الأخبار الرئيسيةتقارير

وفد أمريكي في الخرطوم.. مفاوضات الفرصة الأخيرة

الخرطوم- وجدان طلحة

 

وصل البلاد وفد أمريكي رفيع المستوى في زيارة رسمية تستمر حتى الأربعاء ، ويحمل رسائل إلى الأطراف بالخرطوم من قبل مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية مولي في ، ومن المقرر أن يلتقي بالقوى السياسة ولجان المقاومة؛ ماذا يحمل الوفد الزائر للخرطوم ؟ وهل هي مفاوضات الفرصة الأخيرة بعد تلويح واشنطن بالعقوبات ؟

ليس تهديدًا
تحليلات تشير الى ان الوفد الامريكي جاء للخرطوم وهو يحمل رسالة توفيق وليس تهديدًا ، ففي ظل الاستقطاب الذي تعيشه الخرطوم ليس من صالح واشنطن استخدام سياسية العصا والجزرة او العودة الى مرحلة العقوبات حتى لو فشلت الجهود التي تقودها الآن من أجل استعادة النظام الديمقراطي بالبلاد .
كما أن السودانيين يريدون الخروج من هذه المرحلة، والفرصة ملائمة للاطراف السياسية وإلى الوفد الزائر بايجاد حل للازمة السودانية ، وعودة الحكومة المدنية، من اجل استعادة مبلغ 700 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية المخصصة للانتقال السلمي التي جمدتها واشنطن في وقت سابق.

 

غير مباشرة
تحليلات اخرى تُشير الى ان الوفد الزائر جاء داعما للمبادرة الثلاثية ، ويعتبرها حلا للازمة السودانية ، خاصة وان الآلية لم تستطع جمع الاطراف السودانية في طاولة واحدة في 10 مايو الماضي ، في وقت تتمسك فيه بعض المكونات باللاءات الثلاثة .
لكن الآلية تتمسك بوجود العسكريين في السلطة لاعتقادها انه اذا اجتمع 60% من اطراف الازمة في مائدة حوار يمكن تشكيل حكومة مدنية ، ويتم تعيين رئيس وزراء قوي يتمتع بسلطات قوية ، بالتالي استبعاد العسكريين بطريقة غير مباشرة من الجهاز التنفيذي ، وبعدها ستتدفق المساعدات الاقتصادية للسودان ، وتلقائيا ستضعف الاطراف المعارضة او رافضوا اللاءات الثلاثة ويفقدون السند الشعبي .

 

بيان الخارجية
وكانت وزارة الخارجية الامريكية اصدرت بيانا جددت خلاله دعمها القوي للجهود المشتركة لبعثة اليونيتامس والاتحاد الإفريقي وإيقاد، لتسهيل عملية سياسية لاستعادة الحكم المدني، ولقيادة الانتقال إلى الديمقراطية في السودان، وشددت على ضرورة مشاركة جميع أصحاب المصلحة بشكل بنّاء في العملية السياسية الثلاثية السودانية، وطالبت الجيش بنقل السلطة إلى حكومة مدنية لاستئناف الدعم المالي الدولي.
وقالت الخارجية الامريكية في بيان إنها ترحب بالتواصل والتقدُّم المحرز حتى الآن. مع تقدم العملية وبدء الميسرين محادثات مع أصحاب المصلحة حول جوهر الحل، نحن مُقتنعون بأن العملية التي ييسرها يونيتامس والاتحاد الإفريقي وإيقاد هي الآلية الأكثر شمولاً لتحقيق اتفاق تمس الحاجة إليه بشأن إطار انتقالي بقيادة مدنية نواصل تشجيع جميع الأطراف المدنية والعسكرية السودانية للاستفادة من هذه العملية لتحقيق تقدُّم ديمقراطي واستقرار وطني.

 

حلفاء أمريكا
دبلوماسيون أشاروا الى ان اهتمام امريكا بالسودان لم ينقطع وهو يمثل جزءا من سياستها ، فهي لا تريد ان تفقده خاصة والعالم في طريقة للاستقطاب ، وانها لا تريد ان تفقد حلفاءها بالداخل ، كما انها طالبت الجيش بنقل السلطة الى حكومة مدنية رغم ان هذا الامر ليس ملزما ، لكنها ترى ان المواطنين ابتعدوا من الحكومة الحالية واصبحوا يتبادلون العنف ،وضح ذلك من خلال مقاطع الفيديو التي يتم تداولها بشكل واسع للانتهاكات التي حدثت لبعض المتظاهرين ، وادانت العنف وطالبت بالسماح لهم بالتظاهر السلمي، فيما اشار مسؤولون بالخارجية الامريكية في تصريحات صحفية الى ان المظاهرات ستكون اختبارا لنوايا الجيش .

