تشكيل النقابات.. الصحفيون في المقدمة

الخرطوم : النورس نيوز

 

اجتمع الصحفيين امس الاول بالمجلس القومي لرعاية الاداب والفنون ، لانتخاب اللجنة التمهيدية لنقابة الصحفيين السودانيين  ، الخطوة وجدة قبولا وسط الاجسام الاخري واعتبرها كثيرون انها دافعا للاجسام الاخري لتكوين نقاباتها .

 

تحتاج لنقابة:

عميد الصحافة السودانية محجوب محمد صالح ، اكد في تصريح لـ(النورس نيوز) الي ان انتخاب اللجنة التمهيدية للصحفيين السودانيين خطوة ممتازة ومهمه جدا ، وقال ان المشاكل التي تواجه الاعلام متزايدة تحتاج الي جسم مهني لمعرفة المشاكل التي تمس العمل الصحفي واوضاع الصحفيين في ظل الظروف الحالية ، وهذه القضايا وغيرها تحتاج لنقابة .

واشار محجوب الي الاسباب التي ادت الي الخلافات بين الصحفيين ، لان القطاع توسع ودخله من لا منهمة له ، وكان توحيدهم امرا صعبا خاصة في ظل النظام السابق الذي كان يقرب بعضعهم ويُبعد اخرين .

وقال بعد 3 شهور سيصلون الي مرحلة الانتخابات ، وعليهم الا ينزعجوا لعدم اجازة قانون النقابات ، لان القانون الذي يحكمهم هو الذي تكتبه الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين السودانيين .

 

غياب القانون :

مراقبون اشاروا الي ان قانون النقابات الجديد سيلغي تجمع المهنيين لذلك اعلن اعضاء بالتجمع رفضهم للقانون عندما تمت اجازتة من مجلس الوزراء ، لافتين الي انه كان يتحرك مسؤولا عن النقابيين وفي حقيقة الامر لم يقدم شئ للمهنيين خلال العامين الماضين ، مستدركين ان صراعاته الداخلية شغلته حتي ان الهدف الاساسي الذي تكون من اجله التجمع .

عضو تجمع المهنيين د.وليد علي اكد في تصريح ل(النورس نيوز) ان التجمع عبارة عن اجسام ثورية ، قامت علي اساس فئوي في ظل غياب القانون ، وستظل اجسام ثورية موجودة ، لكن النقابات تمثل اجسام اعرض ، ووقت ماتكونت النقابات بتلك القواعد سيكون لها قدرة اكبر علي اتخاذ مواقف عامة لكنها لا تلغي دور الاجسام الثورية في السياسي اليومي، واضاف:اي  جسم نقابي يتكون يمكن ان يعمل مع لجنة تعزيز العمل النقابي المكون بواسطة تجمع المهنيين لحين انتهاء الفترة الانتقالية ، بها اكثر 40 لجنة تمهيدية ولجنة تسييرية نقابة .

من جانبه اوضح النقابي محمد علي خوجلي لـ(النورس نيوز ) ان تجمع المهنيين ليس فيه عمال السودان ، والقانون الذي ستتم اجازته لعمال السودان ، بالتالي ليس لهم دخل فيه ، الا اذا ارادوا ان يضم العمل له ، وقال يفترض ان يكون للتجمع قانون المهنيين كما يحدث بالعالم .

 

قواعد الشمولية :

عندما اعلن مجلس الوزراء اجازتة لقانون النقابات قبل ان يتم ارجاء اجازتة من السيادي والوزراء ، وجد مساندة من بعض النقابيين ،ووصفوه بالممتاز، وكانت وزيرة العمل والإصلاح الإداري السابقة تيسير النوراني اعتبرته بداية حقيقية لكل المهتمين بأمر النقابات ولكل المؤسسات في تجهيز جمعياتها العمومية والعمل على إنشاء نقاباتها الديمقراطية المختلفة وفق قانون النقابات ٢٠٢١م.

خوجلي اشار في تصريح لـ(النورس نيوز ) الي ان القانون الجديد كسر قواعد الشمولية الاربعة والغي لائحة البنيان النقابي ،وقال ان هذه اللائحة يسموها لائحة الوزير ويحدد فيها اعداد النقابات واسماءها مسبقا قبل قيامها ، ويمكن ان يحظر او يمنع او يجرم اي فئية اخري من اقامة نقابة ، واضاف : تم كذلك الغاء لائحة تنظيم النشاط النقابي ويطلق عليها لائحة المسجل ويشرف فيها علي النقابات ويطلب تقارير مالية ، مشيرا الي  انهيار وحدة العمال بالقانون واصبحت الوحدة طوعية ، كما ان القانون اعطاء الجمعية العمومية اختيار شكل تنظيمها سوا بالفيئة او مكان العمل ، معتبرا ان هذه الحرية النقابية ، موضحا ان القاعدة الشمولية الرابعة التي كسرها القانون الجديد هي الاحتكارية القيادية ، وهي بمثابة البناء من اعلي تكون الهيئات الاعلي قبل الادني .

 

رفض اتهام :

ورفض عضو تجمع المهنيين الوليد علي الاتهامات التي وُجهت اليهم بأنهم تفرقوا للعمل السياسي وليس النقابي الذي جاءوا من اجله ، وقال ان التجمع لم يتخلي عن مهمته، مشيرا الي انه تنظيم افقي ينسق بين الاجسام ولا يلزمها ، وان الفترة القدمة سيتكم تكوين النقابات للاجسام المختلفة ، وقال ان تبادل الخبرات بين الاجسام من مهام تجمع المهنيين .

واضاف ان التجمع يثمن مجهوداتن الصحفيين والمهنيين والاطباء في تكوين نقاباتهم ، وقال ان التجمع ظل يسعي لدعم كل الاجسام المكونة له ويدعم سعيها من اجل اقامة النقابات .

 

تفريق وتشتت :

وبحسب نقابيون فإن تاريخ العمل النقابي في السودان لا يخلو من معارك بين مؤيدين للقانون معارضين له في الحقب المخالفة ، لكن المعارضة الكبيرة وجدها قانون نقابات المنشأ في عهد النظام البائد ، حيث كان مسيطرا عليها سيطرة كاملة ،  مشيرين الي ان النظام السابق كان شموليا ويسيطر علي النقابات ، موضحين الي ان القانون الجديد رغم ارجأ اجازته اشار الي ان اي تنظيم قاعدي لا بد ان يكون له نظام اساسي .

عضو تجمع المهنيين د.وليدعلي  اشار في تصريح لـ(النورس نيوز )  يحتوي علي اسواء مادتين في قانون نقابات ، وهما (12/1- 19/1) ، مشيرا الي ان المادة الاولي تسمح للعامل الانضمام لاكثر من نقابة ، وقال انها تضرب قانون العمل وتساءل هل يمكن ان يشتغل العامل في عملين ؟وكم ساعات العمل ؟ معتبرا ان هذه المادة قد تفتح المجال الي تفريق وتشتيت الحركة النقابية ، موضحا ان المادة الثانية تتحدث عن المسجل ، وقال في القانون الموحد كان يجب ان يكون من السلطة القضائية ، لكن الان يتم تعيينه بواسطة السلطة التنفيذية ، مشيرا الي ان الحكومة هي المخدم وهذه بمثابة الخصم والحكم ، اي ان هناك تضارب مصالح ،مؤكداعدم رضاءهم عن القانون الحالي بسبب تلك المواد.

