تقرير ـ رفقة عبد الله
بعد تخطي الدولار للرقم القياسي وصولََا إلى مايقارب الـ 800 جنيها سودانيا ، اتخذ بنك السودان المركزي عدة إجراءات لاستقرار الصرف ، ومن تلك الاجراءات ضخ مبالغ مالية في البنوك لمقابلة الدولار واسقرار سعر النقد الأجنبي مقابل الجنيه، بعض الخبراء اعتبرها خطوة ايجابية والبعض الآخر اعتبرها علاج مؤقت.
و بسبب عدم استقرار سعر الصرف مع تدهور العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية ارتفعت اسعار السلع الاستهلاكية في الأسواق والبعض توقفت عن البيع؛ مما طرح تساؤلات إلى متى يستمر ضخ العملات الاجنبية؟ وهل الخطوة تحل أزمة تدهور الجنيه ؟ ام مصيرها الفشل ؟
عملية استمرار
وصف الخبراء تدخل بنك السودان المركزي في سوق النقد الأجنبي بأنه خطوة إيجابية لإعادة التوازن لسعر الصرف، وخفض اسعار الدولار في السوق، وإيقاف التدهور في قيمة العملة الوطنية الجنيه؛ بينما رهن عضو اللجنة الاقتصادية بالحرية والتغيير محمد نور كريم الله ، في حديثه لـ(النورس نيوز )؛ نجاح تدخل بنك السودان المركزي في سوق النقد الأجنبي، باستمرار ضخ النقد الأجنبي بكميات كبيرة لكي تلبي الطلب على النقد الأجنبي لكافة الاغراض، وتزيد العرض من أجل إعادة التوازن لسعر الصرف وخفض اسعار الدولار، وتقوية الجنيه السوداني.
تطبق سياسية النقد
فيما أعلن بنك السودان المركزي عن امتلاكه لاحتياطيات كافية من النقد الأجنبي تمكنه من التدخل لإعادة الاستقرار لسوق النقد الأجنبي، مبينا ان الاحتياطيات تم توفيرها من تطبيق سياسة النقد الأجنبي منذ فبراير العام 2021م إلى جانب موارد أخرى متنوعة. واعلن في تعميم عن ضخ مبالغ بالنقد الأجنبي لصالح البنوك التجارية ، لمقابلة إحتياجات عملائها بغرض الاستيراد.
عملية انخفاض
بعد الاعلان عن ضخ كميات كبيرة من النقد في بنك السودان المركزي حدث انخفاض في اسعار العملات الاجنبية ، على حسب متابعات “النورس نيوز “؛ فسجل الجنيه مقابل الدولار 573 جنيه بدلاً عن 630 جنيه بالبنوك والسوق الموازي، قبيل تدخل بنك السودان المركزي اليوم في سوق النقد الأجنبي. وحسب مراقبين أن عملية انخفاض اسعار العملات الاجنبية مقابل الجنيه السوداني سوف تستمر في حالة ضخ عملات كافية . مؤكدين ان هذه الخطوة تحتاج لإجراءات مكملة لضبط الافراط النقدي من ناحيتين، الأولى الحكومة بوضع الاستدانة من البنك المركزي في الحدود الآمنة المسموح بها، والثانية ضبط الافراط النقدي المصرفي بإتباع حزمة سياسة.
دعائية اعلامية
بينما وصف الخبير الاقتصادي محمد نور كرم الله ضخ بنك السودان المركزي، لمبالغ بالنقد الأجنبي لصالح البنوك التجارية، لمقابلة احتياجات عملائها من النقد الأجنبي بـ”الفقاعات الهوائية” وقال إن ذلك علاج مؤقت القصد منه إعلامي وليس اقتصادي؛ وأوضح كرم الله أن اسقرار سعر الصرف يحتاج إلى ضخ العملات الأجنبية باستمرار وبكميات تعادل أو تزيد عن حجم الطلب اليومى ، الشهرى والسنوى.
وقال إن هذه العملات تحتاجها الدولة لتغطية نفقات القطاعين العام والخاص وللاستيراد والسفر للخارج وسداد أقساط الديون المستحقة. وأضاف “ضخ أى كمية من العملات الأجنبية لابد لها إن تغطى كافة النفقات و الا سيتحول عجز الطلب إلى السوق الموازى صاحب الوفرة فى هذا المجال منذ عقود طويلة “.