التدخلات الخارجية.. انتهاك السيادة

تطورات متسارعة في الساحة السياسية ، مخاوف من انزلاق البلاد نحو الهاوية ، هكذا يصرح رئيس مجلس السيادة والقادة السياسيون ، رغم أنهم من أوصلوا البلاد إلى هذه المرحلة، لكنهم لم يقدموا حلول ويتمترسون في مواقفهم، مايجعل تلك الفرضيه سهلة التحقيق.

ليس خفياً أن المجتمع الدولي يتدخل في الشأن السوداني، لكنه ارتفعت هذه الأيام وتيرة تدخلاته، وبدأ يتدخل حتى في اختيار رئيس الوزراء القادم، الأمر الذي وجد رفض من قطاعات واسعة بالبلاد.

الخرطوم : النورس نيوز

 

شجب وإدانة

مايحدث في السودان جعل كل من امريكا وبريطانيا وفرنسا والنرويج وإيرلندا وألبانيا” تطلب اجتماعاً مغلقاً لمجلس الأمن الدولي الأسبوع القادم لمناقشة التطورات في السودان.

الدعوة وجدت قبولا في الأوساط السودانية ، لكن مراقبون أشاروا لـ(النورس نيوز) إلى أن مجلس الأمن الدولي لا يمكن أن يخرج بأي قرار، واقصى ما يمكن أن يفعله هو الخروج ببيان شجب وإدانه، وحث الأطراف على الحوار.

 

وفاق وطني

بالمقابل أكد المحلل السياسي د.محمد عبدالله ودابوك في تصريح لـ(النورس نيوز) إن الوضع بالبلاد به هشاشه وله ارتدادات وانعكاسات على الوضع الاقتصادي والسياسي وغيره، وقال إن هذا الوضع لم تشهده البلاد في تاريخها القريب ، مشيرا إلى أنها أزمة متراكمه ومزمنه قبل الاستقلال، والسبب الأساسي أنه لا يوجد مشروع وطني جامع.

وقال ود أبوك إن العالم سيتدخل بلا شك في الشأن السوداني، وأضاف “لكن هل تدخل مقبول ومحمود ويساعد في وحدة البلاد ، أم أنه سالب يمزق الممزق وتشتييت المشتت ؟”، مؤكدا أنه لا يمكن ايقاف أي تدخل خارجي سالب وموجب إلا بوفاق وطني شامل، وأشار إلى أن تجربة المجتمع الدولي والتدخل في الاغراض السياسية اوالانسابية معظمها سالبة.

 

فولكر في الخط

في ذات المنحى أطلق الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان ورئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس بالتشاور مع الشركاء السودانيين والدوليين رسميا اليوم المشاورات الأولية لعملية سياسية بين الأطراف السودانية تتولي الأمم المتحدة تسييرها تهدف إلى دعم أصحاب المصلحة السودانيين للتوصل إلى اتفاق للخروج من الأزمة السياسية الحالية والاتفاق على مسار مستدام للتقدم نحو الديمقراطية والسلام.

 

التحول الديمقراطي

وكان رئيس مجلس السيادة الاتتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، قد تلقي ، الجمعة، اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش تم خلاله التأكيد على إلتزام المنظمة الدولية بدعم الفترة الإنتقالية وصولا للإنتخابات.

واطلع غوتيريش على تطورات الأوضاع في السودان والجهود التي يبذلها شركاء المرحلة الإنتقالية من أجل العبور بعملية الإنتقال نحو التحول الديمقراطي والحكم الرشيد ، مؤكدا الاهتمام بإستقرار الفترة الإنتقالية وتشجيع الحوار بين كافة الأطراف السودانية لضمان الإنتقال السلس الذي يفضي لإجراء إنتخابات حرة ونزيهة تحقق تطلعات وآمال الشعب السوداني .

 

نار ورماد

العلاقة بين المكونيين المدني والعسكري ليست علي مايرام منذ بداياتها، رغم أن المكونيين يقولان أن الامر ليس هكذا ويبتسمان أمام الكاميرات ، وعندما يظهر في السطح أنباء عن خلافات بينهما بسبب قضية ما ، يخرج البرهان تاره وأخرى حمدوك لينفي الامر ، ويعتبران أن إطلاق مثل هكذا الكلام يأتي من أصحاب الأجندة .

فحمدوك في أكثر من مرة قال إن الشراكة بين المدنيين والعسكريين تعتبر نموذجا فريد ، وكان بهذه العبارات يريد اخراص الألسن التي تتحدث عن الخلافات بينهما .

فتلك الشراكة كان يصفها البعض بأنها (نار تحت الرماد)، وصدقت تلك المقولة حينما أعلن رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عن افشال انقلاب عسكري في سبتمبر الماضي، وكانت  التغريدة التي اطلقها عضو مجلس السيادة محمد الفكي وقتها على حسابه الشخصي بقوله (هبوا إلى حماية ثورتكم) أخر خيط يربط بين المكونيين، وهذه التغريدة اعتبرها المكون العسكري تحريض للشارع ضدهم، وخرج رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلوا وأكدوا أنهم سيحمون الانتقال ، ولن يتشرفوا بعد اليوم بالجلوس مع من يسيئون إليهم من المكون المدني .

 

ضغوط خارجية

إجراءات 25 اكتوبر الماضي التي اتخذها البرهان كانت مفاجئة للداخل والخارج ، ضغوط داخلية وخارجة مورست على البرهان بضرورة ارجاع حمدوك إلى منصبه ، باعتباره يمثل رمزا للمدنية.

ازدادت الضغوط الخارجية في الشأن السوداني بجلوس البرهان وحمدوك وتوقيعهما اتفاق 21 نوفمبر ، واصبح المجتمع الدولي يراقب التظاهرات التي باتت تطالب برحيل حمدوك نفسه ووصف المتظاهرين له بالخائن بعد توقيعه على الاتفاق .

وبعد أن قدم عبدالله حمدوك استقالته ، طالبت امريكا والامم المتحدة بالاسراع في تعيين رئيس وزراء جديد.

سياسيون اعتبروا أن اتفاق 21 نوفمبر تمت (هندسته) بايدي خارجية، وليس للبرهان أو حمدوك يد فيه سوى التوقيع عليه.

 

ثلاث مبادرات

المرة الأولى التي كشف فيها حمدوك حقيقة الخلافات بين المكونيين المدني العسكري كانت في مبادرة الطريق إلى الأمام ، وأشار فيها أيضا إلى خلافات بين المدنيين انفسهم ، ودعا إلى وحدة الصف لتحقيق الانتقال وصولا إلى مرحلة الانتخابات، وكانت هذه المبادرة ضمن ثلاث مبادرات أخرى قدمها حمدوك للخروج من الأزمة إلا أنها باءت بالفشل.

Exit mobile version