الأخبار الرئيسيةتقارير

وفود في الخرطوم.. وساطات ومطامع

الخرطوم :النورس نيوز

حركة دبلوماسية كثيفة خلال اليومين الماضيين ، الوفود الخارجية لم تنقطع عن السودان منذ انقلاب 25 أكتوبر الماضي ، رغم ان الانباء المتداولة ان هدفها جمع اطراف العملية السياسية بالبلاد على طاولة الحوار، ووضع حد للازمة التي نشبت بعد الاجراءات التي اتخذها رئيس مجلس السيادة والتي بموجبها حل الحكومة الانتقالية التي كانت موجودة برئاسة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك ، لكن مراقبون اكدوا ان هناك وجه اخر للزيارات فماهي ؟.

بدون وضع مساحيق تجميل وبدون تغليف لزيارات الوفود الخارجية إلى الخرطوم ، فان الاوضاع تُشير إلى ان السودان الان في اضعف حالاته، والكل يريد ان يأخذ نصيبه، او ان يجد موطئ قدم فيه، الدول الكبري تتصارع الان علننا علي المصالح ، روسيا التي اعلنت مبكرا عن موقفها الدعم لاجراءات رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان التي وصفها بالتصحيحية ، وتريد تثبيت مصالحها والانتصار علي امريكا في ساحل البحر الاحمر ، لذلك جاءت لغتها عكس امريكا التي ادانت الاجراءات ووصفتها بالانقلاب ، وسارعت بإيقاف المساعدات التي رصدتها سابقا للسودان ووعدت بعقوبات للقادة العسكريين ، لكنها في ذات الوقت كثقت من زياراتها الي الخرطوم ، واجرت مباحثات مع البرهان ، وتزامن ذلك مع زيارة الوفد الاسرائيلي ،لكن صحف امريكية اشارت الي ان زيادرة الوفود الغرض منها الحد من التمدد الايراني بالخرطوم .
مصالح مصر :
ليس خافيا ان مصر داعمه للاجراءات التي اتخذها البرهان في 25 اكتوبر الماضي ، وبحسب مراقبون تحدثوا لـ(النورس نيوز) فان البرهان زارها قبل ان يتخذ تلك الاجراءات ، وكانت القاهرة ووضعت في الحسبان ان يجد الانقلاب رد فعل عنيف من الشارع الذي يرفض الحكم العسكري ، الا انها توقعت ان تنتهي سحابة الاحتجاجات بعد ايام فقط ، لكنها تفجأت بأن الامر جاء عكس ماتشتهي ، وفوق تصور البرهان نفسه ، وحتي يخرج من المأزق جاء بحمدوك مرة اخري رئيسا للوزراء ، والذي استقال فيما بعد ، لعجزه عن اقناع الشارع بأن اتفاق 21 نوفمبر الذي وقعه مع البرهان كان من اجل انجاح الفترة الانتقالية وليس مكاسب شخصية .
زيارة الوفد الاسرائيلي الي الخرطوم ، اقلقت مصر ، لان تل ابيب تريد ان المياه من السودان وتريد اقامة علاقة طيبة مع اثيوبيا وغيرها ، وتعتبر ان هذا الامر يهدد مصالحها ، ليس ذلك فحسب بل تري ان البرهان (انقلب عليها ) ، لذلك ينوي رئيسها عبدالفتاح السيسي زيارة الخرطوم تحت غطاء انه يريد استقرار السودان وليس مستبعدا ان يطرح تبني مصر لمائدة حوار بين المكونات في الخرطوم او القاهرة ، لكن ظل الدافع هو المحافظة علي مكاسب مصر بالسودان .
اغلاق طريق شريان الشمال اظهر ان مصر يهدد بقاء السيسي في السلطة لانه منع وصول المنتجات السودانية الي القاهرة ، وففي الفترة الماضية عرف المصريين كيف (تُخنق) الخرطوم القاهرة ، لذلك اذا صدقت انباء زيارة السيسي فإنه يريد ان يوضح للشعب السوداني انه داعما للحوار ، او انها بمثابة اعتذار لموقفة الداعم للانقلاب سابقا.
حميدتي في اثيوبيا ك
بالمقابل فإن حركة وفود سودانية يغادر الخرطوم هذه الايام بعضها مُعلن واخري سرا ، ووصل الي اديس ابابا اليوم نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو (حميدتي) ، وهي اول زيارة لمسؤول سوداني بعد توتر العلاقات بين البلدين والنزاعات التي شهدتها اثيوبيا مؤخر .
الزيارة لم تكن مفاجئة ، فالمكون العسكري ظل حريصا علي علاقات طيبة مع رئيس الوزراء ابي احمد ،عكس وزيرة الخارجية السابقة مريم الصادق التي كانت تسعي بتصريحات غير مسؤولة لخلق جوار غير امن مع اديس ابابا ، رغم ذلك فالمؤشرات تؤكد ان قيام حرب بين البلدين امرا مستحيلا ، وان القضايا الخلافية يمكن حلها بالحوار ، خاصة انها قضايا غير معقدة ،
فزيارت حميدتي ستكون لها ردود فعل ايجابية .
يأمر وينهي :
محللون سياسيون اشاروا في تصريح لـ(النورس نيوز) ، الي ان تسابق الوفود الخارجية لزيارة السودان امر مقلق لانهم يبحثون عن مصالح دولهم في المقام الاول ، مشيرين الي ان واشنطن تتحدث الان عن استقرار السودان لكنها ظل طول الفترة الماضية معادية له ، وبعد سقوط النظام السابق قالت انها رفعت العقوبات والحظر عن السودان ، لكن فعلا هذا لم يحدث .
موضحين ان الامم المتحدة وعبر ممثلها الخاص في السودان فولكر بتريس عرض مبادرة للحوار ، وقالوا اذا جلس فولكر علي مائدة ومعه الاطراف المختلفة في هذه الحالة سيكون كأنما حاكما عاما علي السودان .
مؤكدين ان الحل هو جلوس السودانيين في مائدة حوار مستديرة لحل مشاكلهم وصولا للانتخابات ، منوهين الي ان السودان الان في مرحلة ام ان يكون او لا يكون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *