تقارير

الجيش السوداني.. محور الاهتمام الأمريكي

الخرطوم- النورس نيوز

 

في زيارة تبدو هي الثانية، منذ الإطاحة بحكومة الرئيس البشير، التقى قائد القوات البرية السودانية، عصام محمد حسن كرار، بالخرطوم، مع القائد في “أفريكوم” الجنرال ستيفن تاونسند​​​​​​​، وبحث اللقاء مع القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، سبل تعزيز التعاون العسكري، ويأتي هذا اللقاء بعد سنتين من أول لقاء تم بين الجانبين  منذ إزالة السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب، ففي 26 يناير الماضي من العام 2019 زار نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا “الأفريكوم”، السفير أندرو يانغ، السودان، على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، وذهبت حينها التحليلات في اتجاه دلالات وتوقيت الزيارة بعد ان كان السودان بعيداً عن أي تعاون عسكري مع أمريكا علنا وان كانت هناك تفاهمات تتم في الخفاء بعيدة عن أعين الإعلام، نتيجة لمعطيات مختلفة من بينها بالطبع الحظر والمقاطعة الأمريكية، وهو ما عبر عنه الجنرال أندرو يانغ في مقالة نشرها قبل أشهر في الموقع الرسمي للخارجية الأمريكية بعنون «استكشاف شراكات أمنية جديدة مع السودان» واصفا السودان بانه شريك عسكري ومدني للولايات المتحدة، وقال يونغ في مقاله الاستراتيجي «جنبًا إلى جنب مع الحكومة الانتقالية، نسعى جاهدين لبناء شراكة بين جيوشنا ونمذجة أهمية التعاون المدني العسكري».

 

وإن كان الحراك الأمريكي تجاه السودان، بدأ معلومًا مثلما ذكرنا، بعد التطورات الجديدة في العلاقات بين البلدين بعد ثورة ديسمبر، إلا ان اهتمام واشنطن بالجيش السوداني كان الأكثر ملاحظة لكونه يحمل أكثر من دلالة، فالسودان يعتبر من الاهمية بمكان بالنسبة لأمريكا لموقعة الاستراتيجي والجغرافي، مما يجعله لاعبًا أساسيًا في عمليات مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، للقوات النظامية دورًا بارزًا في الاتجاه، يقول الخبير الاستراتيجي والأمني عباس جميل مبشر، إن تركيز واشنطن على الخرطوم عسكرياً ينطلق من عدة أسباب أبرزها الموقع الاستراتيجي لكونه يطلّ على البحر الأحمر والصحراء معًا ويربط ما بين أفريقيا والعالم العربي، ويؤكد جميل أن للموجود الروسي دور أيضا في دفع أمريكا وتسارعها الملحوظ في البحث مع اتفاقات ومصالح متبادلة مع السودان، قطعًا للوجود الروسي الذي يعتبر المهدد الأكبر لأمريكا في المنطقة، خصوصاً بعد إعلان روسيا عزمها إقامة قاعدة عسكرية في بورتسودان على البحر الأحمر، إضافة إلى ذلك والحديث لجميل، أن تسعى إلى بناء جيش قوى في السودان وتريد ان تساهم في عملية الهيكلة المقبلة، لجهة أنّ لديها علاقات في السابق مع حركات مسلحة والآن أصبحت جزءاً من الحكومة، وليس بعيدا من حديث جميل تاتي كلمات أندرو يانغ الذي قال “أثناء وجودنا في الخرطوم، التقينا برئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقادة من المجتمع المدني السوداني، ومع كبار القادة العسكريين السودانيين بمن فيهم رئيس هيئة الأركان محمد عثمان الحسين، ووزير الدفاع اللواء ياسين إبراهيم ياسين، ركزت مناقشاتنا على جهود السودان لبناء جيش بقيادة مدنية أكثر قدرة وشفافية وخضوعا للمساءلة، ومن بين الأدوات الرئيسية التي ناقشناها لتطوير شراكة عسكرية مستقبلية مع الولايات المتحدة البرنامج الدولي للتعليم والتدريب العسكري IMET. هذا البرنامج، الذي تموله وزارة الخارجية وتنفذه وزارة الدفاع، يجلب القادة العسكريين الواعدين إلى الولايات المتحدة لبرامج التعليم العسكري. في يوم من الأيام قريبًا، قد يمول معهد التعليم والتدريب العسكري الأفراد العسكريين السودانيين للدراسة في الولايات المتحدة حول قضايا مثل القضاء العسكري والسيطرة المدنية على الجيش وإدارة الموارد الدفاعية”.

 

وفي آخر لقاء بين قائد القوات البرية السودانية، والجنرال ستيفن تاونسند، تطرقت لقاءات الجانبين إلى سبل تعزيز التعاون العسكري بين القوات المسلحة (السودانية) وقيادة أفريكوم، ومن بين ما تم التباحث حوله قوة العمل المشتركة الموحدة في القرن الإفريقي (تابعة لأفلريكوم) تتمثل في إجراء عمليات  لتعزيز قدرة الدول الشريكة في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي”، ويقع مقر “أفريكوم” بمدينة شتوتغارت الألمانية، وهي وحدات مقاتلة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، مسؤولة عن العلاقات العسكرية مع الدول الإفريقية، حيث بدأت نشاطها الفعلي عام 2008، ومن أبرز البلدان الإفريقية التي تضم وجود للقوات الأمريكية على أراضيها، هي جزيرة أسينشين (غربي إفريقيا في المحيط الأطلسي)، وبوركينو فاسو، بوروندي، بوتسوانا، الكاميرون، تشاد، فضلا عن جمهورية إفريقيا الوسطى، والكونغو الديمقراطية، إثيوبيا، الغابون، غانا، كينيا، ليبيريا، مالي، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، الصومال، جنوب السودان، سيشل، السنغال، أوغندا، وتونس”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *