الاعتداء على الإعلاميين.. حوادث لا تنتهي

تقرير أخباري: آية إبراهيم

 

“ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها، لمضايقات ولن تكون الأخيرة، ماذا يعني هتاف مئات ضمن مئات الآلاف أو الملايين..؟” هكذا ردت مديرة مكتب قناتي العربية والحدث، لينا يعقوب على حادثة طردها من قبل محتجين بالقصر الجمهوري بمليونية 19 ديسمبر وقالت لينا عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك : “أنا أقوى بكثير مما يتداوله البعض.. وسنظل نغطي الحدث من مكان الحدث، هكذا كنا وسنبقى نقول الكلمة ونمضي”.

اعتداء وخروج

تكررت حوادث طرد الإعلاميين والاعتداء عليهم فحادثة لينا يعقوب لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة كما قالت إذ سبقتها حوادث لها أو لعدد من الإعلاميين غيرها الذين ظلوا يتعرضون للمضايقات أثناء أداءهم لرسالتهم الإعلامية.

 

ففي أكتوبر الماضي قال مراسل الجزيرة مباشر في الخرطوم محمد عمر إن معتصمين أمام القصر الجمهوري في الخرطوم اعتدوا على فريق القناة بالضرب والتعنيف خلال تغطيتهم لاعتصام القصر، وأشار إلى أن المجموعة التي أعتدت عليهم قامت بتوجيهم بنقل الحدث من أماكن تحددها هي، وأضاف المراسل فضلنا الخروج من ساحة الإعتصام بعد توتر الأوضاع لنكون في وضع آمن.

حوادث أخرى

وفي ذات مقر الإعتصام الذي شهد الاعتداء على محمد عمر تعرض عدد من مراسلي القنوات الفضائية ووكالات الأنباء العالمية لمضايقات وتحرش وصلت حد الضرب إذ تعرضت سيارة مراسل وكالة الأناضول بهرام عبد المنعم للتهشيم ونهب جميع محتوياتها كما تعرض فريق قناة (بي بي سي) في السودان للضرب والمنع من التصوير.

اعتذار مسئولين

تكرار الاعتداءات على الإعلاميين في السودان أدت في كثير من الأوقات إلى خروج المسؤولين للاعتذار عنها إذ تقدم مبارك أردول أحد قادة اعتصام القصر باعتذار للمعتدى عليهم، وقال إن ذلك سلوك مُشين وغير حضاري قامت به جهات قاصدة إرسال رسالة سالبة عن الاعتصام، وهو سلوك لا يشبهنا”، وأعرب “أردول” عن اعتذاره للصحافيين عن ما حدث ولأي صحفي.

تنوع اعتداءات

قبل ذلك تعرض الصحفي صلاح مختار لاعتداء غاشم من قبل عصابة كانت تحاول سرقة ابنه أو احد أبناء الجيران، وحسب منشور له على الفيسبوك قال “قمت بإيقافهم ودخلت معهم في عراك ..كانوا يحملون سكاكين وتدخل الجيران وقاموا بفك الاشتباك وهربت العصابة قبل تجمع رجال الحي”.
كما تعرض الصحفي على الدالي لاعتداء وسط الخرطوم ادخل على اثره المستشفى لتلقي العلاج، ولم تتوقف الاعتداءات على الصحفيين وتوالت تباعا باعتداء وحشي على الصحفي علي فارساب واصابته في الرأس واعتقاله لأيام خلال مشاركته في مليونية 17 نوفمبر.

التزام وتخوف

ورغم تقدم السودان إلى المرتبة (159) من مجمل (180) دولة في العالم، في مؤشر حرية الصحافة لعام 2020، وفقاً لتقويم منظمة “مراسلون بلا حدود” المستقلة المعنية بحريات الصحافة وحماية الصحافيين، متقدماً (16) مرتبة عن موقعه العام الماضي؛ إلا أن واقع الحريات الصحفية والاعتداء على الصحفيين لم يتغير كثيرا بالرغم من التزام رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بوضع حد لحوادث الاعتداء على الإعلاميين والذي سينعكس سلبا على حالة السودان من الحريات الصحفية أمام المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان.

ومازاد قلق القبيلة الإعلامية استمرار الاعتداءات عليهم والتقصير من قبل السلطات في حمايتهم لأداء واجبهم في ظل الحكومة الإنتقالية التي سبقتها شعارات “حرية، سلام وعدالة”.

Exit mobile version