الأخبار الرئيسيةتقارير

أحداث غرب دارفور … اتفاقية جوبا على المحك

تقرير إخباري: آية إبراهيم

 

لاتزال الأنظار تلتفت إلى الأحداث التي تشهدها ولاية غرب دارفور خلال الأيام الماضية والتي خلفت عدد من القتلى والجرحى وسط إدانات ودعوات لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف نزيف الدم بالمنطقة مع تأكيدات بأن هذه الأحداث ستجر  السودان إلى الخلف وتزيد من تعقيد المشهد بالبلاد أكثر مما هو عليه.

 

 

ارتفاع مخاوف

الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة كرينك وامتدت إلى الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور زادت المخاوف من إنهيار  اتفاق السلام الموقع بين الحكومة والحركات المسلحة  مع استمرار حالة الانفلات الأمني بالإقليم والذي كان ينتظر أن يحسم أو يقل على أقل تقدير ما بعد اتفاق سلام جوبا اذ يرى مراقبون  أن اتفاق جوبا أوقف الحرب فقط بين جيوش الحركات والدعم السريع لكنه غير موجود على الأرض ويشيرون إلى  أن المواطنين الذين كانوا منقسمين حيال الاتفاق صاروا جميعا ضده وضد قادة تنظيمات الكفاح المسلح، كما أن عناصر الحركات من الشباب المشاركين في الثورة دفعوا باستقالاتهم، مما يعني أن إحساسهم بالسلام بات منعدما وتأييدهم لقادتهم تراجع كثيرا.

 

وضع متردي

وقال المتحدث الرسمي بإسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور آدم رجال، إن  الوضع الأمني في دارفور   بات صعبا  ومترديا، في ظل الهجمات المستمرة ضد المواطنين مع استمرارية إنتهاك حقوق الإنسان وكرامته، وأشار  رجال لـ(النورس نيوز) إلى أنهم حذروا مراراً وتكراراً لمثل هذه الأوضاع الأمنية الخطيرة  وهي بمسافة قنبلة موقوتة متوقع أن تنفجر في إي لحظة من اللحظات، وترجع الوضع الأمني، من سيئ إلى أسوأ مما كان في العام 2003م الي العام 2005م.

وحمل الحكومة مسؤولية الأحداث والجرائم التي تجري في الإقليم  من قتل وحرق القرى وقطع الطرقات أمام حركة البضائع والمواطنين المسافرين، وقال رجال إن تشكيل القوات المشتركة لحفظ الامن في دارفور التي يدعي بها الحكومة الإنقلابية هي كلمة الحق اريد بها الباطل، لأن هذه القوات هي سبب الازمات وزعزعة الآمن والإستقرار في دارفور

 

 

جبر ضرر

تلخصت أبرز بنود اتفاقية سلام  جوبا الموقعة بين الحكومة الانتقالية والفصائل المسلحة المنضوية تحت لواء «الجبهة الثورية»، في وقف الحرب وجبر الضرر واحترام التعدد الديني والثقافي والتمييز الإيجابي لمناطق الحرب وهي دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان ونص الإتفاق  على 8 بروتوكولات بينها فيما يتعلق بدارفور ، عودة اللاجئين والنازحين، منح 40 في المائة من السلطة في إقليم دارفور لمكونات مسار دارفور و10 في المائة لحركات دارفور الموقعة على الاتفاق ،ومن أبرز الحركات المسلحة الموقعة حركة العدل والمساواة، التي يقودها جبريل إبراهيم، وحركة جيش تحرير السودان، بزعامة مني أركو مناوي، الحركة الشعبية شمال، بقيادة مالك عقار، بجانب فصائل أخرى صغيرة منضوية في تحالف الجبهة الثورية فيما غاب عن التوقيع كل من الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.

 

 

عملية طويلة

ويقارن مراقبين ما بين اتفاق سلام جوبا ونيفاشا إذ يرون أن الأخير جرى بعد عملية طويلة من مفاوضات السلام لكن اتفاق سلام جوبا تم على عجل، من دون أن يعالج المشكلات الأساسية التي تعانيها الأقاليم، إذ لم يضع أسساً لحل الصراعات المختلفة والمستمرة وإنما حرص على منح الجبهة الثورية مقاعد في مجلس السيادة الانتقالي والوزارات التنفيذية والبرلمان الانتقالي وتخصيص نسب معينة لمنحهم بشكل خاص وظائف في الخدمة المدنية والسلطة.

 

تعقيدات بارزة

ويمثل الجزء المتعلق بالترتيبات الأمنية لا سيما نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج التحدي الأكبر لتنفيذ اتفاق سلام جوبا وبالرغم من مرور أكثر من عام  على الإتفاق الا أن التحديات والعقبات لازالت تحاصره سواء كانت سياسية ، أمنية، أو اقتصادية، ويشير المحلل السياسي مصعب محمد علي إلى أبرز التعقيدات التي يواجهها اتفاق سلام جوبا المتمثلة في ملف الترتيبات الأمنية والتمويل الكافي لإتمام الاتفاق، وأشار محمد على لـ(النورس نيوز) إلى أن المسارات المدرجة ضمن الاتفاق لا تزال محل جدل وخلاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *