الأخبار الرئيسيةتقارير

قتلى وجرحى.. من يطلق النار على المتظاهرين

الخرطوم :النورس نيوز

 

ارواح تُقتل على بعد امتار من القصر الجمهوري بوسط الخرطوم ، أفواه البنادق ما تزال تُصوب نحو صدور الشباب ، وعبوات البمبان تقطع الانفاس فيرتقي البعض إلى الله شهداء ، كر وفر بين القوات النظامية والمتظاهرون في شوارع العاصمة ، اغلاق بعض الطرق وازدحام في أخرى، يقطع المواطنون مسافات بعيدة سيرا على الاقدام .. هكذا حال حال الخرطوم وولايات أخرى.

حذر الحكومة:
احمد كامل الشاب العشريني ارتقت روحه إلى السماء ، متأثرا بأصابته في 13 نوفمبر ، والصورة التي جابت الاسافير عندما كان متوسطا الثوار وهو على الفراش الابيض بالمستشفى، كان وقتها قطع عهدا معهم بان تحقيق مدنية الدولة يحتاج ان ندفع ارواحنا ثمنا لها ، خاصة في بلد كان تحت الحكم الشمولي لعقود .
المجتمع الدولي سبق ان حذر الحكومة من استخدام العنف المفرط تجاة المتظاهرين ، وفيما تؤكد القوات النظامية انها استخدمت الحد الأدنى ، يسقط شهداء وجرحى ويطل السؤال برأسة من يقتل المتظاهرين إذن؟
عندما تم فض اعتصام القيادة العامة في 3 يونيو 2020م كانت القوى التي نفذت المهمه ترتدي زي قوات الدعم السريع بحسب مقاطع الفيديو المتداولة ، لكن قائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو نفى هذا الاتهام ، وذكر اكثر من مرة ان هناك من يسعى إلى تشويه صورة قواته لدى الشعب السوداني؛ وظل هذا اتهاما لم تثبته حتى الان اللجنة المستقلة المكلفة في التحقيق برئاسة الخبير القانوني نبيل اديب ، التي تعاني من نقص في الدعم اللوجستي وتنتظر قدومه من الخارج.

3 جثامين :
بعد حادثة فض الاعتصام القيادة العامة خرجت مواكب 30 يونيو من نفس العام ، في عدد من الولايات ، رغم ذلك تم استخدام مفرط للسلاح خاصة بامدرمان بالقرب من البرلمان ، لكن الفاجعة كانت صباح اليوم حيث تم القاء 3 جثامين بخور ابوعنجة لشباب في بداية العشرينات من العمر وكانوا ضمن المشاركين في ذلك الموكب، وكانت اثار التعذيب واضحة عليهم ، وحتى الان لم يتم القاء القبض على الجناة .
مواكب هادرة :
رغم ان المواكب لم تتوقف ، وتكون هادرة جدا عندما يتم اتخاذ قرارات يرفضها المواطنين ويعتبرون عن ذلك بالخروج في تظاهرات ، وترتفع حصيلة الشهداء والجرحي ، فعندما اصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان قرارات 25 اكتوبر وجدت رفض من المواطنين وخرجوا قبل شروق الشمس في تظاهرات في الشوارع ، ووصفوا الخطوة بأنها انقلاب على المدنية ، وبعد ذلك تم الاعلان عن تظاهرت كبيرة واعلنت لجنة الاطباء المركزية ان عدد الشهداء تجاوز ال40 شهيدا.

ست النفور :
ست النفور عشرينية التي استشهدت في مواكب 17 نوفمبر الماضي ، بحزن تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي خبر وفاتها ، وحكت والدتها اخر لحظات قضتها بالمنزل قبل مغادرتها للمشاركة في ىالموكب ، وكيف كانت تنزف جراء اصابتها بالرصاص في الوجه ، تم تدوين بلاغ وماتزال الاجراءات جارية .
اسقاط الحكومة:
ارتفع سقف مطالب الثوار إلى اسقاط النظام بوصفه انقلابي ، ولم يعد المطلب خروج العسكر من السلطة فقط ، الان المطالب اسقاط رئيس الوزراء عبدالله حمدوك ايضا لانه وافق على اجراءات البرهان التي اتخذها في 25 اكتوبر ، مايعني الانقلاب علي الحكم المدني ، واعتبروه خائن لدماء الشهداء؛ بالمقابل فان تجمع المهنيين اعلن انه سيتم التصعيد الثوري إلى الاعتصامات والعصيان المدني ، رغم ان هذه الوسائل مشروعة ومجربة يأمل التجمع من الشعب السوداني بتطبيقها .
استفزاز القوات :
المحلل السياسي عبدالله الياس اشار في تصريح لـ(النورس نيوز) إلى ان اسر الشهداء دونت بلاغات ، لكنها ضد مجهول ، وحتي الان لم نشمع او نشاهد انه تم القصاص للشهدا ، مشيرا إلى ان ملف العدالة من اهم ملفات ثورة ديسمبر ، لكنه ليس من اولويات الحكومة ، بدليل انه حتى الان لم تتم محاسبة الذين فضوا اعتصام القيادة العامة ، بل لا احد حتى الان يعرف من الذي أعطى الاوامر ، مستدركا: ان المسؤل الاول هو رئيس المجلس العسكري وقتها ، مشيرا إلى انه تم التحقيق معه من قبل اللجنة المستقلة ، لكن هذه القضية مر عليها عامان ونصف ولم تظهر نتائجها .
وقال اذا لم تتم محاسبة الذين اطلقوا النار على الشهداء والجرحي لن تجف دماء الثوار ، مشيرا إلى ان بعض اعداء الثورة يحاولون تشويه صورة الثوار ويقومون بإستفزاز القوات النظامية ، وتخريب بعض اقسام الشرطة ، مطالب القوات النظامية بمحاسبتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *