تقدم بها مع قوى التغيير، ويذهب في هذا الاتجاه المحلل السياسي د.الحاج حمد بحديثه ل(النورس نيوز) بالتأكيد على أن سيقدم تنازلات من اجل عودة الشراكة مع العسكر بصورة او بأخرى، لافتاً إلى أن عبارة (مشاركة وليست الشراكة) التي اتت قُبيل يومين في بيان للحزب (توضيح لقاء الآلية منفردين).

 

ونوه حمد إلى ان حزب الأمة يمثل طائفة الأنصار وابناء الأنصار وهم ليسوا باليساريين ولا اليمينيين، وبالتالي يتسم سلوكهم السياسي بفقدان الهوية السياسية وليس للحزب برنامج ليوحده، وأشار حمد إلى أن أفراد الحزب خريجي المؤسسة العسكرية وتقدموا طليعة الحزب ويسلكون حسب رؤاهم أي طريق يقود للديمقراطية، والديمقراطية التمثيلية على وجه التحديد ليأتوا بالدوائر التمثيلية للانصار، مشدداً على أن هذا الامر أيضاً جعل الحزب يفتقر للهوية السياسية، وجعل نظره متعلق بأن الوصول للسلطة يكون عبر الديمقراطية وهذا ايضا خلق بلبلة داخل أفراد الحزب نفسه لذلك تجدهم دائماً في تشظي و وضح ذلك في انقسام مبارك الفاضل الذي كان يرى أن الحل في الوفاق مع الإنقاذ.

في أواخر ابريل الماضي اصطدم الحزب بالشارع وتحالفه واعضائه، بُعيدة توقيع رئيسه المكلف فضل الله برمة ناصر، على مبادرات لحل الأزمة “الوثيقة السودانية التوافقية لإدارة الفترة الانتقالية”مع رؤساء و ممثلو “79” من الأحزاب والحركات المسلحة بعضها كان مشاركاً في نظام المؤتمر الوطني، وأتت الوثيقة كمبادرة لحل الأزمة السياسية في البلاد وتحقيق توافق وطني لإنجاح الفترة الانتقالية في البلاد، وبعد الضجيج والاحتجاج على التوقيع، سارع الحزب بإعلان رفضه له عازياً ذلك إلى عدم مؤسسات الحزب بالتوقيع وبالرفض الواسع له داخل قطاعات الحزب، وعقّب حمد هذا الأمر قائلا: الآن فضل الله برمة ناصر يرى أن الاقتراب من العسكريين يعني الاقتراب من قانون الانتخابات ولانه عسكري فيفكر بطريقة العساكر، ونوه حمد إلى أن الحزب يضع شعارات وطنية تمثل اليمين العريض والمحافظين بيد أن الحزب ليس لديه برنامج يعمل على التوافق بين عضويته ويوحدهم، فضلاً عن تقاطعات صراع أبناء آل المهدي وأبناء الانصار الذين يعتقدون أن آل المهدي قيادة روحية وليست سياسية، ويرى الأخر ان الحزب ورثة آل المهدي.

 

وعلى النقيض تماماً ترى القيادية بالحزب إحسان البشير أن حزب الأمة القومي واحد وموحد، مشددةً على ان كلمة الحزب واحدة وكذلك رائه ومواقفه ولا يتناقض أبدا، وأوضحت إحسان لـ(النورس نيوز) أن الحزب يعمل بمؤسسية اي راي او تصريح لأحد أفراده وقادته محض رأي شخصي ولايمثل الحزب، قاطعاً بأن وجود تيارات ومواقف عدة بالحزب فقط في مخيلة البعض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *