حميدتي في موسكو… دلالات زيارة غير عادية

تقرير اخباري : آية إبراهيم

 

مقدمة

دلالات عدة تحملها زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو إلى موسكو التي توجه لها أمس الأربعاء في ظل ظروف معقده  يشهدها السودان منذ الـ25  أكتوبر من العام الماضي وتحركات إقليمية ودولية للبحث عن حلول ومخرج من الأزمة.

 

وفد رفيع

ويرافق حميدتي خلال زيارته إلى موسكو التي تجئ بدعوة رسمية من الحكومة الروسية وزير المالية جبريل إبراهيم، ووزير الزراعة والغابات أبوبكر عمر البشرى، ووزير الطاقة والنفط محمد عبد الله محمود، ووزير المعادن محمد بشير عبد الله أبو نمو، ووكيل وزارة الخارجية المكلف السفير نادر يوسف الطيب، ورئيس اتحاد الغرف التجارية  نادر الهلالي، وفي أولى مباحثاته عقد حميدتي لقاءًا مع وزير الخارجية الأمريكي سيرغي لافروف، وناقشت المباحثات سُبل تطوير وتعميق أوجه التعاون الثنائي بين السودان وروسيا في مُختلف المجالات، فضلاً عن التشاور حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك. وركزت على ضرورة توسيع قاعدة التعاون الثنائي في المجالات السياسية، والدبلوماسية، والاقتصادية، والتجارية، واتفق الجانبان على الإسراع في تفعيل الاتفاقيات القائمة بين البلدين، وعقد اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة، إلى جانب تسريع عمل جميع اللجان المشتركة.

 

 

تباين مواقف

ويعتبر بعض  المراقبين أن زيارة حميدتي إلى موسكو مهمة في هذا التوقيت الحرج الذي يمر به السودان وما يتطلبه ذلك من تحركات خارجية خصوصا وأن هنالك تباين في المواقف الخارجية بشأن خطوة 25 أكتوبر  ويرون أنها تأتي وفقا لتوجهات السياسة الخارجية فيما يرى آخرون أنها تأتي في إطار بحث روسيا لموطئ قدم في السودان في إطار الحرب الباردة بين أمريكا، روسيا ، الصين.

 

وقت خاطئ

ويضع المحلل السياسي مصعب محمد علي الزيارة في إطار التعاون الاقتصادي بين السودان وروسيا وبحث مشاريع العمل المشترك بين الدولتين في جوانب الاقتصاد والتجارة ويستند على ذلك من خلال الوفد المرافق لحميدتي والذي يضم وزراء الإقتصاد، لكن محمد علي اعتبر في حديثه لـ(النورس نيوز) أن توقيت الزيارة خاطئ بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية وأوضح أن الزيارة قد تحسب للسودان وموقفه من الأزمة.

 

عملية عسكرية

وتتزامن زيارة حميدتي إلى موسكو مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن عن “عملية عسكرية” في أوكرانيا، قائلا إن روسيا لا يمكنها قبول التهديدات الآتية من أوكرانيا، وحذر من أنه في حالة حدوث تدخل أجنبي فإن روسيا سترد على الفور، وأضاف الرئيس الروسي أن تحركات روسيا إنما هي للدفاع عن النفس من التهديدات ومن مشكلات أكبر من الموجودة اليوم. وخاطب بوتن الجيش الأوكراني بالقول: “آباؤكم وأجدادكم لم يقاتلوا لذلك قد تساعدون “النازيين الجدد”.

 

موطئ قدم

وقال المحلل السياسي راشد التيجاني إن زيارة حميدتي لموسكو لا علاقة لها بما يجري من أحداث بين روسيا وأوكرانيا ويشير إلى أن الزيارة مرتبة منذ وقت سابق وصادفت هذا التوقيت، وأشار التيجاني لـ(النورس نيوز) إلى أن الزيارة بها جوانب إيجابية وأخرى سلبية مبينا أنها ستجلب الاهتمام الإعلامي للسودان وهو أمر إيجابي ويضيف لكنها في المقابل يمكن أن تشير إلى أن السودان داعم لروسيا في حربها مع أوكرانيا ويضيف إلا أن السودان لن يكن له تأثير في ذلك ويبين إن الزيارة في أساسها تأتي في إطار التعاون الإقتصادي خصوصا وأن روسيا تواجه بعقوبات اقتصادية وتبحث عن موطئ قدم لها في السودان.

 

زيادة توتر

بدوره يقر الخبير الدبلوماسي الطريفي كرمنو بخطأ كبير لزيارة حميدتي إلى موسكو باعتبارها دخلت في عملية عسكرية مع أوكرانيا وقال لم أكن اتوقع أن تقوم الزيارة في هذا التوقيت، وأشار كرمنو لـ(النورس نيوز) إلى أن الوضع الحالي في روسيا والتوتر الموجود لن ينتج عنه شيئًا ملموسًا للزيارة، وأضاف “ربما يزيد توتر علاقات السودان مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب، حتى وإن كان هنالك مشاورات حول القاعدة الروسية في البحر الأحمر فإن روسيا ليست في وضع للتفكير في ذلك”.

 

أهداف معلنة

إلا أن كلمات كل من حميدتي ولافروف في جلسة المباحثات كشفت أن للزيارة أهداف كثيرة يمكن تحقيق، وهو ما أشار اليه حميدتي بقوله إن الزيارة أكدت عزم السودان على المضي قدماً بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب، إلى جانب تعزيز التعاون القائم بما يحقق الاستفادة من الإمكانيات المشتركة لدى البلدين، مبيناً أن المباحثات مع وزير الخارجية أسهمت في خلق تفاهمات جديدة ستدفع بالعمل المُشترك للاستفادة من الفرص الكبيرة التي يوفرها السودان، في مجالات الزراعة والتعدين والصناعات التحويلية والنفط والغاز وغيرها من المجالات الاقتصادية، من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على عمق العلاقات الروسية السودانية، وأشار إلى أن ما يجمع البلدين كونهما متشابهين في كثير الأشياء مما ساعد في خلق روابط صداقة ممتدة مبنية على الاحترام المتبادل، موضحاً أن بلاده تدرك أهمية التطورات الراهنة في السودان، وهي على قناعة بمقدرة السودانيين على حل مشاكلهم، داعياً إلى عدم التدخل في شؤون السودان، وأكد حرص بلاده على رفع مستوى التعاون مع السودان في مجالات الطاقة والزراعة والتعدين، وحماية البيئة، وأوضح أن السودان يتمتع بفرص واعدة ستغير من واقع البلاد في المستقبل، داعياً إلى إزالة العديد من التعقيدات التي تعيق تدفق الاستثمارات الروسية من بينها قوانين الاستثمار ، مشيراً إلى استعداد الشركات الروسية لبدء عمليات استثمار في السودان

 

 

زيارة أولى

وتعد زيارة حميدتي إلى موسكو هي الأولى من نوعها  لمسؤول سوداني رفيع منذ انتصار الثورة السودانية والاطاحة بالرئيس السابق عمر حسن أحمد البشير  ومن المقرر أن يُجري نائب رئيس مجلس السيادة مباحثات مع عدد من المسؤولين في روسيا خلال الزيارة التي تجئ في إطار تبادل الرؤى والتباحث حول سُبل تطوير وتعزيز أوجه التعاون بين السودان وروسيا في مختلف المجالات، فضلاً عن التشاور حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 

Exit mobile version