شرق السودان.. حل الأزمة أو تقرير المصير

تقرير- النورس نيوز

 

ما زالت أزمة إقليم شرق السودان تلقي بظلالها على المشهد السياسي بعد ان فشلت جميع المجهودات التي بذلت لطي جذوة الخلافات هناك، وتعيش الحكومة الانتقالية في المركز أزمات طاحنة بعضها بسبب أزمة شرق السودان وبعضها الآخر ناجم عن تصدعات تحالف قوى الحرية والتغيير التحالف الحاكم في السودان، بيد أن أزمة الشرق تظل هي العقبة الكؤود التي تواجه الحكومة الانتقالية، لارتباطها بالأوضاع الاقتصادية وتأثيراتها المباشرة في الواقع السياسي السوداني المعاش، فقد هدد مجلس نظارات البجا بشرق السودان، الجمعة، بالذهاب إلى الحكم الذاتي والانفصال إذا رفضت الخرطوم مطالبه، وقال مجلس نظارات البجا: “نطالب الحكومة السودانية بشقيها العسكري والمدني بمنبر منفصل للحوار”.

 

التمثيل العادل:

يذكر أن الأزمة شرق البلاد كانت انطلقت منذ 17 سبتمبر الماضي (بعد أن نُظّمت احتجاجات في ميناء بورتسودان ضدّ اتّفاق السلام التاريخي الذي وقّعته الحكومة الانتقاليّة في أكتوبر عام 2020 في مدينة جوبا مع عدد من الحركات١١ والقبائل التي حملت السلاح في عهد البشير. وطالب المحتجون بإلغاء الاتفاق، معتبرين أنه لا يضمن تمثيلا عادلا لمنطقة شرق السودان وقبائلها. أما أبرز منظمي تلك الاحتجاجات والمشاركين فيها فكانوا من قبائل البجا، وهم من السكان الأصليين للمنطقة. يشار إلى أن إقليم شرق السودان يضم ثلاث ولايات، هي: البحر الأحمر وكسلا والقضارف، ويعتبر استراتيجيا كونه يحدّ إريتريا ومصر وإثيوبيا ويمتد ساحله على البحر الأحمر بطول 714 كيلومترا وعليه مرافئ نفطية، إلا أنه يضم أيضا المناطق الأكثر فقرا في البلاد. ويشكو العديد من سكانه من إهمال اقتصادي وتدهور للأوضاع المعيشية.

 

مزايدة سياسية:

وفي المؤتمر الصحفي لقوى الحرية والتغيير اليوم السبت، بوكالة السودان للأنباء، دعا مستشار رئيس الوزراء للشؤون السياسية ياسر سعيد عرمان إلى الاعتراف بأزمة شرق السودان كقضية سياسية وعلى الحكومة إيجاد الحلول الناجعة لها وقال عرمان ان الشرق له قضية حقيقية وأنه طوال 64 عاما لم يجد الانصاف وظل كغيره في دارفور و المنطقتين يعاني ظلم التهميش وإنه آن الأوان لمعالجة اختلالات الماضي السياسية بإقامة مؤتمر حوار جامع يعالج الأزمة هناك برضا اهل المنطقة. واعلن عرمان رفضهم لأية مزايدات سياسية بمحاولة الزج بإقليم شرق السودان الذي يعتبر بوابة ومنفذ السودان للعالم الخارجي ومحاولة اللعب بالميناء ككرت ضغط سياسي لقمع الطرف الاخر معتبرا البحر الأحمر و بورتسودان خطا احمر وان اية محاولة للعبث بمقدرات البلاد ستواجه بالرفض. وأشاد عرمان خلال المؤتمر الصحفي اليوم السبت بأهل البحر الأحمر في مدينة بورتسودان التي خرجت في موكب ٢١ أكتوبر مؤيدين للانتقال الديمقراطي وتسليم الحكومة للمدنيين.

 

منعطف تاريخي:

ويرى د. ابوبكر ادم المحلل السياسي ان أزمة شرق السودان دخلت منعطفاً خطيرا بمحاولة رهنها لأجندة خارجية كواقع يجر الحكومة للتعامل معه على هذا الأساس مشيرا إلى ان واحدة من الأركان المهمة هو السعي الجاد لجميع الأطراف لإيجاد حلولا ناجعة لا تقصي احدا من المشهد. وطالب اهل الشرق الى الجلوس لبحث كيفية معالجة هذه الأزمة كشأن داخلي معلنا رفضه لكل محاولات التقوي بالأجنبي لحسم نقاط خلافية داخلية. وأوضح ابوبكر ان الازمة بصورتها الراهنة تمضي على نحو أزمة إقليم الجنوب قبل الانفصال . واكد ان تراكم الخلافات والصراعات ستؤدي بقضايا المنطقة للتصعيد ولطريق مسدود او قد تقوده لاختيار طريق الانفصال كما هو يجري الآن.

عدم اقصاء الاخرين:

وأشار الأستاذ موسى حمدين نائب رئيس حزب الأمة الموحد وامين التنظيم بالجبهة الوطنية للتغيير ل(النورس نيوز)  بقوله ما يجري الآن لن يقدم البلاد للأمام، مؤكدا ان المجلس العسكري لم يملك رؤية واضحة في التعامل مع القوى السياسية وجزم بأن المكون المدني يمضي بانتهازية لحكم البلاد عبر أربعة أحزاب فقط معظمها أحزاب يسار، كل همها هو مقاعد السلطة فيما تتفاقم أزمة الشرق لتصل أوجها. وقال هناك مائة حزب سياسي و منها 95 حزب سياسي خارج التركيبة والمشاركة في السلطة ما يؤكد ان الجدلية السياسية في السودان لن تنتهي قريبا مالم يتم الجلوس بين المكون المدني و العسكري والقوى السياسية لبحث الشراكة و الاتفاق على طريقة إدارة الدولة والتفكير في معالجة أزمة شرق السودان الذي يبحث الان عن تقرير مصيره مؤكدا بقوله هذه هي القضايا الحقيقية في السودان، وقال إن حل الأزمة السودانية تكمن في جلوس المكون العسكري و المدني مع القوي السياسية لبحث مصلحة البلد. وطالب موسى بضرورة ان يتم الاتفاق على إدارة الوطن بطريقة افضل. وقال ان الحل يكمن في المشاركة الحقيقية بدون اقصاء لاحد وتحديدا في قضية شرق السودان.

 

Exit mobile version