مظاهرات القصر.. قراءة ثانية

الخرطوم : النورس نيوز

 

بعد 3 سنوات من ثورة ديسمبر استطاع المتظاهرون الوصول إلى محيط القصر الجمهوري، رغم ان هذه امنيتهم ، لكنها لم تتحقق خلال السنوات الماضية لان السلطات تفرقهم قبل الوصول اليه بإطلاق الغاز المسيل للدموع ، والقنابل الصوتية ، والرصاص الحي.. فهل وجد الثوار تسهيلات للوصول اليه ؟ هذا كان السؤال الذي يدور في فك ذلك اليوم، فالبعض رأي ان الثوار وجدوا تسهيلات للوصول إلى القصر أي ان (قوش) اخر قام بهذه المهمة ، وحتي المظاهرات التي كانت في 25 أكتوبر .

 

أجنبية او حزبيين:

التحليلات تُشير إلى أن الجهة المحركة لهذه التظاهرات تريد ان تنتهي بالوصول إلى القصر الرئاسي ولم تكن تنوي الاعتصام امامه ، ومن المهم جدا الإشارة إلى ان القيادة لهذه التظاهرات لا تريد ان تنظر الان ، اذا كانت جهات اجنبية او حزبيين لبسوا عباءة لجان المقاومة وهذه برع فيها الحزب الشيوعي ..والطبيعي ان هذا الحراك يكون مع الحزبيين ، لان الثورة لها ركن موضوعي وركن ذاتي ، الموضوعي متوفر في الغلاء ورفض لبعض العسكريين، التظاهرات التي وصلت إلى محيط القصر تعني مرحلة جديدة من عمر ثورة ديسمبر ،ومن الواضح ان ما يحكم البلاد في الفترة القادمة هو الاتفاق الموقع بين البهان وحمدوك في 21 نوفمبر الماضي

 

السلمية والعنف :

في 52 أكتوبر المظاهرات تم تفريقها قبل الوصول إلى باحة القصر الجمهوري ، وكانت قبضة السلطات قوية جدا تلك المنطقة ، واستخدمت القوات النظامية أساليب جديدة ، من بينها اغلاق الطرق بالحاويات ، ورش المتظاهرين بمياه قيل انها مخلوطة بمادة حارقة ، واخذ الثوار عينات منها لفحصها وتحديد ماهي الضبط ، لكن السؤال هل يخرج الثوار في كل مرة إلى الشوارع عند الواحدة ظهرة ، ويسقط شهداء وجرحي ومعتقلين ويتم تخريب بعض المواقع أحيانا ، ومن ثم يذهب الناجون إلى منازلها عند الخامسة مساء ؟ المظاهرات معروف انها من وسائل التعبير السلمية المعترف بها في كل العالم ، وعدم السماح بها يعني انتهاك حرية التعبير لدي المواطنين ، لكن يتخوف مراقبون سياسيون لـ(النورس نيوز) من ان تتحول المظاهرات من سلمية إلى العنف ، كما بدأ يظهر في المواكب الأخيرة حيث تم حراق بعض اقسام الشرطة ، ويتم الاعتداء علي بعض افراد القوات النظامية ، مشيرين إلى ان الامر يمكن ان يؤدي إلى الفوضى ، لذلك لا بد ان ان يتوافق القوي السياسية علي برنامج الحد الأدنى لإنقاذ البلاد من الانزلاق نحو الهاوية .

 

وجود العسكر :

واستقرار البلاد يعني في هذه المرحلة توافق القوي العسكرية والمدنية علي ميثاق جديد ، ما يعني ان الشعار الذي تنادي به بعض القوي السياسية بفض الشراكة مع العسكر غير وارد ، فوجودهم مهم في هذه المرحلة ، لان البلاد تحتاج تعاني من حروب ونزاعات ، ويوجد اكثر من 8 جيوش ، عدد كبير منها بالعاصمة ، كما ان الأوضاع الاقتصادية أصبحت معقدة جدا ، وأشار خبراء عسكرييون لـ(النورس نيوز) ان العسكريين هم ركن مهم من ثورة ديسمبر كونهم انحازوا لإرادة الشعب وحقنوا الدماء ، مشيرين إلى ان التعثر الذي صاحب الانتقال كان جزء منه المدنيين انفسهم ، وسيطرتهم علي مراكز القرار بالبلاد .

 

سلبيات وايجابيات:

رئيس حزب الامة القومي فضل الله برمه أشار في تصريحات إعلامية إلى ان وصول المتظاهرين إلى محيط القصر الجمهوري بها سلبيات وايجابيات ام السلبيات لم يكن للثوار خطاب فيه مطالبهم للجهات المسؤولة ، ومنصبه ليتحدثوا منها ، وقال هذا دليل علي ان العمل فيه نوع من “الهرجلة” ودليل علي انهم ليس علي قلب رجل واحد او امرأة واحدة .

مشيرا إلى ان الإيجابيات منها ان الخسائر قليلة قياسا بالخسائر الماضية ، بدليل ان الثوار سلكوا سلوك سلمي وقوات الشرطة لم تستخدم الا الحد الأدنى من لفض المظاهرات ، وأضاف السلمية كانت شعار بالنسبة للثوار والشرطة وهذه ظاهرة حميدة ، مشيرا إلى التلاحم بين القوات المسلحة والثوار امر عظيم وله دلالات كبيرة بأننا حققنا شعار جيش واحد شعب واحد .

مكان امن :

أعضاء تجمع المهنيين السودانيين اوضحوا في تصريح لـ(النورس نيوز) ان وصول الثوار إلى محيط القصر الجمهوري في تظاهرة كبيرة امرا محمودا ، مشيرا إلى انه لم يكن مخطط ان يتم الاعتصام ، رغم انه اصدر بيانان باللحاق بالتجمعات امام القصر ، وبرر تراجعه من الخطوة بأنه الامر يحتاج لاعداد جيد كما ان محيط القصر لا يمثل مكانا امن للثوار .

Exit mobile version