المساعدات الامريكية
السفير الرشيد ابوشامة يذهب في تصريح لـ(السوداني) الى ان الوفد الامريكي يمكن ان يمثل ضغطًا على الحكومة لايجاد حل يُنهي حالة التوتر بين الاطراف السودانية، وقال هم لا يملون حلولا ، ويعتقدون ان الحلول عند السودانيين ، ويريدون تحقيقه من أجل عودة الدعم الامريكي والدعم الذي التزمت به دول أخرى .
مشيرًا الى انهم يدعمون مبادرات رئيس بعثة يونيتامس فولكربيرتس الذي تبقت ايام قليلة علي انتهاء مهمته بالبلاد ، مشيرًا الى ان القراءات تُشير الى ان الحكومة لن تجدد تفويضه خاصة ان رئيس مجلس السيادة اشار في وقت سابق إلى ان اليعثة لم تلتزم بالتفويض الممنوح لها ، وقال الحكومة لم تقوم بطرده من الخرطوم لان الامر سيسبب لها مشاكل كثيرة.
مشيرا الى انه اذا توصل الوفد إلى حلول لجلوس الاحزاب والقوى السياسية سيفتح الباب امام المساعدات الامريكية للسودان ، وستتدفق المساعدات من المؤسسات المالية الدولية التي تم تجميدها بعد انقلاب 25 أكتوبر .

الفرصة الأخيرة
منذ انقلاب 25 أكتوبر شهدت الساحة السياسية سيلًا من المبادرات لحل الأزمة ، وقتها كان بعض المراقبين يشيرون الى أن السودان على حافة الهاوية وأن المبادرة المطروحة هي النهائية ويجب على الاطراف تقديم تنازلات للوصول الى وفاق وطني يضع حلًا للوضع الذي تمر به البلاد .
والآن بعد وصول الوفد الأمريكي الى البلاد اعتبر مراقبون ان هذه هي الفرصة الاخيرة لان العالم الآن ربما في طريقة الى حرب عالية ثالثة بالتالي يوجد أهم من المشاكل التي تواجهها الخرطوم الآن ، لذلك يجب الجلوس الى طاولة التفاوض وصولا الى حل يرضي الأطراف.
لكن آخرين قالوا انها ليست الفرصة الاخيرة ، واطراف الازمة تعتبر ان الحوار هو الطريق لحل الخلافات ، وترفض قبول المبادرات او الجلوس في حوارات يكون مصيرها مثل الاتفاق بين العسكريين والمدنيين الذي انهار في 25 أكتوبر او اتفاق جوبا الذي ادى الى حدوث مشاكل بين أبناء الاقليم الواحد ، أو غيره من الاتفاقيات ، لذلك يشترطون ايجاد ارضية ثابتة تجلس عليها الاحزاب السياسية وصولا الى توافق يُنهي حالة الاحتقان السياسي بالبلاد.

بيان الخارجية
وأضافت الخارجية: في المكالمات الهاتفية الأخيرة مع القادة المدنيين والعسكريين السودانيين، رحبت مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الإفريقية؛ مولي في، بالإفراج عن المعتقلين السياسيين في الأسابيع القليلة الماضية. وفي الوقت نفسه، ضغطت من أجل التنفيذ الكامل لإجراءات بناء الثقة الموعودة من قِبل الجيش السوداني بما في ذلك رفع حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين السياسيين المُتبقين.
وكشفت الخارجية الأمريكية أنّ مولي في، شددت على ضرورة مشاركة جميع أصحاب المصلحة بشكل بنّاء في العملية الميسرة لليونيتامس والاتحاد الإفريقي وإيقاد؛ وإحراز تقدم سريع بشأن إطار عمل حكومة انتقالية مدنية. وفي ذات الوقت شددت على ضرورة قيام الجيش بنقل السلطة إلى حكومة مدنية يتم تشكيلها بموجب هذا الإطار لتمكين استئناف الدعم المالي الدولي والمساعدة الإنمائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *