الأخبار الرئيسيةتقارير

المصالحة الوطنية في السودان.. الطريق المسدود 

الخرطوم- نبيل صالح

ثمة أصوات بدأت تتحدث جهراً عن ضرورة المصالحة الوطنية لجهة أنها الطريق الأوحد للخروج من نفق الأزمة السياسية في السودان ، وبما أنه ليست المرة التي يخرج فيها بعض قادة العمل السياسي بالحديث عن المصالحة الا أن فريق من أنصار هذا الطريق  يعتقدون  أن هذا هو التوقيت المناسب لطرح الفكرة والذهاب بعيداً في هذا الإتجاه بعد انسداد كل الطرق أمام الحل السياسي على غرار جنوب افريقيا ، غير أنه حسب سياسيين ومحللين أن الظروف الحالية ليست مناسبة لنجاح هذا الأمر.

 

التسوية والخوف

بينما أغلب القوى السياسية المعارضة الآن على إستعداد لقبول أي شكل من أشكال التسوية السياسية والمصالحة حسب قيادي بارز بالحرية والتغيير طلب حجب إسمه و أقر القيادي بعدم وجود قيادة مؤثرة لديها القدرة على إقناع الشارع بالمصالحة أو أي شكل من أشكال التسوية ، وقال لـ(نورس نيوز): ليس هناك مانع من عقد مصالحة وطنية بيد أن القوى السياسية لا تملك الجرأة لطرح الفكرة خوفاً من الشارع ، وأضاف ” ندرك جيداً أنه لا مصالحة دون شروط مسبقة لكن لم يعد الوضع يحتمل”، وفي الإطار دعا رئيس حزب البعث السوداني والقيادي بتحالف الحرية والتغيير، يحيى الحسين، إلى إجراء مصالحة وطنية شاملة ببلاده ، وقال الحسين في تصريح صحفي إنه لابد من مصالحة وطنية شاملة ورد المظالم وجبر الأضرار، وأضاف : هذا البرنامج موجود لدى كل القوى السياسية السودانية، ونحتاج إلى إرادة لتنفيذه” وتابع : “هذه أمنية عزيزة، والشعب السوداني صانع الثورات والتغيير قادر على فعل ذلك”.

 

ما زال الوقت مبكر

فيما استبعد المحلل السياسي سعد محمد أحمد نجاح مصالحة وطنية شاملة لعدم توفر شروطها ، وغياب البيئة المناسبة لذلك وقال سعد لـ(النورس نيوز) إنه ما زال الوقت مبكراً للحديث عن مصالحة وطنية شاملة ، طالما قوى الانقلاب تمارس القتل والقمع ضد الشارع السوداني الرافض لانقلابها ومضى بقوله ” المصالحة تستوجب إعتراف النظام البائد بأخطائه وطلب الغفران من ضحاياه والشعب السوداني  ، بينما ما زالت فلول ذلك النظام يمارسون التشفي ضد الثورة والشباب الثائر ويرفضون الاعتراف بأخطائهم وجرائمهم ولهذا لا يمكننا الحديث عن إجراء مصالحة سياسية شاملة ” ورفض سعد عقد مقارنة بين الوضع السياسي في السودان وتجربة جنوب افريقيا وقال ” ليس من المعقول المقارنة بين نظام سياسي مارس جرائم بشعة ضد شعبه وما زال يكابر ويريد العودة بكل الوسائل الى السلطة دون الاعتراف أخطائه أو مراجعة تجربته وبين نظام آخر أعترف باخطائه وحق الآخرين في السلطة والثروة كما حدث في جنوب افريقيا ، وبعد 20 عامًا على تجربة جنوب أفريقيا للمصالحة، التي حققت نجاحًا منقطع النظير، وأطفأت فتيل حرب أهلية، ما زالت عدة دول لا سيما في القارة السمراء، تستلهم تجربة “لجنة المصالحة والحقيقة، وفي مواجهة 40 عامًا من إرث التمييز العنصري، لعبت تلك التجربة دورًا هامًّا في تطوير مجال العدالة الانتقالية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *