الأزمة السودانية…الإعلام الخارجي وأجندات المموّل

تقرير أخباري : آية إبراهيم

 

مقدمة

الحراك الكبير الذي يدور في الساحة السودانية خلال هذه الأيام بدءاً من الإعلان عن المحاولة الإنقلابية الفاشلة وتوزيع الاتهامات والمشاكسات ما بين المكونين العسكري والمدني مرورًا بخلاف قوى إعلان الحرية والتغيير وصولا إلى اعتصام القصر الجمهوري ومواكب 21 أكتوبر وجهت أنظار الإعلام الخارجي إلى السودان بشكل مضاعف لتتناول كل وسيلة إعلامية خارجية القضية السودانية بزاوية مختلفة وسط هجوم على بعضها من التناول للقضية بشكل قد لا يخدم السودان.

هجوم واسع

وجد تقرير الإعلامي السوداني بقناة الجزيرة فوزي بشرى هجومًا واسعًا من قبل مناصرو اعتصام القصر الجمهوري بعد عرضه لتقرير أعده و أذاعه للقناة والذي جاء فيه “”إنه اعتصام القصر، الذي يضم حركات مسلحة وزعماء قبائل وعشائر وطامحين إلى المناصب، وخلقاً كثيرا من المنبتين سياسياً جاءت بهم دعة العيش في الاعتصام والزمان مسغبة، وجاء بهم إغواء العطايا والزمن فقر، فأقاموا مناصرين للعسكر، باذلين أنفسهم حاضنة لهم، بعد أن عزت على العسكر الحواضن”، وصاحب التقرير مقطع فيديو مفبرك في وقت مضى.

لفت انتباه

تقرير فوزي بشري على فضائية الجزيرة لفت الانتباه لكيفية تناول وسائل الإعلام الخارجية للحراك الذي يدور في السودان خلال الأيام الماضية إذ يلحظ بعض المتابعين لوسائل الخارجية ميلاً عن المهنية ويدللون على ذلك بتقرير فوزي الأخير عن مظاهرات 21  أكتوبر في السودان إذ يرون أنه  تجنب المهنية ولم  يلتزم الحياد بإيراده فيديوهات قديمة ليدعم به مزاعمه ويؤيد بها موقفه المنحاز لمجموعة دون الأخرى، وهناك قنوات أخرى مشاهدة ووكالات أنباء عالمية يكتب مراسليها مواد تبرز في، ثناياها الانحياز الكامل وتوضح وتكشف توجهات كاتبها، وهو أمر يلاحظه المتابع لتفاصيل المشهد السوداني، ويشير الخبير الإعلامي بروفيسور علي شمو إلى أن الفضائيات الخارجية لديها سياساتها التحريرية التي ترتبط وفقا لمصالحها وان نظرة كل محطة إعلامية تختلف عن الأخرى لافتا إلى عدم التزام المحطات العربية للقضية السودانية بالموضوعية خلافا عن المحطات الدولية، وقال شمو لـ(النورس نيوز): يفترض أن يكون عكس المادة الإعلامية بطريقة غير خارقة وواضحة، مبينا أن بعض الفضائيات تستضيف أطراف محددة دون الأطراف الأخرى، وقال إن هذه السياسة قد تحدث اضرار بالقضية السودانية، لافتا إلى أن هنالك عدم دقة في عكس الأرقام المشاركة في المواكب وتلاعب بالكاميرات، مشيرا إلى أن الضحية في كل ذلك المشاهد الذي أصبح ذكيا ويعرف يميز.

 

تناول مصلحة

وينبه الخبير الإعلامي عبد الله ادم خاطر إلى أن الإعلام الدولي ليس لديه مصلحة في من سيحكم السودان سواء كان خلال الفترة الانتقالية أو بعدها وقال خاطر لـ(النورس نيوز) إن ما يهم الخارج التيارات المؤثرة في القارة الافريقية والإقليم العربي الإسلامي، ويؤكد أن الإعلام يتناول القضايا السودانية في المقام الأول وفقا لمصالح الدول التي يعملون بها ولفت إلى ضرورة ان يقابل الإعلام الداخلي ذلك بخدمة القضية السودانية.

 

مؤشر سيء

ويشير الخبير الإعلامي ضياء الدين بلال إلى أن السودان أصبح من أكثر الدول المنتجة للأخبار خلال الفترة الأخيرة بعد استمرار الأزمة وتوسع مكاتب القنوات الخارجية في السودان، وأعتبر  بلال في حديثه لـ(النورس نيوز) أن ذلك مؤشر سيء للسودان إذ يدلل على عدم استقراره واضطرابه السياسي، وقال إن الاعلام الخارجي يحاول أن يكون محايدًا لكن العواطف والآراء  الشخصية تلعب دور وتنتهك المهنية خصوصا فيما يلي تحديد الأرقام اذا كانت هنالك مواكب فالبعض يعكس الأعداد المشاركة وفقا لاعتباراته الشخصية وزاد بالقول: “الإعلام الخارجي يعبر عن سياسات الدول”.

عناصر قوى

يعتبر الاعلام في عصرنا الحالي أحد عناصر قوى الدولة الشاملة لذلك تسعى كثير من الدول لامتلاك هذا العنصر الفعال و الفتاك في تنفيذ سياسات الدولة الخارجية وهو ما يؤكده الباحث في العلاقات الاستراتيجية والعلوم الدولية حسن دنقس الذي يضيف “إذا نظرنا لكيفية تناول الاعلام الخارجي للأزمة السودانية نجده يتغير وفقا لمصالح الدول الحاضنة للمؤسسات الإعلامية المؤثرة في المنطقة إذ أنه لا يوجد إعلام مهني أو محايد إنما إعلام موجه ينفذ سياسات الدول لما تقتضيه مصلحتها و يحقق و يحافظ على أمنها القومي و لا ضير في ذلك”، ويشير دنقس لـ(النورس نيوز) إلى أن دول مثل بريطانيا ترعى قناة BBC و الولايات المتحدة الأمريكية لديها CNN و الحرة و في الشرق الأوسط نجد قطر لديها الجزيرة و السعودية و الإمارات لديهما العربية بما يخدم مصالحهما..إلخ”،  ويضيف “إذا تأملت في هذه الأذرع الإعلامية تجدها غير ربحية لذلك لا يمكن لأي طرف من أطراف الأزمة في السودان التعويل على الاعلام الخارجي في دعم توجهه لأن  تلك الدول تنظر لمصالحها و بما يخدم تأثيرها في المنطقة و جعلها أكثر فاعلية في تغيير موازين القوى في محيطها الإقليمي و العالمي.

 

دور أساسي

ويتفق الكثيرون على أن تناول الإعلام الخارجي للقضية السودانية قد يشكل مهدد كبير وربما يعقد الأزمة نتيجة للسياسات التي تنتهجها بعض المحطات الفضائية وفقا لتوجيهات البلد المعني لكن في المقابل يرى البعض أن هنالك محطات خارجية تلتزم بالخط الذي يدعم القضية السودانية ويساهم في حلها وما بين الحالتين يشيرون إلى أن الإعلام المحلي عليه لعب الدور الأساسي لعكس الحقائق بالشكل المطلوب والذي من شأنه أن يدفع بعملية التحول المنشود في السودان

Exit mobile version