تظاهرات الخرطوم .. ازدياد وتيرة العنف

 

(الكباري فاتحة ؟..الحاويات جات؟ .. بقيت زي الركشة نفسي اقطع الكبري) ، هذه العبارات يتداولها البعض في مواقع التواصل الاجتماعي عشية الدعوة للمواكب ، ففي الماضي كانت السلطات تمنع الاحتجاجات بالقرب من الجسور وتفرق المتظاهرين ، لكن تبدل الأمر حاليا فباتت السلطات هي التي تغلق الجسور .
ولان المتظاهرون خبروا هذا الامر ، فأصبحوا يتسللون إلى الخرطوم ليلا للمشاركة بالمواكب في اليوم التالي ، لذلك ماتزال الشوارع تشهد تدفقا من الثوار .
الخرطوم : النورس نيوز
مرحلة حرجة :
مراقبون أشاروا لـ(النورس نيوز) إلى ازدياد وتيرة العنف تجاه المتظاهرين ، وانتقدوا الاستخدام المفرط للقوة تجاه المحتجين مايعني ان السودان وصل مرحلة حرجة في حقوق الانسان، وأكدوا أن حق التظاهر مكفول بالقانون ، وأشاروا إلى ارتقاء 60 شهيدا منذ الاجراءات التي اتخذها البرهان في 25 اكتوبر الماضي ، وان عدد الجرحي تجاوز الـ600 شخص، وقالوا ” إذا استمر الامر هكذا فالبلاد موعودة بفوضي كبيرة بدأت ملامحها تظهر بمناطق مختلفة”.
تحقيقات مستقلة :
المجتمع الدولي اعرب عن قلقه من الاستخدام المفرط للقوة تجاة المتظاهرين ، ودعا السلطات إلى السماح للمواطنين بالتعبير السلمي ،مؤكدا اهمية إجراء تحقيقات مستقلة في جميع الوفيات وما يرتبط بها من أعمال عنف، ومحاسبة الجناة ، ورفض الهجوم على المستشفيات واحتجاز النشطاء والصحفيين وانقطاع الاتصالات.
وكانت وزارة الصحة بالخرطوم اشارت الى أن قوات أمنية اقتحمت مستشفى الخرطوم ومستشفى الأربعين، وقامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع والاعتداء على المصابين والكوادر الطبية ، ونشرت مقاطع فيديو تظهر لحظة الاقتحام ، وقالت” نُحمِّل قوات المجلس العسكري الانقلابي، سلامة المرضى والكوادر الطبية”، ودعت المنظمات الدولية إلى توثيق كل هذه الانتهاكات التي تتعدى على حقوق الإنسان وتخالف كل المواثيق والمعاهدات الدولية .
عنف مضاد :
مراقبون سياسيون أكدوا لـ(النورس نيوز) أن العنف يُولد عنف ، مؤكدين ان استخدام العنف من القوات الامنية يجد رفضا من الثوار ، وأشاروا إلى ان الموجودين الان بالشارع اغلبهم من الشباب ولن يقبلوا هذا السلوك ، لانه كلما فقدوا شخص في احدي المواكب ، فسيخرج اهل الشهيد واصدقاءه ومعارفه ، لذلك في كل مرة نلاحظ ازدياد اعداد المتظاهرين الذين يقابلون الرصاص بصدور عارية.
واقي للرصاص :
مجلس السيادة وجه الاسبوع الماضي بعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين ، لكن حتي امس الاول سقط 3 شهداء في تظاهرات 6 يناير ، وهذا الامر جعل الثوار يبتكرون اساليب جديدة لصد الرصاص.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي اختراع احد ثوار منطقة امبدة لسترة واقية من اطارات السيارات ، وثائر اخر استخدم نصف برميل كدرع .
لكن الاخطر هو ان الدرع والسترة الواقية ، تُشير إلى أن العنف سيزداد بين الثوار والقوات النظامية، مما يطرح سؤالا مفاده “ماهي الاسلحة التي ستستخدمها القوات بعد تلك الاختراعات؟”.
مطالب الثوار :
ظل القصر الجمهوري هو مقصد الثوار ، وكلما اقتربوا منه صدتهم القوات النظامية ، وظلوا متمسكين بشعار لا تفاوض لا شراكة لا مساومة مع العسكر ، لكن بحسب مراقبون سياسيون فإن التظاهرات وحدها لن تكفي لتغيير المشهد السياسي بل ستؤدي إلى تعقيده اكثر ، لذلك لا بد من حوار بين كافة الأطراف.

تحذير للثوار :
انطلقت تحذيرات بعدد من الوسائط تدعو الثوار إلى (تتريس) الشوارع أكثر من السابق، منعا لوصول سيارات القوات النظامية إلى الاحياء لاعتقال الثوار او تفتيش المنازل كما حدث في التظاهرات السابقة، لان المليونية التي تنطلق اليوم ستكون حاشدة لاسقاط النظام .
عنف الثوار
بالمقابل وبحسب بيان صادر من الشرطة فإن الثوار استخدموا العنف تجاه القوات النظامية ، وأشار البيان إلى ان عدد الإصابات وسط قوات الشرطة خلال تظاهرات 6 يناير بلغ عدد 50 إصابة وعدد 4 إصابات وسط منسوبي القوات المسلحة واتلاف عدد 11 مركبة شرطية، وكشف عن القبض على 60 متهما وإتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهتهم .
واوضح البيان انه بمحلية بحري أُصيب 3 ضباط شرطة و18 فرداً، وأُصيب ضابط و23 فرداً من القوات المسلحة.
واضاف تم فتح بلاغ تحت المادة 130 قانون جنائي القتل العمد، وأشار إلى وفاة اثنين من المواطنين، وإصابة 4 أفراد من القوات المسلحة و27 فرداً من الشرط.

Exit mobile version