انتخابات السودان.. مطلوبات قبل البداية

الخرطوم : النورس نيوز

 

أعلن مجلس السيادة الانتقالي أمس الشروع في الإجراءات العملية للانتخابات المقبلة لترسيخ الانتقال الديمقراطي بالبلاد ، واوصي بالبدء في التوعية الانتخابية عبر وسائل الإعلام المختلفة، وتوفير المطلوبات اللوجستية والمواد الانتخابية، وقالت الناطق باسم المجلس سلمي عبدالجبار في تصريح صحفي ، إن رئيس المجلس عبدالفتاح البرهان اكد خلال اجتماع بالقصر أمس ، علي ضمان مشاركة المواطنين في اختيار حكومة منتخبة عبر صناديق الاقتراع بنهاية الجدولة التي أعدتها المفوضية القومية للانتخابات، والتي تبدأ مطلع يناير المقبل وتنتهي في يوليو 2023م وأضافت أن المجلس استمع إلى شرح وافٍ من المفوضية حول الإرث التاريخي للعملية الانتخابية في البلاد.

 

اسقاط النظام :

محللون سياسيون أشاروا في تصريح لـ(النورس نيوز)  إلى ان الأوضاع بالساحة السياسية لا تسمح بإجراء انتخابات ، ولا بد من الاعداد الجيد لهذا الاستحقاق الدستوري، ليتمكن الشعب السوداني من اختيار من يحكمه ، مشيرين  إلى ان الانتخابات التي تمت في فترة النظام السابق لم تكن انتخابات نزيهة، لأنه كان يلعب بصناديق الاقتراع لحسم النتيجة لصالحة.

بعض الأحزاب رفضت اجراء الانتخابات في ظل هذا النظام الحالي ، بحجة انه نظام انقلب على المدنية بإجراءات 25 أكتوبر التي اتخذها رئيس مجلس السيادة الانتقالي ، واعتبروا ان الأهم الان أسقاطه ، وأعلنت استمرارها في الحراك الثوري لتحقيق ذلك الهدف ، مشيرة  إلى ان اجراء انتخابات في ظل نظام ديكتاتوري ، لن تختلف عن التي كانت تتم في عهد النظام السابق لان القوي الانقلابية لتحسم النتيجة لصالحها ، موضحة ان قيامها سيؤدي  إلى حدوث صراعات .

 

النازحين واللاجئين :

وبحسب مراقبون تحدثوا لـ(النورس نيوز)، فان العملية الانتخابية تحتاج  إلى إجراءات كثيرة، متعلقة بالأحزاب وأخرى بالحكومة نفسها ، مشيرين  إلى ان هذا الاستحقاق يحتاج  إلى اجراء تعداد سكاني حقيقي ، وهذا لا يتحقق الا بعودة النازحين  إلى قراهم ، وكذلك اللاجئين الذي فروا  إلى بعض دول الجوار بسبب النزاعات التي اندلعت مؤخرا بدارفور ، منوهين  إلى ان تجاوز مثل هذه الشروط لن يؤدي  إلى انتخابات حرة ونزيهة.

 

شروط الانتخابات :

الحزب الشيوعي سبق ان اصدر بيانا أوضح خلاله ان العملية الانتخابية تحتاج  إلى شروط يجب ان تتوفر أولا ، من بينها تصفية نظام الإنقاذ وابعاد كوادره من المواقع الأساسية في أجهزة الدولة المدنية والعدلية ، بالإضافة  إلى استرداد الأموال المنهوبة في الداخل والخارج ، وأن تؤول كل شركات القوات النظامية الى وزارة المالية والقطاع العام الأخرى، فضلا عن حل جميع المليشيات وتسريحها وإعادة دمجها في القوات النظامية وهيكلتها لتصبح قوات قومية بعقيدة واحدة لحماية الشعب والوطن، وضرورة القصاص العادل لشهداء ثورة ديسمبر ومساءلة ومحاسبة كل من أسهم في ارتكاب جريمة في حق الشعب والوطن من عناصر النظام المُباد ، مشيرا أهمية قيام المؤتمر الدستوري القومي بمشاركة جميع أهل السودان بكل كياناتهم ومكوناتهم خاصة كيانات القوى الثورية التي أطاحت بالنظام المُباد.

 

اقصر انقلاب :

القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار أشار في تصريح لـ(النورس نيوز) ، ان البرهان أراد بالدعوة للانتخابات ان ينصب نفسه وصي علي الشعب السوداني وعلي الانتقال الديمقراطي ، وأضاف ان البرهان يريد إعادة النظام نظام المؤتمر الوطني ، وستكون الانتخابات مزيفة لأنها تمت في نظام انقلابي، كرار قال سنسقط الحكومة قيام 2023م وسيكون انقلاب البرهان اقصر انقلاب في التاريخ ، وأضاف ” اذا لم تسقط سنقاطعها وسندعوا الشعب السوداني لمقاطعتها “، موضحا انه حتي لم تم إقامة الانتخابات تحتاج إلى ان يعم السلام ارجاء البلاد ، وتحتاج  إلى وضع ديمقراطي ، وقال الوضع الان لا يسمح نحن في حالة ثورة علي انقلاب 52 أكتوبر.

 

خوف أحزاب :

مراقبون أشاروا  إلى ان بعض الأحزاب السياسية تخشي قيام الانتخابات ، واعلبها شاركت في حكومة الفترة الانتقالية الاولي والثانية ، وهي تعلم انها لن تأتي  إلى السلطة مرة اخري عبر صناديق الاقتراع لأنها لا تملك قاعدة جماهيرية ، بل ان بعضها يمسك ختم حزبها في (الجيب) لا دور ولا برنامج لها، اخرون اوضحوا ان بعض الأحزاب الكبيرة حدثت فيها انقسامات فهي ايضا تخشي الانتخابات لأنها لن تفوز ، وكانت حتي الحكومة الثانية متحكمة في مراكز القرار في الحكومة السابقة ، و كانت سببا في الإجراءات التي اتخذها البرهان في 25 أكتوبر الماضي، لأنها تعمدت اقصاء الاخرين.

 

تنفيذ اتفاق :

يوليو الماضي ارتفعت بعض الأصوات مطالبة بانتخابات مبكرة قال نائب رئيس الحركة الشعبية شمال ياسر سعيد عرمان، ان الدعوى لانتخابات مبكرة، تهدف لقطع الطريق على الانتقال وعلى تنفيذ اتفاق السلام وجمع السلاح في يد القوات المسلحة المهنية وفق الترتيبات الأمنية، وإصلاح وتحديث القطاع الأمني والعسكري، وعدم اكمال التفاوض مع الآخرين، وهي روشتة للحرب وليست روشتة للانتخابات، وأضاف عرمان في مقال له: بعد أن فشل الفلول في القفز بزانة ٣٠ يونيو ٢٠٢١ نحو السلطة، فإن قواعد لعبتهم الجديدة تتمثّل في (المُصالحة، إزالة لجنة إزالة التمكين، اطلاق غول الصراعات القبلية، الانتخابات المبكرة).

Exit mobile version