 

حق التعبير :

الصحفي فيصل الباقر هو الذي قاد مبادرة استمرت لنحو عام لتوحيد الاجسام الصحفية وكان ميسر للحوارات العميقة والتي خلصت الي تكوين نقابة الصحفيين السودانيين ، ان الصحفيين والصحفيات في السودان انتزعوا الحق في التنظيم النقابي ، معتبرا ان الحق في التنظيم هو حق من حقوق الانسان ظل في المجتمع الصحفي الديمقراطي والحقوقي ينضال في سبيل انجازه والان تحقق بجهود الصحفيين والصحفيات .

الباقر قال في تصريح لـ(النورس نيوز) ان انعقاد الجمعية العمومية التأسيسية في هذا التاريخ جاء في ظرف استثنائي وتحقق عنوة واقتدار بعد اشهر من انقلاب 25اكتوبر الماضي المعادي للديمقراطية والمؤسسية والتنظيمات الديمقراطية والنقابات ويعادي الحق في التعبير والتنظيم والحق في تأسيس النقابات.

وواضاف ان انعقاد الجمعية هو نصر مؤذر عبر عن وحدة الوسط الصحفي وانحيازه لقيم وشعارات ثورة ديسمبر المجيدة ، مشيرا غياب النقابة لنحو 30 عاما منذ ان صادر انقلاب الانقاذ في يونيو 1989م الحق في تكوين النقابات ، واضاف : تم في ذلك اليوم المشؤوم حل جميع النقابات المنتخبة ديمقراطيا في فترة الديمقراطية الثالثة وفي مقدمتها نقابة الصحفيين السودانيين .

مشيرا الي الاجندة التي تنتظر اللجنة التمهيدية المنتخبة من اهمها فتح وتوسيع دائرة الحوار الموضوعي والشامل والشفاف حول مشروعات النظام الاساسي وميثاق الشرف الصحفي وتمثيل صحفيو وصحفيات الاقاليم وجمعياتهم ، وتمثيل صحفيي وصحفيات الخارج في مجلس النقابة ، بالاضافة الي صندوق الزمالة الصحفي ، والعمل علي توسيع قاعدة النقابة وجعل النقابة مؤسسة جازبة للمؤسسات الصحفية .

 

نضال الصحفيات :

فيصل الباقر قال ان الاجتماع تكلل بالنجاح بانتخاب اللجنة التمهيدية التي جاءت بالانتخاب المباشر الحر من 15 صحفي منهم 11 صحفي و4 صحفيات من جملة 39 مرشح ومرشحة ، مشيرا الي ان الانتخابات تمت في مناخ شفاف وتسامح واعلاء قيم التضامن والعمل المشترك ، منوها الي ان النساء الصحفيات لم ينلن كامل استحقاقهن رغم مشاركة كثير منهن في النضال ضد نظام الانقاذ الديكتاتوري ورغم وجودهن في كل معاك التحول الديمقراطي ، وتقدمهن للنضال المستمر لسنوات ، وقال ربما يعود ذلك لبعض عيوب الانتخاب المباشر التي تمت في مناخ حماسي ، وضعف الوعي المجتمعي بضرورة تمثيل النوع الجندر في المجتمع السوداني بصورة عامة والمجتمع الصحفي في هذه الحالة تمثيل عادل ومنصف يليق بنضال وتضحيات الصحفيات العاملات في مناخ غير صديق في غالبية المؤسسات الصحفية والاعلامية ، مشيرا الي بروز ضعف مفاهيمي في تمثيل مشاركة اصحاب الاعاقة السمعية والبصرية والحركية من الصحفيين والصحفيات ، وقال ان هذا يتطلب بزل مزيد من الجهود في رفع الوعي الحقوقي وتمثيل النوع الجندر ، داعيا اللجنة التمهيدية المنتخبة ان تنتبه لهذا الامر وان تقترح المعالجات الموضوعية لهذه القضايا وان نألوا جهد كبير لاسدا النصح وتقديم المبادرات لاستكمال المسيرة ، مشيرا الي ضرورة استكمال الجهود لتحقيق  مطلوبات البناء النقابي السليم والمثالي الذي تنشدة القواعد الصحفية .

Exit mobile version