(الامة القومي).. صراعات ومواقف رمادية

 

منذ وفاة رئيس حزب الأمة القومي الراحل الصادق المهدي بدأت التجاذبات والصراعات ترتفع عند اي موقف يتخذه الحزب تجاه أي قضية كانت، قبل تخفت تلك الأصوات لاحقا، تلك الصراعات وصلت حد معاداة قيادات بالحزب ، وكان آخر تلك المواقف عقب القرارات التي اتخذها رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان في 25 اكتوبر الماضي .

الخرطوم: النورس نيوز

وجود في الشارع

ويؤكد محللون سياسيون أن حزب الامة القومي حزب كبير ومحافظ فضلا عن أنه يضم شباب ثوريين، وبالتالي فإن حدوث صراعات امر ليس مستغربا.
ومضوا للقول إن رئيس الحزب الراحل الصادق المهدي كان يخاطب بحكمته المعروف بها الفئتان اي الفئة التقليدية والفئة الحديثة.
فالقاعدة التقليدية التي تضم في الغالب عضوية الحزب بالارياف والرعاة والمزارعين وهؤلاء ليس لهم وجود في الشارع السياسي او اهتمام بالقضايا القومية او صوت اعلامي.
أما الفئة الحديثة فهم شباب الحزب الثائر.

انسياق وراء اليسار

ويعاني حزب الامة القومي حاليا من انفصال تام بين فئة الشباب والفئة التقليدية ، وهذا يعتبر تحدي حقيقي له ، فعضوية الحزب من الشباب يمضون الان مع أحزاب اليسار في نفس فكرة المدنية ورفضهم لحكم العسكر ، لكن التقليدين بالحزب هم اقرب لـ(العسكر) ، وربما يضطر الحزب مستقبلا للانحياز لكتلته الانتخابية وهي الفئة التقليدية بالحزب، لكن اذا تأخرت الانتخابات عن الموعد المضروب لاي سبب ستظل مواقف الحزب مع الشباب الثائر.

انسحاب مفاجئ

مراقبون أشاروا إلى أن الصراع في الحزب قديم وهو صراع نفوذ وسلطة ، فالامام الصادق المهدي قبل وفاته عدل الدستور وسمي نواب ومستشارين لتخفيف حدة الخلاف حول رئيس الحزب ، وكان الصراع داخل الحزب ظاهرا للعيان ، لكن في ظل وجود الامام لا يستطيع احد التحدث عنه.
غير أنه وبعد التوقيع علي الاتفاق السياسي الذي شارك في كتابته رئيس الحزب وامينه العام انفجرت الخلافات وبرزت مطالبات بضرورة سحب الثقة منرئيسه ومحاسبة امينه العام .
ورغم ان الرجلان شاركا في كتابة الاتفاق ، الا انهما انسحبا من القاعة قبل التوقيع عليه ، وقتها كانت التسريبات بأن الانسحاب المفاجئ سببه وجود بعض الذين شاركوا النظام السابق ضمن الحضور ، لكن الاخبار المؤكدة تقول ان برمة ناصر والواثق البرير غضبا من البيان الذي اصدرته نائب رئيس الحزب مريم الصادق برفض الحزب الاتفاق ووصفه بانه شرعنة للانقلاب ، وهذا الامر كان محرجا جدا لرئيس الحزب والامين العام.

خلافات داخلية

قيادات بحزب الامة القومي اكدت ان مايحدث داخل الحزب هو اختلاف في الرؤى وهذا امر طبيعي ، وليس كما يروج له البعض بإنه صراع تيارات ، وأشاروا إلى أن الاتفاق السياسي الموقع بين رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء في 21 نوفمبر وجد قبول من البعض ورفض من اخرين ، لكنهم اكدوا انهم يؤيدون اي قرار او خطوة تؤدي إلى ديمقراطية حقيقة بالبلاد، وضمانات لحدوث تحول ديمقراطي بعد عام ونصف.
وقالوا إنه بدون حاضنة سياسية للحكومة سيكون الاتفاق بين حمدوك والبرهان وحركات الكفاح المسلح التي اعترفت بالاتفاق السياسي.

مغازلة حمدوك

المشكلة التي يواجهها حزب الامة القومي في الفترة القادمة تتمثل في رئاسة الحزب، رغم ان الحديث عنها الان في اطار الاسرة وبين قيادات الحزب بالمركز والولايات، البعض يرشح صديق المهدي وهو يجد دعم من تيار الواثق البرير ، بينما رشح آخرون عبدالرحمن المهدي ،لكنه سيصطدم بانه كان مشاركا في النظام السابق حتى الإطاحة به، وعلى الرغم من ذلك فهناك تيارات تدعم ترشيح عبدالرحمن وهي التي تختلف مع تيار الواثق البرير .
بالمقابل تتحدث قيادات الحزب عن ضرورة عقد المؤتمر العام للحزب في فترة 6 اشهر لاختيار الرئيس وبقية الهياكل، لكن الواقع يقول غير ذلك، فمؤسسات الحزب مشغولة حاليا بما يدور في الساحة السياسية، وكيفية التحايل للرجوع للمشاركة في الحكومة مرة أخرى، وظهر ذلك في حديثهم عن ضرورة وضع شروط لاختيار الوزراء ، مايعني انهم يغازلون عبدالله حمدوك ويريدون ان يؤكدوا انهم سيكونون بمثابة حاضنة سياسية رغم ان الجميع انفض منه.

Exit mobile version